مسألة مستعجلة
زيارة فوق العادة
نجل الدين ادم
بدأ رئيس الجمهورية المشير “البشير” أمس زيارة مهمة إلى ولاية الجزيرة، رتب لها أن تستمر لثلاثة أيام يفتتح فيها عدداً من المشروعات الخدمية. والجزيرة أعطت السودان لسنين عدداً ولكنها ظلمت ولم تجد من يرد لها جميل ما قدمته لاقتصاد البلد خلال الحقب الماضية، ومشروعها يخرج الذهب الأبيض ليجعل السودان دولة منتجة معطاءة. وقبل أن تتفجر خيرات الخليج، كانت الجزيرة يومها بأرضها وأهلها شموعاً تضيئ والانجليز يتهافتون إليها، يضع كل منهم موطئ قدمه في مشروع القرن الذي ينتج ذهباً، ولكنه اليوم يقف متعطلاً يطلب النجدة من القاصي والداني ليعيد مجده ويكون صمام أمان للبلد.
اليوم حق لأهل الجزيرة أن يفرحوا بمقدم من أشاع لهم الأمل في عودة ولايتهم، كما كانت نبراساً وقاطرة اقتصادية بنى منها المستعمر الانجليزي اقتصاد بلده الذي يفاخر به. مقدم الوالي الهمام “محمد طاهر أيلا”، وقد حزم أمتعته إلى الخرطوم باحثاً عن طوق نجاة لهذا المشروع التاريخي الذي لم يضاهه مشروع، فأهل الجزيرة الآن سيعيدون وباتوا مستعدين لأن يكونوا عوناً وسنداً في عودة مشروع الجزيرة.
وعندما يفتتح رئيس الجمهورية اليوم وغداً مشروعات خدمية أخرى سيجد أهالي الولاية وقد شمروا سواعد الجد للنهوض بهذا المشروع القومي، فهم في انتظار الدعم السياسي ليكونوا عوناً للحكومة المركزية في إعادة إحياء المشروع.
مسألة ثانية .. قرأت في حوار الزميل النشط “محمد جمال” مع رجل الأعمال الشاب “عصام الشيخ”، تفاصيل رحلة عمل شعبي دبلوماسي .. وكيف أنه أقدم على مبادرة تعمل على إعادة الثقة بين بلده السودان والولايات المتحدة الأمريكية. رجل الأعمال تحدث بنكران ذات كيف أنه قاد وفداً من الإدارة الأهلية من قبل إلى “واشنطن” وتحاور وتشاور هناك مع منظمات المجتمع المدني، حيث كانت فاتحة شهية ليقود وفداً أهلياً آخر من رجالات الطرق الصوفية. (40) لقاءً عقدهم هذا الوفد مع المسؤولين في الخارجية الأمريكية ومع رجالات الدين هناك، ومع بعض من منظمات المجتمع المدني الفاعلة. الرجل أشار إلى حدوث اختراق كبير في العلاقات. التحية لهذا الجهد الشعبي الكبير الذي قام به رجل الأعمال “عصام الشيخ” وإخوته من الإدارة الأهلية والطرق الصوفية، فقد تفلح هذه الجهود فيما عجزت عنه القنوات الرسمية، فمزيد من التحرك الشعبي والدعم السياسي للحراك يمكن أن يخلق أرضية صلبة تساعد الحكومة في عبور امتحان إعادة العلاقات مع “واشنطن” والوصول إلى مرحلة التطبيع، ووفود شعبية كهذه قد أحرجت المسؤولين هناك وهي تعرض لهم مدى تأثر المواطن المسكين بالعقوبات الاقتصادية التي فرضت على بلدهم.
أتمنى أن لا تكون زيارة الطرق الصوفية إلى “واشنطن” هي النهائية، بل أن تمتد لفئات أخرى.