فرقة طبول يابانية تهز القلوب والأجساد بإيقاع (تايكو)
في عرض ملئ بالحماس والحيوية بـ(مركز السجانة)
الخرطوم ـ سيف جامع
الطبول تعد من أقدم الآلات الإيقاعية من بين الآلات الموسيقية في تاريخ البشرية، وتأتي على رأسها طبول (تايكو) اليابانية، وهي آلة قد تبدو بسيطة تعبر فقط من خلال الإيقاع دون ألحان، ولكنها في الحقيقة آلة عميقة في القدرة على التعبير، وتشابه إلى حد كبير الطبول الإيقاعية عند الكثير من القبائل السودانية في غرب وجنوب السودان. في اليومين الماضيين احتضن مسرح مركز (شباب السجانة) عرضاً باهراً ومدهشاً، لقرع طبول (تايكو) قدمته فرقة الطبول اليابانية، وحضر هذا الحدث الإبداعي الثقافي سعادة سفير اليابان لدى السودان “هيدكي ايتو”، ووزير الشباب والرياضة بولاية الخرطوم “اليسع صديق”، وقد أقيم هذا الحفل بغرض تقديم الثقافة اليابانية وتعريف الشعب السوداني بها. وقد قام سعادة سفير اليابان لدى السودان بإلقاء كلمة موجزة في بداية الحفل، وصف فيها خصائص (التايكو) أو الطبول اليابانية، مبيناً أن لدى كل بلد خصائصه وعاداته المميزة التي تجعله بلداً رائعاً.
الطبول السودانية واليابانية تناغم وانسجام
وخلال الجزء الأول من الحفل، قامت فرقة الطبول اليابانية أو (ميابي) بعرض (تايكو) أو قرع على الطبول اليابانية ملئ بالقوة والحيوية. وبعده قامت فرقة الطبول السودانية بتقديم عرضها على الطبول السودانية، ثم بعد ذلك اشتركت الفرقتان اليابانية والسودانية في تقديم عرض مشترك في آن واحد تميز بالتناغم والانسجام الشيء الذي استحوذ على إعجاب الحضور. وخلال الجزء الثاني من الحفل قامت إحدى السيدات من الفرقة اليابانية بتقديم نبذة مختصرة عن تاريخ (التايكو)، ثم قام الحضور بتجربة قرع الطبول اليابانية والاستمتاع بها بأنفسهم.
تعبيرات إيقاعية عبر الجسد
وتعود جاذبية (وادايكو) أو الطبول اليابانية بشكل أساسي لتلك الدقات القوية ذات السحر التي تهتز لها القلوب والأجساد، ولكن ليست فقط القوة هي التي تتحكم بها، فهي إحدى الآلات التي تعتمد على الإيقاع بشكل رئيسي، بالإضافة إلى استخدام كل أجزاء الجسد وكأنه يغني معها لتنتج في النهاية تعبيرات إيقاعية عميقة.
تعود جذور هذه الطبول إلى الرحالة الذين جاءوا بها من القارة الأسيوية إلى اليابان. وتم اكتشاف أقدم الطبول في اليابان ضمن آثار عصر جوومون (٣٠٠- ١٠ آلاف سنة قبل الميلاد).
طبول طاردة للحشرات الضارة بالزراعة
واستخدمت الطبول اليابانية قديماً كإشارات رسالية بين الجماعات وبعضها، كأداة لطرد وإبعاد الحشرات الضارة بالزراعة، كذلك كانت تستخدم في الحروب لتحفيز الجنود وإثارة روحهم القتالية. ومن ناحية أخرى، كانت أيضاً تستخدم في الاحتفالات والمهرجانات، ورقصات الأبون في الصيف، وفي صلوات الاستسقاء إلى آخره، فكانت الطبول جزءاً مهماً في حياة الناس اليومية.
(ناغادو دايكو) (ميّا دايكو)
هناك عدة أنواع من الطبول اليابانية (وادايكو) (باللغة العربية)، ولكن (ناغادو دايكو) هي الأكثر تقليدية، ولأنها كثيرا ما تستخدم في المراسم الدينية في المعابد الشتوية أو البوذية يطلق عليها أيضا (ميّا دايكو) أي (طبول المعابد)، وطبول (ناغادو دايكو).