عز الكلام
أخيراً اتحلت.. الدولار علاجو عند بلدو
أم وضاح
قد يكون متاحاً ومباحاً في دنيا السياسة أن يتلاعب البعض بالألفاظ والأقوال لمداعبة أذن وعواطف القواعد الجماهيرية خاصة أيام الانتخابات التي يصبح فيها صوت الناخب أغلى من مثقال الذهب ليصبح من يقدمون أنفسهم لصناديق الاقتراع في حالة البحث عن أراضٍ تمكنهم من كسب ثقة المواطن، لذلك يتمادى بعضهم في البرامج ووضع حلول للمشاكل، وينداح آخرون ليمدوا جسور الآمال لمستقبل واعد وأخضر (وأهو الكلام ببلاش)، وكثيراً ما تنتهي هذه الفورة، وبمجرد ما يصل الشخص للموقع والمنصب والكرسي ينزوي كل ما قاله ويتضاءل حتى يختفي ويصبح مجرد حديث من الماضي البعيد ربما لا يتذكره حتى من قاله، وإن كنت قد أجد بعض العذر لهؤلاء باعتبار أن سوق المنافسة دفعهم دفعاً للحديث بفعل ما لا يستطيعون، لكن من وين ألقى العذر لشخص يجلس على موقع المسؤولية وفي منصب رفيع ويقول كلاماً ، أولاً ،ما في زول (جبره) أن يقوله أو ألزمه به ، أو أنه أصلاً كلام ما في محله، ويجلب له السخرية، ثانياً ،يتضح بعد مرور مدة أن ما قاله ما قدره وما بقدر عليه، ولنبدأ بوعد السيد “الحسن الميرغني” ،الذي عند لحظة دخوله القصر الجمهوري، وعلى ما يبدو أن (همبريب) القصر وعبق السلطة والسلطان قد جعلاه يصرح بتصريحات أصبحت خصماً عليه، حيث قال إنه سيحل مشاكل السودان في (180) يوماً، وبعد مرورها اتضح أن ابن السيد وبطريقته دي ما بحلها في (180) سنة، وأصبح مجرد كيس نايلو الهواء شايلو!!
مسؤول آخر وبقامة وزير الطاقة صرح قبل أيام أنه لا توجد أزمة في الغاز، والحديث عندما يصدر من أعلى سلطة معنية بالقضية فهو مؤكد (يعتد به) ،ولا مجال للتشكيك في صحته، لكن حديث الوزير لم يكن زبدة تمحوها شمس النهار بل كان حديثاً تفنده صفوف الأنابيب التي دخلت بطولها موسوعة “جينيس” للأرقام القياسية!! وللمرة الثانية يسقط مسؤول رفيع في امتحان التصريحات ونكتشف أنه يتحدث في ما لا يعلم، والكارثة أن الذي يفترض أنه يعلمه هو عمله الذي يقبض عليه راتباً!!
أمس قال وزير الدولة بالمالية السيد “عبد الرحمن ضرار” إن أسباب ارتفاع سعر الصرف هي (أسباب نفسية)، وطبعاً للوهلة الأولى عدت للخبر حتى أتأكد هل التصريح صادر من دكتور “ضرار” أم أنه من دكتور “علي بلدو”، لأن الرجل وبمنتهى البساطة هو وزير اقتصادي يعني يفترض أن يكون حديثه مبنياً على الحقائق والأرقام ، واحد + واحد ،عنده مستحيل ،أن تصبح اتنين ونص ، خليك من تلاتة، وكان عليه أن يوضح أسباب انفلات سعر الدولار أمام الجنيه، ويذكر ما هي الآليات الفاعلة التي ابتكرتها وزارته لتضبط هذه (الفلتات)، خاصة وأنه يعلم تماماً من أين يأتي النزيف وكيف ازدادت (الفرغرينة) في جسد الاقتصاد، وإن كان لا يعلم فعليه أن يرفع سماعة الهاتف ويسأل الوزير السابق “علي محمود” عن تصريحاته قبل أسابيع من الآن.. نعم أراد الدكتور بهذا الحديث أن يدخلنا في نفق مظلم من الأحاديث المبهمة ،التي تجعل التفكير فيها وفك طلاسمها يبعدنا عن القضية الأساسية، فما الذي أدخل النفسيات في علم الاقتصاد؟ وهل -بعد هذه الامتحانات والابتلاءات التي أصابت الاقتصاد السوداني ،بسبب السياسات الخرقاء ، وبدلاً عن البحث عن حلول ومخارج- سنعزوها (للمرض النفسي)؟ يعني (النفسيات) هي السبب في قفل المصانع والمؤسسات المنتجة، وهي السبب في ضياع موارد النفط الذي فجرته الأرض السودانية يوماً في كرم حاتمي عجيب، وهل النفسيات هي السبب في أننا أصبحنا نستورد حتى العدس؟؟ في العموم- يا سعادتك- إن كنتم قد عرفتم السبب وأرجعتموه للنفسيات فحلها ساهل إما بزيارة لـ(التجاني الماحي) أو بالعدم دقوا للاقتصاد زار (واللول اللول يا الحبشية يا الدولار بسحورك ليا)..
{ كلمة عزيزة
الأخوة مواطنو السامراب غرب قاموا وبجهد شعبي كبير يعدّ إنجازاً للإرادة الشعبية والعمل الطوعي الذاتي، قاموا بإنشاء ملعب للخماسيات بالمجهود الشعبي حتى يساهم في الارتقاء بشباب المنطقة واحتواء نشاطاتهم بدل التسكع في الشوارع، كما قاموا أيضاً بحل مشكلة “الموية” يداً بيد مع هيئة مياه المدن، ثم دلفوا للصحة وأقاموا أكبر مركز صحي ستكتفي به السامراب غرب وأهلها من مشقة رحلة البحث عن علاج لأبسط وأقل حالات الطوارئ.. كل هذه الإنجازات تحتاج إلى من يدشنها بشكل رسمي دفعاً ورفعاً للمعنويات والهمم، لذلك هم في انتظار السيد معتمد بحري لافتتاحها على شرف أعياد الاستقلال.. فهل تستجيب يا سعادتك عشان ما تبقوا زي الساعدوه في دفن أبوه دسَّ المحافير.
{ كلمة أعز
أسلوب مؤسف ودخيل وغامض أن يتعرض أكفأ رجالات المباحث لحوادث قتل متتالية في محاولة لإرهاب الشرطة ومنعها من أداء واجبها.. الرحمة والمغفرة للشهيد الراحل والتعازي لكل رجالات الشرطة.