مسألة مستعجلة
تاني مفاوضات !!
نجل الدين ادم
علمت أن ترتيبات تجري الآن لاستئناف مفاوضات الحكومة مع حركات دارفور ومع قطاع الشمال من جهة أخرى، بشأن قضية المنطقتين تحت رعاية ذات الوسيط الأفريقي وفي المكان العاصمة الإثيوبية “أديس أبابا” في غضون الأيام المقبلة.
ومعلوم أن الجولة العاشرة قد فشلت قبل أيام تماماً مع الطرفين ووصلت الأطراف إلى طريق مسدود حيث لم يجدوا أية نقاط التقاء في ظل تمسك كل طرف بشروطه، كان على رأسها الشروط التعجيزية التي وضعها قطاع الشمال بشأن ملف المنطقتين. وقد أشرنا إليها من قبل في هذه المساحة حيث يريد “عقار” و”عرمان” وزمرتهم رفع سقوفات الطموح، كأنما يقولون ما فارقة نضغط إذا الحكومة وافقت خير وبركة وإذا رفضت تطرشق الجولة الجاية ونجي نقعد تاني. بالفعل رفضت الحكومة وطرشقت الجولة وعاد القطاع مرة أخرى يلملم أطرافه بدعوة من الوساطة بغية محاورة الحكومة وكذا حركات دارفور!.
أي حديث عن مفاوضات بالتأكيد هو شئ إيجابي بغية أن تتوصل الأطراف إلى اتفاق مرضي لكل منهم، لكن إذا كان الحوار والتفاوض مجرد جرجرة وكسب وقت ونزهة شهرية في “أديس”، فإن الأفضل أن يبقى كل طرف في موقعه إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً. تطاول أمد المفاوضات والجولات التفاوضية المطرشقة يعني أن صرفاً كبيراً من خزينة الدولة يتم لقاء هذه الاجتماعات الفاشلة التي لا جدوى منها إلا التنزه في فنادق العاصمة “أديس”.
الغريب في الأمر أنه ما أن تنفض الجولة إلا ويأتي الوسيط الأفريقي ويدعو ذات الأطراف التي وقفت ألف في العبور إلى نقاط تلاقٍ، ويبلغ الطرف الحكومي ويقول ببساطة نحن جاهزون وكذا الحركات، طيب وين الجاهزية وأنتم تعلمون مسبقاً وقبل أن تجلسوا أن الجولة ستنفض إلى رجعة ثانية!.
يفترض على الوفد الحكومي في هذه المرة وقبل أن يرفعوا أرجلهم في الطيارة أن يعلموا ما الجديد الذي دعاهم من أجله الوسيط لجولة تفاوض جديدة، وهل هناك مرونة إلى الحد الذي يمهد لجولة ناجحة، وإلا فإن النتيجة الحتمية ستكون فشل الجولة الجديدة. لا تتعجلوا حتى لا تتعثروا وتدور الساقية وتبقى لسه مدورة والله المستعان.