النشوف اخرتا
النسى قديمو تااه
سعد الدين ابراهيم
حتى نهاية الخمسينيات وبداية الستينيات كان سراة القوم يركبون الحمير في حلهم وترحالهم.. وكانت وسيلة المواصلات للعمد والمشايخ وبعض البرجوازيين كانوا يركبون الخيول.. بيد أن بعض الأعراب كانوا يركبون الجمال.. لحل مشكلة المواصلات يمكننا العودة إلى تلك الدواب في حلنا وترحالنا.. وحتى لا يتحجج المتحججون بلا منطقية هذا الاقتراح.. لابد أن تكون هنالك مرابط للحمير والحصين والجمال أمام الوزارات والمصالح والمؤسسات قطاع عام وخاص.. لابد من عمل خط سير للدواب في الكباري وشوارع الإسفلت على غرار خطوط المشاة.. المخالفات المرورية على قادة الدواب ستكون طفيفة يمكن أن توكل للسواري.
في استخدام الدواب حماية للبيئة من دخان السيارات وضجيجها سيقول البعض إن هذه الدواب ستلوث البيئة بمخلفاتها.. إذن نعود إلى فكرة المسلسل العربي القديم وعمل (بامبرز) للحيوانات بذلك نضمن عدم تلويث البيئة.. ويمكن استعمال (الروث) للزبالة، فإن صح القرار بمنع بناء بيوت الجالوص فيمكن استثماره كسماد في الزراعة.. لإشباع التباهي الطبقي يمكن أن تخصص الحصين للقيادات.. والحمير للوظائف الدنيا.. لكن هذا لا يمنع من أن القادر يسوي وحتى لا تفقد الفكرة محتواها يمنع استيراد الحصين من الخارج إلا بغرض التهجين والتوصل إلى سلالة جيدة باستخدام حصين عربية كريمة وإنجليزية أصيلة.
يمكن فتح الفرصة للإبداع، فإذا كان البعض ليهو القدرة على ركوب ثيران مثلاً شريطة أن يتم تدريبها جيداً.. يمكن أن ينداح الإبداع فتستخدم عدداً من الكلاب القوية في جر عربة تحمل شخصاً أو أثنين.. وقد لا يقوى بعض الشيوخ وبعض الخوافين على ركوب الخيول والحمير.. يصرح لهؤلاء بعمل حناطير (جمع حنطور) مع إعطاء الأولوية للسيدات والفتيات.. طبعاً كل هذا مع تأكيدات قوية وناجزة من المسؤولين بعدم رفع الدعم عن البرسيم والأعلاف بكل أشكالها.
هذا جانب من الاقتراح.. الجانب الآخر هو تعميم وتسهيل ركوب العجلات.. وذلك بعمل يوم للانطلاق يسمى يوم العجلة وفيه يتم إلزام الوزراء والمديرين بركوب العجلة من وإلى مكاتبهم حتى تكون نفرة تساعد وتشجع على ركوب العجلات.. وتكون الأولوية فيها للطلبة في الثانويات والجامعات، ويمكن منحهم العجلات بتقسيط مريح مع زيادة استيراد العجلات الستاتية.. بتعميم العجلة وشيوعها علاوة على تسهيل المواصلات والاستغناء عن الوقود والعربات.. فإن ذلك سيعيد المجد لمهنة العجلاتية.. فتتاح فرص لدرء البطالة لأننا سنحتاج في كل كيلو متر لعجلاتي حتى إذا نفس العجل أو أنفك الجنزير يمكن إصلاحه.. قوانين الحركة تمنع أن يردف صاحب العجلة آخر إلا إذا كان طفلاً صغيراً مع إحكام ركوبه والمحافظة على سلامته عندئذٍ نكون وفرنا الوقود وعممنا وسيلة مواصلات سهلة وأعدنا مجد العجلة القديم ويمكن الإستفادة من العطبراويين القدامى في توضيح مزايا ركوب العجلة والتأمين والسلامة.
الاقتراح الثالث رغم أنه يتطلب وقوداً لكن بكميات أقل يكمن في تشجيع سعاية (المواتر) ويسمونها الدراجات النارية أيضاً يمكن تعميمها مع التدقيق في منح الرخصة للمسؤولين لخطورة قيادتها باستهتار، عموماً هذه محاولة لتخفيف العبء على الوقود عشان تاني ما يزيد.. وأنا بتكلم جد.