سوق العشرة .. باب رزق تتهدده الكشات وحصار المحلية !!
أصحاب المحلات يجأرون بالشكوى
سوق العشرة ـ هبة محمود
ما بين كشات المحلية والنظام العام يقضي معظمهم سحابة نهاره ترقبا وخوفاً، من مجيء (دفار) المحلية أو (بوكس) النظام العام، فكلاهما كفيل بإثارة الرعب داخل نفوسهم، فما أن يروا أحدهما أو كليهما معاً، حتى يزرعون الأرض جيئة وذهاباً بحثاً عن مخابئ لحاجاتهم، بينما يشرع بعضهم في إغلاق محلاتهم حذر مصادرة الحاجات.
في هذه الدوامة يعيش أصحاب المحلات وتحديداً محال الشيشة وبائعات الشاي داخل سوق العشرة وسط الخرطوم، رغم استخراج بطاقات عمل لهم من قبل قسم شرطة النزهة ومن المحلية لمزاولة عملهم إلا أنهم رغم ذلك يعانون الأمرين ويطالبون بتوفيق أوضاعهم. و”سعدية علي” بائعة شاي واحدة من اللواتي أتعبتهن كشات المحلية المتوالية على السوق. تقول “سعدية”: نعاني من المحليات ومن الكشات دون تنسيق رغم أننا نقوم بدفع مبلغ (250) جنيهاً شهرياً إيجار محلية بدلاً من مبلغ (50) جنيهاً، وهي زيادة تعجيزية ومع ذلك ندفعها إضافة إلى استخراج بطاقات عمل لكن دون جدوى، فالكشات على حسب المزاج (يجو يقفلوا محلاتنا ويشيلوا كراسينا).
“سعدية” ورفيقاتها، حوالي (70) بائعة شاي بالسوق أبدين امتعاضهن من عدم وجود لجنة مجتمعية بالسوق تعمل على حل المشاكل، ولجنة تعني بشؤون المرأة وطالبن بوجود هذه اللجان مع ضرورة تقييم أوضاعهن ومعرفة ما لهن وما عليهن.
“حسن آدم” صاحب محل شيشة بدأ أكثر حنقاً على الكيفية التي تنفذ بها شرطة النظام غلق محالهم، وطالب عبر (المجهر) بضرورة إعطائهم الفرصة للعمل عبر تصاديق لفتح محالهم أسوة بمحال كبرى تعمل في مجال الشيشة يباع الحجر فيها بقيمة (70) جنيهاً، بينما يبيعون هم الحجر بقيمة (3) جنيهات بحد قوله. وتساءل: كيف يقومون بمنحنا بطاقات عمل من قبل المحلية وقسم شرطة النزهة لمزاولة عملنا ومن ثم يطوقونا بخناقهم، رغم أنهم طالبونا في أوقات سابقة بضرورة استخراجها بدلاً من اقتيادنا خارج السوق؟
بدا لي سوق العشرة أكثر هدوءاً مما هو متعارف عليه داخل الأسواق، بدا الأمر وكأن الضجيج والصخب شدا رحالهما بعيداً عنه إلى أماكن أخرى، بسبب تلك الكشات التي خلقت رعباً للمواطنين، وفقاً لسعدية بائعة الشاي، التي ترى أن طالبي الكيف والأمزجة الرايقة الطامعين في تناول كوب من الشاي أو حجر شيشة لعدل المزاج، انصرفوا من الحضور بعد أن أزعجتهم طريقة التنفيذ بحسب قولها. عدد من أصحاب محال الشيشة وأندية المشاهدة وصالونات الحلاقة وبائعات الشاي، طالبوا بضرورة توفيق أوضاعهم وتركهم يعملون في سلام داخل السوق، كما طالبوا أيضاً بضرورة تأهيله.
في فصل الخريف تزداد الأوضاع صعوبة، هذا ما قطع به “عبد الله هارون،” تاجر محاصيل بسوق العشرة، وهو يسرد معاناتهم من عدم انتظام الكهرباء وقطع المياه إضافة إلى وجود مشاكل في صحة البيئة، لافتاً إلى أن هناك مساعي لإعادة تخطيط وتأهيل السوق.
“محمد الخير” تاجر محاصيل أبدى استغرابه من مطالبتهم باستخراج الكرت الصحي ورسوم العرض الخارجي، قائلاً: نحن تجار محاصيل، نبيع الفول والكبكبي والبهارات وغيرها ولا علاقة لنا بالكرت الصحي، ولكن ما نطالب به هو تطوير السوق كما وعدونا سابقاً.
“محمد إبراهيم” أو كما يكنى بشيخ السوق، وهو تاجر محاصيل، لفت في حديثه لـ(المجهر) إلى أنهم كتجار محاصيل، يقومون بدفع مبلغ (50) جنيه شهرياً للمحلية تحصل على شكل رسوم، وبوصفه من قدامى السوق ورئيس لجنته أشار إلى مساعٍ لإعادة تخطيطه وتأهيله وتوفيق أوضاع العاملين به.
وعود كثيرة ذهبت أدراجها الرياح على مدى أعوام كثيرة وعلى مدى معتمدين كثر بإعادة تأهيل سوق العشرة الخرطوم، أبقت هذه ـ أي الوعود ـ السوق على حاله منذ نشأته في مطلع الخمسينيات، فبدا مهملاً مغبراً أكل الدهر عليه وشرب، يعاني أصحاب المحال فيه من عدم توفيق أوضاعهم ومن الكشات التي أرهقت كاهل بعضهم. ولكن وفقاً لأمين إعلام لجنة شباب تطوير العشرة “محمد أحمد محجوب شاشوق” فإن هذه الوعود في طريقها للتنفيذ على أرض الواقع، فقد أكد في حديثه لـ(المجهر) أن الجهود الآن تقوم على قدم وساق لتجعل من سوق العشرة سوقاً نموذجياً، توفق أوضاع العاملين به ويمارسون أعمالهم دون مشكلات، لافتاً إلى أن الكشات تلاحق من أسماهم بأصحاب المهن الهامشية في إشارة منه إلى بائعات الشاي ومحلات الشيشة لعدم ترخيصهم. وقال: المعتمد قام بزيارة ميدانية لحي العشرة ووقف على المشاكل الموجودة به وتطوير مرفقاته ومن ضمنها السوق.