رأي

مسألة مستعجلة

 “بور تسودان” اليوم !!
نجل الدين ادم
ورئيس الجمهورية ووفد من الوزراء يزورون ولاية الجزيرة الأسبوع الماضي لافتتاح عدد من المشروعات، دار في خلدي كيف الوضع الآن في ولاية البحر الأحمر، بعد أن غادرها الوالي “محمد طاهر أيلا”؟، هل ما تزال الشوارع نظيفة والكورنيش كما هو، وعائدات السياحة ما تزال تتدفق كما كان الحال وجملة من الأسئلة.
برغم أن الإجابة حاضرة عندي وهي أن الحال تبدل كثيراً وبات مأساوي، إلا أن عشمي لم ينقطع في أن معالجات للوضع ربما قد قام بها الوالي الجديد لاحقاً لإعادة بور تسودان لسيرتها الأولى. نشرنا قبل أكثر من ثلاثة أشهر في صحيفتنا (المجهر) تحقيقاً مصوراً يحكي عن ما آلت إليه ولاية  البحر الأحمر من تراجع وخراطيم المياه المكسورة تنتشر والكوش قد عادت من جديد في الشوارع الرئيسية و(الكوارو) قد خرجت مرة أخرى، ومهرجان السياحة الذي يدر مبالغ مالية كبيرة فقد بريقه.
علمت أن زيارة مماثلة يعتزم الرئيس القيام بها إلى هذه الولاية وتوقفت على الفور في أن وجه المقارنة سيكون كبيراً، بينما شهده الرئيس ووفده وما سيشهده في ولاية البحر الأحمر. والي الولاية الجديد الأستاذ “علي محمد حامد” شاب طموح وصاحب لمسات وقد عرفته ولاية نهر النيل، اختار أن يسلك درباً آخر غير درب سلفه “محمد طاهر أيلا”، اختار أن لا تكون مهرجانات السياحة هي همه الأول بل المواطن وهذا بالتأكيد شيء جيد، اختار أن يرتب الأولويات من جديد ولكنه وقع في فخ التردي البيئي وفي ضعف الموارد ووو..
السيد والي البحر الأحمر ليس صلاح الحال في ولايتك أن تُغير سبيل سلفك أو أن لا تسير على درب الإصلاحات التي قام بها، لسوء الأسف فإن الكثيرين من الولاة والوزراء والمسؤولين دائماً ما تكون إستراتيجيتهم وهم يتسلمون مقاليد المنصب الجديد، إلغاء كل ما قام به سلفهم وتعطيل كل الإجراءات والقرارات التي اتخذت في عهدهم، دون التمعن في ما قام به هؤلاء وهذا أس المشكلة!.
كثير من الدول العظمى كان أساس تقدمها أن المسؤولين الجدد يبنون على ما قام به سلفهم من خطط إستراتيجية، وتكملة ما بدأوا مما هو ايجابي لتأتي نقطة التفوق في ابتكار أفكار جديدة، لكن بالتأكيد فإن تغيير مسار النجاح الذي وجدوه شأنه أن يعيد الأوضاع إلى الوراء.
الآن كما ذكرت لا أعرف ما إذا كان الوالي الجديد قد قام بتدارك ما أصاب الولاية من تراجع أم لا؟، وأتمنى أن يكون تدارك ذلك بالفعل. السيد والي ولاية البحر الأحمر أتمنى أن تكون زيارة رئيس الجمهورية المرتقبة للولاية هي نقطة تحول جديدة لإعادة بناء الولاية، ليس عيباً أن تستفيد من ما هو جيد من خطط وبرامج لسلفك، السابق فهو رجل طموح وناجح لم يحظِ باستثناء حتى يجعل من الولاية قبلة لسكان الخرطوم، ولكنه طوع الإمكانيات وصنع من الفسيخ شربات وآمل أن لا ينسكب هذا الشربات ويأسى الناس على ضياع النجاح. السيد الوالي “علي حامد” لا تجعلنا نشفق على حال ولايتك، تمنياتنا لك بالنجاح فدع مشورة من يريد أن يغيروا من وجهة التنمية لشيء في نفوسهم، وتبعتك النجاحات إن شاء الله وهو المستعان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية