رأي

النشوف اخرتا

إذا سألتموني
سعد الدين ابراهيم
إذا سألتموني عن أسوأ اختراع في العام الماضي أقول إنه كراسي النص.. وهي الأسوأ في الأعوام الماضية وفي الأعوام الجاية لو استمرت بالطريقة دي.. لو سألتموني عن أحسن اختراع سأقول (الواتساب)، رغم أنني لا استخدمه فقد أسهم هذا الاختراع في:
* نضوب المشاكل الزوجية للانشغال بهذا الكائن المدهش.. فالزوج مندمجاً فيه ردوده كلها: طيب.. حاضر.. جداً.. والزوجة المندمجة فيه ردودها كلها: سمح.. نعم.. هوا..
* اختفاء الشجار والنفس الحار في المواصلات العامة بين الطلبة والكمساري أو بينهم مع بعض.. كذلك قل التحرش بأشكاله البسيطة لأنو مافي زول فاضي ليهو ذاتو.
* العلاقات بين زملاء العمل أصبحت بلا أي اصطدام فكل مشغول في واتسابه فلا وقت لديه للكلام الفاضي.. وقس على ذلك.
إن سألتموني عن أعجب تصرف أقول لكم هو الاحتفاء الهائج بما يسمى فرقة كورال معهد الموسيقى والمسرح.. اندهش للاحتفاء بمنجز يعيدنا إلى الوراء.. ويهزم مشروع الفرق الجماعية الصامدة والتي قدمت عصارتها وذهبت.. بنكوص يشابه اجترار الأغاني في (نجوم الغد) و(أغاني وأغاني) يكرس لإعادة إنتاج القديم وتقليم أظافر الابتكار والإبداع.. هي مقبولة بصفتها تجربة أكاديمية للتدريب على الأداء مثل ما يحدث في كل معاهد وكليات الموسيقى.. لكن أن يصبح ذلك نسقاً شائعاً فهي تحتاج إلى وقفة.. والفتنة بهذه التجربة خطرة جداً على الإبداع وعلى التذوق الإبداعي.
إن سألتموني عن مدهشات العام.. أقول لكم: اتحاد كرة القدم السوداني بدون أي تعليق على غرار الذي كان يوزع أوراقاً بيضاء بحجة أنها منشورات سياسية وحين سألوه: ما مكتوب فيها حاجة: قال: هو الوضع داير ليهو كتابة.
ومن المدهشات أيضاً ثورة قيادات الاتحادي الديمقراطي على الجمود مع إصرارهم على بقاء السيد “محمد عثمان المرغني” قائداً وراعياً وملهماً وخالداً.. طيب تغيروا شنو؟.. ذكرني ذلك في طفولتنا بواحد ممن يسمونهم (هبنقه) وكان قد اشتجر مع أسرته في الخريف، فدعا على أهله إن شاء الله المطرة تجي شديدة وتكسر البيوت كلها، ثم يستدرك فيقول: لكن ناس الحلة ما تجيهم أي عوجة.. ومن المدهشات أيضاً تصاعد الأسعار بطريقة مضحكة وتباينها بصورة أكثر إضحاكاً.. فيمكنك شراء صباع المعجون بتسعة جنيهات في بقالة نفس الماركة ونفس الحجم في البقالة الجنبها بي عشرة.. في البقالة ديك بي حداشر.. وقس على ذلك..
من المدهشات أن يطالبك سواق أمجاد بثمانين جنيهاً لمشوار واحد فقط مع أنه يورد لسيد العربة يومياً خمسين جنيهاً.. ومن المدهشات أنه لا يزال أساتذة ومعلمات يستخدمون السوط أو (البسطونة) أو (الخرتوش) أو فرع (النيم) ليجلدوا الطلاب على أخطاء ارتكبوها، ألا يعرفون أن الجلد جريمة حدية لا يطبق إلا وفق قضاء عادل.. من المدهشات أيضاً أنني استمع إلى مغني الشايقية القديم منذ كنت طفلاً يغني:- فاوضني بلا زعل.. وحتى الآن لم نتعلم ذلك الغناء الغزلي التفاوض بلا زعل.. عام سعيد على الجميع لكن بالطريقة دي ما افتكر حيكون سعيد.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية