مجرد سؤال ؟؟؟
كل القلوب إلى الحبيب تميل
رقية أبو شوك
لازلت أتذكر الاحتفالات التي تقيمها منطقة كورتي بالولاية الشمالية ونحن صغار، حيث نحتفل بالمولد النبوي الشريف.
كان الإعداد يتم باكراً قبل دخول شهر ربيع وكانت هنالك مجموعة من النساء والرجال يقومون بجمع المال من الأسر والتي كان تدفعه بالزيادة وبفرحة لا تضاهيها فرحة، بل البعض كان يتبرع بكل الأشياء باعتبار أن هذه المناسبة لا تقدر بثمن، طالما أن الهدف هو الاحتفال بمولد المصطفى صلوات الله عليه وسلم … نبي الهدى ونبي الرحمة المبعوث رحمة للعالمين.
وكان هنالك سؤال نطرحه يومياً لأسرتنا (المولد متين؟؟) وكانت الإجابة الاحتفال به عشية أو ليلة 12 من ربيع أول … كنا ننتظره بفارغ الصبر حيث يتم توزيع الحلوى بمختلف أنواعها وتوزيع وجبة العشاء التي يتم الإعداد لها منذ الصباح الباكر، حيث يتم ذبح الخراف … كنا نحن آخر سعادة لأننا نقوم بتوزيع الوجبة للكل نوزعها بكل فرح وأريحية وسعادة لا توصف. ومازلت أذكر جيداً من كانت تقوم بالإعداد لهذا اليوم من الطعام وهم كثر، ولكن أذكر على سبيل المثال (ست البنات سعيد المشهورة (بدقرة) وكذا فاطمة مرسال وحليمة وعرفة باب الله وعز الأهل بت حوضة وبخيتة بت عز الأهل)، وجميعهن قد انتقلنا للدارة الآخرة، نسأل الله لهن الرحمة والمغفرة بقدر ما قدمن حيث لم يبخلن قط بخدمة أي عمل يقدمن عليه.
أما حلاوة المولد وخاصة (السمسمية والفولية) كانت لها مذاق وطعم خاص كان يتم حجزها قبل وصولها وكان يحلو لنا أن نسميها (حلاوة مولد).. حلاوة مولد السودان … لأنها صنع سوداني خالص يتم تصنيعها خصيصاً لهذه المناسبة الجميلة جداً والتي نعشقها ونعشق معها شهر المولد …. وهي سودانية خالصة باعتبار أنها تصنع من السمسم السوداني والفول حيث عرف السودان بزراعته، كما أن هنالك أماكن وشخصيات معروفة بإجادة صنعها كما أن هنالك طلبيات مخصوصة لها من خارج السودان، كما يطلبها المغتربون السودانيون وترسل لهم عبر ذويهم.
يا لها من مناسبة عظيمة واحتفالنا بها تجسيد لحب السودان لرسولنا وحبيبنا محمد بن عبد الله صلوات الله عليه وسلم.
ولد الهدى فالكائنات ضياء
وفم الزمان تبسم وثناء
الروح والملأ والملائك حوله
للدين والدنيا به بشراء
والعرش يزهو والحظيرة تزدهي
والمنتهى والسدرة العصماء
وحديقة الفرقان ضاحكة الربا
بالترجمان شذية غناء
بك بشر الله السماء فزينت
وتضوعت مسكاً بك الغبراء
أثنى المسيح عليه خلف سمائه
وتهللت واهتزت العذراء
وأخرى لا تقل جمالاً عن قصيدة الشاعر أحمد شوقي أعلاه :
كل القلوب إلى الحبيب تميل
ومعي بهذا شاهد ودليل
أما الدليل إذا ذكرت محمداً
صارت دموع العارفين تسيل
هذا رسول الله نبراس الهدى
هذا لكل العالمين رسول
هذا الذي رد العيون بكفه
لما بدت فوق الخدود تسيل
هذا الغمام ظللته إذا مشى
كانت تقيل إذا الحبيب يقيل
صلى الله عليك وسلم يا محمد يا رسول الله.