بكل الوضوح
الحصاحيصا.. لا وقود..لا قيادة؟؟
الزميل “عامر باشاب” أستميحك عذراً لاستلف زاويتك لأكتب بكل الوضوح عن “الحصاحيصا”، هذه المدينة التي كتب لها أن تظل دائماً مظلومة ومحرومة من أبسط الخدمات.. فرض عليها أن تتحمل الأزمات وشح المواد الأساسية. “الحصاحيصا”، قدر لها منذ زمن أن لا تحظى بمسؤول هميم، يعالج مشاكلها ويوفر لمواطنيها ما يحتاجونه من أبسط الخدمات، ومن ثم يسعى للإصلاح والتعمير ومعالجة الخلل الإداري. وللأسف الشديد الحصاحيصا لم تحظ إلا بمن سعى إلى خرابها وأمعن في عذاب أهلها.
لو ساقتك الأقدار لمستشفى الحصاحيصا التعليمي لتمني نفسك بوجود خدمات ولو دون الوسط مثل سائر مشافي البلد.. ولكن الحصاحيصا غير.. صدقوني أن مستوى الإهمال والتردي الذي أصاب مباني مستشفاها
وخاصة الحوادث.. الذي يرقد من غير خدمات وبدون عناية وبلا نظافة واهتمام.. ولا يوجد علاج ولا كوادر مؤهلة ولا الأجهزة المنقذة للحياة. وهناك كل شيء مفضٍ إلى الموت والهلاك. الحوادث الآن تحيط بها البشاعة والهواجس من كل ناحية.. لا توجد حتى نقالات للمرضى وحتى الأسرة مهلهلة وأكلها الصدأ .عذاب وعذاب في هذا الحقل القاحل.. لا احترام للإنسان في هذا المكان.. وهذا المكان لا يصلح للبشر.. فالعنابر والمراحيض لا تختلفان في شيء.. كل شيء هنا مقزز ومؤلم ومحبط.. كأن هذه المدينة مبعوثة من رماد العصور الحجرية.. فإن كمية النفايات والأوساخ وطفح مجاريها.. ينعى للحصاحيصا وأهلها صحة البيئة والحياة الآمنة.. شح وندرة في الخبز والدقيق والبنزين الذي جعل المدينة تهرع وتزحف وهي حافية القدمين ودامعة العينين وخاوية اليدين.. لا غاز ولا قود ولا قيادة.. ولا مخبز ولا عيادة.. الحصا حصا تعيش الندرة والغلاء الطاحن ولا أحد ينظر في أمرها.. وزاد ظلمها وأظلم ليلها وزاد ويلها.. فيا سيدي الوالي الظافر المنتصر في معركة السياج.. سؤالنا هل نحن مازلنا في عصر “الحجاج”؟
متى ينعم أهل الحصاحيصا بحقوقهم في الخبز والدواء والخطة الإسكانية.. وبحقهم في التعليم والعلاج.. إلى متى يظل الفساد الذي استشرى في هذه البلاد؟
الصحفي – عبد اللطيف عبدالله مساعد
الزميل “عبد اللطيف مساعد” كلنا موجوعون مما ظلت تعانيه هذه المدينة من إهمال وتجاهل بدأ من أبنائها الذين ربتهم ورعتهم وقدمتهم للقيادة في جميع المناصب والمواقع القيادية بالدولة، لكنهم للأسف بمجرد جلوسهم على الكرسي الدوار أداروا ظهورهم وتنكروا لها إلى أن صارت (ملطشة) في أيدي كل من هب ودب من الغرباء.
ودعني أقول لك أخي مساعد وبكل وضوح لابد أن نعطي والي الجزيرة “محمد طاهر إيلا” الفرصة، فهو مازال في بداية طريق الإصلاح، وجميعنا ومن أجل الصالح العام رضينا بإزالة السياج، الذي نتمنى أن يكون أول خطوات الإصلاح، على أمل أن يعطي “إيلا” “الحصاحيصا” حقها ومستحقها من الرعاية والاهتمام كثاني أكبر وأعرق مدن الولاية. والله الموفق