رأي

عز الكلام

مزاد علني والما يشتري يتفرج!!
أم وضاح
{ لفت نظري وأنا أدلف إلى داخل مستشفى شرق النيل إعلان بالبنط العريض موضوع على (البورد) الرسمي للمستشفى، الذي عادة ما تكتب فيه تفاصيل ذات علاقة بأسرة المستشفى من زواج أو وفاة أو أي تفاصيل اجتماعية تخص العاملين فيها. والإعلان صادر من أحد مكاتب الاستخدام الخارجي،  يعلن من خلاله عن فرص عمل للأطباء بالمملكة العربية السعودية، بكافة تخصصاتهم،  بدءاً من الأطباء العموميين والاختصاصيين وحتى الاستشاريين.  لكن اللافت في الإعلان أنه كتب ما بين قوسين أن هذا المكتب وبعروضه التي يطرحها (يقيم الطبيب ويذهب بمسماه الحقيقي).
يعني الإعلان، وبالواضح كده يزغلل ويرغب الأطباء بالعمل خارج البلاد ويذكرهم بأنهم غير مقيمين (!!) ولا يجدون ما يستحقه مسماهم الحقيقي، وبالتالي تنبري الأسئلة المحيرة: فإذا كان هذا المكتب يروج ويستثمر في طرح عقودات الخدمة- ما قلنا حاجة-  لكن هل وصل مستوى الفوضى أن يعلن داخل مستشفيات الحكومة، ويلحق الإعلان (بنقزة) تنكأ عليهم الجراح،  وتخلي الما عايز يسافر،  يلعن سنسفيل البلد، ويغادر إلى حيث يجد (تقييماً لمسماه الحقيقي)؟  طيب من الذي سمح لهذه الجهة أن تعلن داخل المستشفى المملوك للبلد وللحكومة؟ وحق الدولة؟ وهل هذا الإعلان عمم في كافة المستشفيات لمغازلة أحلام الأطباء،  شباباً كانوا أو كهولاً؟ كيف تسمح وزارة الصحة بمثل هذه الممارسة داخل مستشفياتها ؟أم أنها لديها نسبة في عدد المغادرين إلى الخارج؟ وفي ستين داهية! نزيف سفر الخبرات والكفاءات الذي أفقد البلد أهم وأفضل خبراتها،  لنبدأ من جديد وفي أكثر من مجال من نقطة الصفر!! لذلك لا أتصور أن هذا الإعلان قد وضع داخل المستشفى بشكل عشوائي، أو هو مجرد شخص دخل من الباب ووضعه ثم ذهب، إذ أنه أكيد قد تم بعلم ومعرفة إدارة  المستشفى، التي لا أدري إن كانت مدركة للأثر الذي سيتركه هذا الإعلان في المرضى،  خليك من الأطباء الذين أصبحت تؤرقهم بل وتؤثر فيهم هذه الهجرة المتواصلة. ولن ألومهم في ذلك طالما أن صاحب المكتب يذكرهم بأنهم ليسوا في مرتبة مسمى مهنتهم (والإسكيل) العالي، الذي يفترض أن يكونوا فيه .
{ في العموم لا أدري هل طبيعي وعادي أن يأتي أي مكتب للاستخدام الخارجي ويضع منشوره داخل مستشفى حق الدولة،  ليسوق عقودات عمله بكل هذه السهولة ، بعبارات فيها شبهة (إدانة) للحكومة بأنها لا تقيمهم التقييم اللازم.  وبكرة عادي سندي مناشير وإعلانات داخل وزارات الحكومة نفسها تروج لوظائف تخص الجهة المعلن داخلها،  لتصحوا ذات صباح وتجد الجميع يحملون حقائبهم في اتجاه مطار الخرطوم بعلم وإذن بلد فرطت في أولادها، بمنتهى البساطة والسهولة.
كلمة عزيزة
{ إذا كانت هذه الحكومة تتمتع بقدر ولو قليل من الشفافية والصدق مع الذات، فإنه كان يفترض عليها وبعد كل فترة زمنية محددة أن تقيم نفسها، وتجلد ذاتها جلداً قاسياً وتجرد حسابها،  قبل أن يجرده لها الآخرون.  وبهذا الفهم تمنيت لو أن حكومة الفريق “عبد الرحيم محمد حسين” اجتمعت ذات صباح مشرق، وقفلت على نفسها الباب.  وقعدوا الوزراء ديل أمام مرآة . وبدأ كل واحد الحديث لنفسه عن نفسه ماذا أنجز  وماذا قدم ؟؟ وهل في إمكانه أن يضيف للمنصب الذي يجلس عليه ؟؟ أعتقد لو أن الإجراء تم بكامل الصدق وكامل الشفافية فإن كثيرين سيخرجون من الغرفة، دون أن يتطلعوا إلى المرآة التي أمامهم، والتجربة برمتها لو أنها تكررت في الولايات أو على مستوى الحكومة الاتحادية بشروطها المذكورة آنفاً،  فلن (يبيت) أحدهم في منصبه ولو لصباح الغد، لأن أكثرهم سيصم نفسه بالفشل، ويحكم عليها باللاعطاء واللا وجود واللا إضافة . فهل من مجرب؟؟
كلمة أعز
{ والله يحيرني جداً أمر قيادات الحزب الاتحادي الديمقراطي الذين ينطبق عليهم المثل (أسمع كلامك أصدقك. أشوف عمايلك أستعجب)، و”أبو سبيب” و”علي محمود حسنين” رغم كل ما قالاه سابقاً جاءا بالأمس ليرفضا الإطاحة بالسيد “محمد عثمان الميرغني”. وعدم الإطاحة بالسيد تعني الإذعان والرضاء بكل ما يصدر من ابنه، وبالتالي لا أتوقع أي انقلاب سلمي في ظل هذا التنويم المغنطيسي العجيب.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية