تقارير

"الكاروري": (داعش) اختطف شعارنا الإسلامي

في محاضرة مستقبل الحركات الإسلامية
القيادي الإسلامي “عبد الفتاح مورو”: كيف نصنع مشروعاً حضارياً من مجتمع به فقر وجهل!!
“الميساوي”: لا نعرف حتى الآن هوية (داعش)
“عبد الرحيم علي”: روح العصر من صنع الغرب.. ولا تستطيع الحركات الإسلامية كسرها
رصد – عماد حلاوي
يشكل مستقبل الحركات الإسلامية هماً كبيراً يشغل قياداتها في ظل التحديات الراهنة، التي تأتي على قمتها الحرب على الإرهاب وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
واتفقت قيادات إسلامية بارزة على غياب الرؤية الإسلامية الكلية للحركات الإسلامية في الوقت الراهن، حيث إنها لم تستطع تمثيل المنظور الشامل لحركة الإسلام.. وأبدوا قلقهم مما يقوم به (داعش) باسم الإسلام.
وقال القيادي الإسلامي التونسي البروفيسور “محمد طاهر الميساوي” في المحاضرة الفكرية التي نظمها مركز دراسات الإسلام والعالم المعاصر، أمس، بمركز الشهيد الزبير، قال إن الحركات الإسلامية بعيدة عن فهم الواقع المعقد والمركب والمتحرك محلياً وعالمياً، وكثيراً ما تأخذ اللحظة الآتية كل جهودها. وأشار إلى أنه حتى الآن لا توجد إجابات لديهم كقيادات إسلامية حول هوية (الدواعش).
{ الحركة الأوسع
ذهب القيادي الإسلامي البروفيسور “عبد الرحيم علي” في ذات الاتجاه، وقال إن حركة الإسلام أوسع من الحركات الإسلامية، فهناك الجماعات التي تفرغت للدعوة أو التصوف. وأشار “عبد الرحيم” إلى أن الحركات الإسلامية لم تنجح في مجالات الثقافة والسياسة بما فيها الحركة الإسلامية السودانية، وأنها اضطرت إلى أن تعبئ نفسها في قوالب غربية (التعامل مع البنوك – إنشاء البرلمان)، مؤكداً أن الحركات الإسلامية التي استجابت إلى القوالب التي وضعها الغرب نجحت أكثر من تلك التي لم تستجب.
وأبان “عبد الرحيم” أن الحركة الإسلامية المصرية رغم أنها من أكبر الحركات الإسلامية في المنطقة لكنها لم تطور نفسها وفق القوالب العالمية المعروفة فهي لا حزب ولا جماعة إسلامية، والغالب المعلوم الآن لا يسمح بوجود حزب ديني لكنه يسمح بوجود جماعات إسلامية. وقال البروفيسور “عبد الرحيم” إن روح العصر من صنع الغرب ولا تستطيع الحركات الإسلامية كسرها.
{ شعارنا اختطف
ورغم روح الإحباط الذي سيطر على القيادات الإسلامية عند الحديث عن مستقبل الحركات الإسلامية، إلا أن القيادي الإسلامي الشيخ “عبد الجليل النذير الكاروري” قال إن الحركات الإسلامية خاصة السودانية حققت الكثير من المكاسب، وأبان أن الحركات الإسلامية قامت أساساً من أجل أهداف سياسية وهي تمكين الدين، واستيلاؤها على السلطة يعدّ وسيلة لتحقيق تلك الغاية.
وأشار “الكاروري” إلى أن الإسلاميين تحولوا الآن من تحدي الاصطفاف إلى تحدي التمكين خاصة في (تونس، الجزائر، السودان، مصر وتركيا) وأن شعار الحركات الإسلامية اختطف من قبل الغرب وصنعوا له حركة اسمها (داعش) التي يقاتل في صفوفها (500) بريطاني.. فشعار (داعش) كلمة حق أريد بها باطل.
{ تمايز الصفوف
واختتم المحاضرة القيادي الإسلامي التونسي البارز البروفيسور “عبد الفتاح مورو” الذي قال إن الحركة الإسلامية عندما رفعت شعار (الإسلام هو الحل) اكتشفنا بعد فوات الأوان أنه شعار دعائي ادعائي.. وهو شعار فضفاض لا يمكننا من قياس المسافة التي قطعناها، فنحن قاصرين عن ميادين التأسيس التي عزلنا أنفسنا عنها حيث ظللنا (80) سنة نرسل أبناءنا لدراسة الخدمات.. وتساءل “مورو”: (أين مشروعنا الحضاري اليوم؟)، وأضاف إن المحتوى الاجتماعي لدى الحركات الإسلامية غائب تماماً، فهناك (30%) أميون في العالم الإسلامي ويعيش (60%) في فقر.. وزاد: (كيف تصنع أمة كهذه حضارة؟)، وقال إن الحركات الإسلامية تحتاج إلى (50) مفكراً لصناعة خارطة طريق، فهي ليس لها فكر وإنما تعيد فكر غيرها.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية