مجرد سؤال ؟؟؟
ما بيننا ووزير الدولة بالإعلام
قال تعالى في محكم تنزيله: (وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ)..
رقية أبو شوك
انطلاقاً من هذه الآية الكريمة فإن الشورى من الأهمية بمكان، لآن القران الكريم هو منهج الحياة وإذا سرنا على هذا المنهج الرباني فإننا حتماً على الطريق المستقيم سائرون.
بالأمس كان هنالك لقاء تشاوري بيننا نحن رؤساء الأقسام الاقتصادية بالصحف السيارة وبين وزير الدولة بالإعلام الأستاذ “ياسر يوسف”، بالإضافة إلى عدد محدود من أصحاب الشأن السياسي والاقتصادي.. اللقاء تطرق إلى مجمل القضايا الاقتصادية ،وعن الانعكاسات والأثر السالب للتغطيات الاقتصادية على مسيرة البلاد، سواء أكان سياسياً أم اقتصادياً. وبما أن الاقتصاد يعدّ سلاحاً مؤثراً فعالاً فإنه لا يقل أهمية عن السياسة، بل تزداد أهميته لكونه- أي الاقتصاد- هو الذي يرسم المسيرة المادية للسياسة، ويوفر لها الموارد للانطلاق ،محلياً ودولياً.. وكما تعلمون فإن الأزمة العالمية التي ضربت العالم قبل عدة أعوام ، والتي تأثرت بها العديد من الدول ومن بينها السودان، كانت اقتصادية. وكانت بسبب (العقارات).. وحتى الآن مازال السودان يعاني من انعكاساتها.
والحصار الاقتصادي المضروب على السودان منذ العام 1997م إذا بحثنا عن أسبابه ،غير المقنعة، نجدها سياسية، لكن (ضربونا) بها اقتصادياً لينهار اقتصادنا ،ونحاصر بالديون و(تشل) كل مؤسساتنا ذات العلاقة المباشرة بالتحويلات الخارجية، وبتوفير قطع الغيار.. فمعظم المصانع الإستراتيجية الكبرى قد تأثرت بطريقة ،مباشرة أو غير مباشرة ،بهذا الحصار.
نحن جميعاً، صحفيون وساسة، مشغولون ومهمون جداً بقضايا البلاد ،وبالتالي نسعى بكل ما أوتينا من قوة من أجل أن ينهض الإقتصاد وتنعدل المسيرة.. فعندما ينهض وتنعدل مسيرته، فإن هذا الأمر سينعكس إيجاباً على الحياة المعيشية، وبالتالي فإن حياة المواطن ستكون مستقرة ،لأن راتبه أو دخله، حتماً، سيغطي احتياجاته وقد يزيد، بعد أن انخفضت أسعار الدولار، وانخفضت ،بالتالي، الأسعار.
أما الآن، فإن الأسعار تعانق السماء رغم الوفرة، الأمر الذي يؤكد اختلال النظرية الاقتصادية.. فعلماء الاقتصاد منذ أن وضعوا اللبنة الأولى للاقتصاد ، وضعوا قاعدة تؤكد أن الوفرة وكثرة العرض، تؤدي إلى انخفاض الأسعار، حتى وإن كثر الطلب وزاد ،ولكننا الآن نعيش واقعاً مغايراً، فالأسعار مرتفعة برغم الوفرة.. فالصورة هنا تبدو مقلوبة تماماً.
نحن الآن على أعتاب موازنة جديدة، سيدي وزير الدولة بالإعلام، نتمنى أن تنفذ بكل بنودها ، لأنها جاءت تحمل العديد من البشريات، إذ كان شعارها : (الإنتاج من أجل الصادر، وتحسين مستوى المعيشة). ولنبدأ بتحليل هذا الشعار: أولاً..
زيادة الإنتاج من أجل الصادر تعد مهمة جداً في الواقع الاقتصادي المعروف، الذي أقعد معظم القطاعات الإنتاجية.. فلابد من زيادة الإنتاج و، توفير كل الأسباب للانطلاق، والزراعة هي الأساس. وعندما تنجح الزراعة وتزداد إنتاجيها، فإن قطاعات أخرى ستتحرك.. فهي قاطرة الاقتصاد.. لكننا قبل أن نزيد الإنتاج ،لابد أن نوفر الحماية الكافية لإنتاجنا ،حتى لا يصاب المنتج بالإحباط وعدم الحماس الموسم الذي يليه.. فالإغراق بسلع مستوردة ،أقل جودة سيؤدي إلى تدهور إنتاجنا، وقد أشرت في الاجتماع إلى هذه الجزئية ،وضربت مثلاً بمصانع السكر، التي تعاني الآن الإغراق من المستورد ،وتعاني الكساد وعدم التسويق، وأشرت أيضاً إلى الإنتاج الكبير من البصل ،الذي تلاه موسم إنتاج أقل، وبالتالي ارتفعت أسعاره. والسبب هو عدم الحماية وعدم فتح أبواب الصادر، وكذا الفراغ الذي يعاني منه المزارعون حالياً.. ويمكن أن نسميه (فراغ دستوري).. والغياب التام لممثلي المزارعين، بعد أن تم حل اتحادات المزارعين، وجاء بديلها (اتحادات أصحاب مهن الإنتاج الزراعي والحيواني)، الذي لم يجز قانونه بعد، الامر الذي سينعكس سلباً على الموسم الشتوي الحالي، بتدني الإنتاجية، التي تدعو لها ميزانية 2016م.
أما الجانب الآخر من شعار الموازنة، وهو تحسين مستوى المعيشة، فإنه يكمن في خفض الأسعار وضبط الأسواق، وتوظيف الخريجين، بل وتنفيذ كل بنود الموازنة، كما جاءت.. فإذا تحسنت المعيشة فإن المواطن لا يهمه بعد ذلك الحديث الاقتصادي المتداول، ويقول سراً: (الزول يونسوا غرضوا) و”غرضوا” هو تحسن معيشته.