بكل الوضوح
في ليالي البرد تذكروا نار جهنم
عامر باشاب
أجمل ما قرأت عن فصل الشتاء قصاصات وجدتها خلال تجوالي في موقع الركن الإسلامي، جمعها الكاتب “محمد القلعاوي”، وجميعها تؤكد مكانة وعظمة هذا الفصل في حياة المسلمين، وفيه يجد المؤمن مساحات كبيرة للتعبد وفرص كثيرة للتقرب إلى الله سبحانه وتعالى.
كله خير..
يقول فضيلة الأستاذ “عبد الرحمن سعد” – كاتب صحفي مصري-: (ليس من المبالغة أن يُقال إن فصل الشتاء كله خير.. ويكفي أن برده وصقيعه يذكران بزمهرير جهنم، بل إن طينه وترابه الذي يذوب ويرخو بفعل مياه الأمطار المنهمرة فيه لما يوجه دعوة إلى ذلك الكائن الضعيف المخلوق من هذا الطين (الإنسان) بأن يرق قلبه، وتلين جوارحه لذكر ربه. قال تعالى: (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلاَ يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ) سورة الحديد: 16 ..
لا تنسَ الفقراء
وهنا يقول فضيلة الأستاذ “عبد الرحمن سعد” في جريدة الأهرام: لا شك أن إيثار الفقراء في الشتاء بما يدفع عنهم غائلة البرد خلال ذلك الفصل له فضل عظيم، وأجر كبير.. وعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من لا يرحم الناس لا يرحمه الله) متفق عليه.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله “صلى الله عليه وسلم” قال: (من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرّج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة) متفق عليه.
وروى ابن أبي الدنيا بإسناده عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: (يُحشر الناس يوم القيامة أعرى ما كانوا قط، وأجوع ما كانوا قط، وأظمأ ما كانوا قط، فمن كسا لله عز وجل كساه الله، ومن أطعم لله أطعمه الله، ومن سقا لله سقاه الله، ومن عفا لله عفا الله عنه). رواه ابن أبي الدنيا في كتاب (الأهوال).
النار وزمهريرها
“محمد القلعاوي” يقول في هذه الليالي شديدة البرد أجدني أتذكر النار.. فيلهج لساني بالاستعاذة من النار وزمهريرها.. فكما علمنا سلفنا الصالح أن نربط ما نراه في دنيانا بآخرتنا.. فذكر الآخرة يزيد المرء إيماناً على إيمانه.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اشتكت النار إلى ربها فقالت: يا رب أكل بعضي بعضاً فجعل لها نفسين؛ نفس في الشتاء ونفس في الصيف، فشدة ما تجدون من البرد من زمهريرها وشدة ما تجدون من الحر من سمومها) متفق عليه. فتذكر أيها الحبيب شدة زمهرير جهنم بشدة البرد القارس في الدنيا. يقول أحد الزهاد: (ما رأيت الثلج يتساقط إلا تذكرت تطاير الصحف في يوم الحشر والنشر).