رأي

المشهد السياسي

الناشطة “تراجي” شخصية لها مقامها
موسى يعقوب
قليلون أولئك الذين يسحرون الألباب من الساسة، ومنهم الناشطة القانونية واليسارية “تراجي مصطفى”، التي ظهرت في الأفق مؤخراً وبين يديها الكثير المثير الذي أباحت بالكثير منه وهي الشيوعية والحركة السابقة التي كان لها وجودها وحضورها الكبير في تلك المنافذ والمنابر السياسية وهي في الخارج.
الأستاذة “تراجي”، ولها فقهها وثقافتها القانونية والوطنية، قلبت في تجاربها وخرجت منها بما رأته صواباً وفعل خير دون كبير اعتبار  لردود الأفعال المتوقعة وأياً كانت مستوياتها..!
وأنا كأحد المهتمين بالشأن الصحفي والإعلامي والسياسي لم أعرف الأستاذة “تراجي” إلا من خلال ما تدفق به قلمها وما ألقت به بين يدي محاوريها من الصحفيين وأهل الشاشات الفضية بصراحة وشجاعة كاملتين، وعلى صعيد لم يكن متاحاً في مثل تلك الحوارات.
ذلك أن ما قالته عن الحزب الشيوعي السوداني ورموزه والحركة الشعبية لتحرير السودان– قطاع الشمال– والحركات المسلحة والمعارضة الخارجية ورموزها، وما يجري داخلها ومن خلال سادتها وقادتها لم يتوقع ظهوره على ما أدلت به “تراجي” وهي الخبيرة والعالمة بذلك كله، بحكم وجودها هناك قريباً من الأحداث بل داخلها..!
وانفعالاً بذلك وتفاعلاً، فالحزب الشيوعي عبر الناطق باسمه “يوسف حسين” وصف الأستاذة “تراجي” بأنها (انتهازية وباحثة عن الكسب من خلال وضع يدها فوق يد المؤتمر الوطني)، وما دار حول عودتها إلى الداخل وما قامت به من نشاط وقد لقي رواجاً كبيراً ومؤثراً بأنه (زوبعة..!)
وللسيد “يوسف حسين” أن يقول ما قال وحزبه في حالة اضطراب وتناقض ومؤتمره السادس على الأبواب.. ولكن للأستاذة “تراجي” ما يؤكد أنها تغلب الوطن وسلامه واستقراره على كل ما تعمل به وله أحزاب المعارضة الممانعة من سياسات ومواقف غير سليمة.
ففي إحدى صحف (الاثنين)– ولعلها (الرأي العام)- صدر عن الأستاذة “تراجي” قولها وكأنها ترد على السيد “يوسف حسين”:
(إن حرصها على السلام والاستقرار هو الذي أتى بها إلى الداخل حيث باب الحوار الوطني والمجتمعي مفتوح فولجته ووقفت على ما بداخله.. لأن السلام – تقول “تراجي”:
{ عملية تاريخية صعبة وعلى كل الأحزاب بل كل المواطنين أن يلجوا بابه. فالحكومة وحدها– كما قالت– لا تستطيع أن تقوم بتلك المهمة الغالية.
{ وعلى الجميع أن يتحلوا بالشجاعة والعمل لحقن الدماء بمختلف أطيافهم.
فهل يعي الحزب الشيوعي وغيره من الأحزاب المعارضة والممانعة تلك الحقيقة التي ليست بـ(زوبعة)، ولا تأتي بغرض الكسب من خلال وضع اليد على يد المؤتمر الوطني كما ادعى واعتدى السيد “يوسف حسين” الناطق باسم الحزب..؟!
والأستاذة “تراجي” وهي تراجع تجربتها بهذه الشجاعة والصراحة والحرص على سلامة الوطن ووحدته لم يفت عليها أن تذكر أن الحركة الشعبية (قطاع الشمال) التي أبدلت (السياسة بالسلاح) تحت قيادة “عرمان” و”الحلو”، لم تخش أن يزور زعيماها المذكوران الدولة العبرية (إسرائيل) بغرض الدعم بالسلاح وغيره في صراعهما مع الدولة في جنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق، أي ما عرف بالمنطقتين اللتين تعثرت مفاوضات السلام حولهما لسنوات، فالسلاح وليس السياسة والاستقرار في المنطقتين وغيرهما هو هدف قطاع الشمال وزعاماته وبخاصة السيد “عقار” الذي قالت “تراجي” إنه تكسب من الحرب شأن آخرين.
ونحسب أن ما أدلت به الأستاذة “تراجي” وهي الأقرب من الاثنين ومصادر المعلومات يومئذٍ ليس بعيداً عن الحقيقة، ولا (زوبعة) في فنجان أو خلافه كما قال “يوسف حسين” وإنما هو الحقيقة بعينها.
ثم يأتي من بعد ما تقوله عن الحوار وآلياته ومخرجاته التي أوشكت ليس بعيداً عن الحقيقة، ذلك أن الأستاذة “تراجي” غرقت في أعمال اللجان المتخصصة في الحوار على نحو جيد ويشكل إضافة للحضور وهو يضطلع بأعماله الوطنية التي وافت العيد الستين للاستقلال.
شكراً للأستاذة “تراجي مصطفى” التي ضربت مثلاً في الإخلاص والولاء للوطن.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية