رأي

المشهد السياسي

آخر العام وجرد الحساب
موسى يعقوب
المؤسسات المالية والاقتصادية ليست وحدها التي عليها أن تقوم بهذا الواجب وإنما السياسية والعقدية أيضاً، وبطبيعة الحال ينبغي ألا تكون سراً.. وحسناً فعل الأمين العام للحركة الإسلامية “الزبير محمد الحسن” الذي طرح مؤتمره التنشيطي في لقاء صحفي كبير ومفتوح.. أباح فيه بالكثير كما نشرته الصحف وبثته الأجهزة الإعلامية المسموعة والمرئية.
وهذا غير صمت الحزب (الشيوعي السوداني) عن مؤتمره السادس المزمع الذي لا يصدر عنه شيء غير مبادرات فردية يلقي بها أصحابها – فالحزب يقول واقع الحال أنه لا يميل إلى (جرد الحساب) علناً في المؤتمر الذي يتوقع، إذ لا أحد يعلم ما يجري الإعداد له والترتيب.
وليس بعيداً عن ذلك حزب (الأمة القومي) بزعامة الإمام “الصادق المهدي” الذي جرت العادة على الاحتفال بعيد ميلاده السنوي في الخامس والعشرين من هذا الشهر كل عام – حفظه الله.
حزب (الأمة القومي) له مؤتمر عام مزمع قريباً، إلا أنه وهو ما يزال في الخارج ومعني بـ(نداء السودان) أكثر من غيره لا يميل إلى الوصول إلى جرد الحساب في مؤتمر عام للحزب ينتظره الكثيرون ليفضوا فيه بما عندهم إزاء أزمات ومشكلات وأسباب فرقة أحاطت بالحزب..!
أما الحزب (الاتحادي الديمقراطي) الذي لم يعرف مؤتمراً عاماً منذ لقاء القناطر الخيرية الطارئ بمصر وزعيمه ومرشده هناك في تجمع المعارضة المعروف بـ(التجمع الوطني الديمقراطي).. فهو بعيد تماماً عن عملية (جرد الحساب) المعروفة في مؤتمر عام وجامع..! ذلك أنه أمامه تحديات كبرى منها:
–    أزمة القيادة ووحدة الحزب.
–    وعدم وجود القدر المالي اللازم لقيام مؤتمر عام في مثل هذه الظروف.
وقد ضاعف من ذلك كله وحتَّمه غياب السيد المرشد وزعيم الحزب السيد “محمد عثمان الميرغني” لسنوات – تقريباً – خارج البلاد وسط أخبار صحية – شفاه الله – تقول إنه غير قادر على الحراك السياسي.. وربما صار البحث عن (بديل) ضرورة.. وذلك ما ظهر مؤخراً في إحدى الصحف – اليوم التالي – الجمعة 4 ديسمبر الجاري.
في الصحيفة المذكورة جاء:
–    اتحاديون ومراغنة يشكلون هيئة للقيام بمهام الميرغني بحجة ظروفه الصحية..!
وربما أدى مثل ذلك الإجراء إذا ما حدث على أرض الواقع مسنوداً بقيادات من الطرفين لها وزنها.. إلى حل أزمة القيادة التي يجري التنازع حولها وأدى إلى وحدة الحزب كذلك.
إن الأزمات والطوارئ الصحية شيء مألوف وطبيعي ولا كبير عليه.. ويتوجب مقابلة ذلك بموضوعية لأن العاقل من فعل ذلك.. فنفي ما يقال عن صحة الميرغني الكبير وهو الذي لم يحرك ساكناً سياسياً منذ أكثر من عامين، ولم يدّع إلى لقاء سياسي معه – كما حدث في القناطر الخيرية المصرية من قبل، ليس بالإجراء العملي. وكذلك العزف على النفي بالنفي.
حكمة البيت الميرغني وصبره على المكاره كما حدث في وفاة الميرغني (الأب) في خواتيم ستينيات القرن الماضي.. وكما حدث في التعامل بموضوعية واحترام بين الأخوين الشقيقين – محمد عثمان الميرغني وأحمد الميرغني بعد الانتفاضة في الديمقراطية الثالثة.. حيث ظل الأول زعيماً للحزب والطائفة ودفع بالآخر إلى سدة الرئاسة – وحتى إذا ما كان التغيير في 30 يونيو 1989م صار الأول زعيماً للمعارضة وبقي الآخر محافظاً على مسؤولياته كرئيس مجلس سيادة سابق وبعيداً عن المعارضة.
وهذا ما لا نراه الآن بين منسوبي البيت وهم يتنازعون على السياسة وما يقال عن صحة الميرغني الكبير.. وقيام المؤتمر العام للحزب المزمع في الربع الأول من العام المقبل والذي ينتظر فيه تجاوز كل الأزمات الحزبية وغيرها.
غير أن المؤتمر العام لـ(الحزب الاتحادي) وهو حدث غاب لسنوات طويلة ومازال حدوثه مشكوكاً فيه لما سبق أن ذكرناه من أسباب أجملناها في أزمة القيادة وعدم وحدة الحزب وعدم وجود القدر المالي اللازم لقيام المؤتمر.. حيث إنه ليس للحزب الآن رجال أعمال يدعمونه ويسندونه كما كان الحال في السابق.
إن جرد الحساب الآن ليس في وارد الحزب (الاتحادي) وحاله كذلك حتى تحل المعضلات التي ذكرناها وفي مقدمتها القيادة التي لها القدرة على (لم) الأطراف والدفع بالحزب صوب المستقبل.
أما الآخرون في من ذكرنا من أهل السياسة وغيرها لحزبي (الأمة القومي) و(الشيوعي) والحركة الإسلامية، فالمنتظر هو الجهر بنتائج جرد الحساب لنكون على بينة.. وبالله التوفيق.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية