رأي

عز الكلام

 احترامي للحرامي!!
أم وضاح
أعجبني جداً جداً وصف دكتور “إبراهيم أحمد الصادق الكاروري” للحصانات التي تمنح للمسؤولين بأنها أصبحت من (أكبر الحواضن للفساد) باعتبار أن سور الحصانة العالي منح الكثيرين حق الحركة واستباحة المال العام دون أن يسترق أحد النظر أو السمع لفعلهم الذي تدور تفاصيله محمية بهذا السور العالي المسمى حصانة. ولعل الحديث عن حرمة (الحصانة) فيما يختص بقضايا الفساد أصبح حديثاً غير ذي معنى ولا منطق، والفساد وصل الركب وأصبح (ممنهجاً) على حد وصف وزير المالية السابق “علي محمود”، وهذه المنهجية لم يثبت أركانها ويقوي بنيانها إلا هذه الحصانة التي جعلت المستحيل ممكناً والمرفوض مقبولاً، وبالتالي فإن الحديث (الممجوج) عن توفر الدلائل والبراهين لإثبات الفساد في حق شخص عدّه مجرد ذر للرماد في العيون ،لأن الدلائل والقرائن في الغالب مثبتة على أرض الواقع، ومظاهر الثراء تمد لسانها للمتسائلين والمتعجبين والمندهشين، خاصة وأن الثراء تعدى عند بعضهم كل المراحل وأصبح ثراءً فاحشاً وباذخاً،  رغم أنهم مجرد موظفي دولة يقبضون مرتباتهم عند نهاية كل شهر، لكن لا يجرؤ أحد أن يسأل من أين لكم هذا!! ويليق بهم أن نهديهم قول الشاعر:
احترامي للحرامي صاحب المجد العصامي
صبر مع حنكه وحيطه ،وابتدأ بسرقة بسيطة
وبعدها تعدى محيطه، وصار في الصف الأمامي
احترامي للحرامي صاحب المجد العصامي
صاحب النفس العفيفة.. صاحب اليد النظيفة
جاب الثروة المخيفة من معاشه في الوظيفة!!
نعم هذا هو بالضبط المشهد الذي تبدو تفاصيله للعيان وقد وصل الفساد حداً لا يمكن السكوت عنه، ودونكم اعترافات وزير المالية السابق، ووكيل وزارة العدل السابق، “منتهية الصلاحية”، التي أدليا بها بالأمس،  ليفتحا على الناس مزيداً من الجروح النازفة منذ زمن طويل، وهو نزيف وألم،  لن يتوقف إلا بقرارات حقيقية وصارمة وصادقة ، أهمها وأولها،  أن تعطل ماكينة الحصانات، ويفصل عن كثيرين أنبوب الأوكسجين ،الذي يتغذون به داخل هذه الحصانات ، التي يستمدون منها الاستمرار والقدرة على مص دم الغلابة، وأحسب أن هذه النقطة ،تحديداً،  هي واحدة من أهم القضايا التي يجب أن تخرج منها لجان الحوار الوطني برؤية واضحة،  تُضمّن في توصيات مؤتمرهم، الذي يفترض أن ينعقد لتدارس وحل مشاكل السودان ،التي على رأسها مشكلة الفساد،  الذي أصبح سرطاناً مستشرياً ووباءً ضرب كل أجهزة المناعة في الدولة كاشفاً بذلك عن وجهه القبيح ورائحته النتنة.
الدايرة أقولو،  إنه ما عاد هناك منطق لطعن ضل الفيل ،والفيل نفسه ظاهر وبائن للعيان، واللعب أصبح على المكشوف، حتى إن كانت النوايا لإحراز الأهداف مش عشان عيون الشعب السوداني، فربما كانت فشاً لغبينة أو تصفية (لثارات) قديمة أو محاولة للعودة إلى الواجهة،  حتى لو كانت عودة من الأبواب الخلفية، وإلا ما معنى الحديث الذي أدلى به وزير المالية السابق ووكيل العدل السابق ؟
لو كنت مكان القيادة السياسية لاستدعيت المسؤولين السابقين  للمحاسبة والمساءلة، لأن هذا التقصير والخلل لم يكونا مجرد شاهدي عيان عليه، لكن كان من صميم مسؤولياتهما، وسكوتهما حينها، ليس له سوى معنى واحد، هو  أنهما كانا مصابين (بخدر) الكرسي اللذيذ.. ويبدو أنه راحت (الخدرة) وجات (الفكرة)!!
{كلمة عزيزة
شاهدت المحلل “هاني رسلان” وهو يتحدث في قناة الجزيرة في مناظرة ببرنامج (الواقع العربي) حول الخلاف السوداني المصري في حلايب، وصف من خلالها إسلاميي السودان بأنهم مجرد إرهابيين، لكن أكثر ما غاظني سكوت الأستاذ “الطيب زين العابدين” له، و”رسلان” يرفض الاعتراف بأن على مصر الالتزام بحدود الدول، كما تركها المستعمر ومصر حينها لم تعترض على خريطة السودان،  وهي تضم حلايب، وبهذا المنطق فإن مجرد عدم الالتزام من الجانب المصري بهذا الأمر يجعل السودان في حل من اتفاقية مياه النيل،  طالما أن الجانب المصري بدأ ينقض العهود.. في العموم “رسلان” تبجح وفرد ضلوعه لكن ما بلومه، بل ألوم من كانوا يستضيفونه ويكرمونه،  وعنده الدرب (ساساق) بين الخرطوم والقاهرة.. لكن إن أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أكرمت “رسلان” تمردا.
{ كلمة أعز
وعدت بالكتابة عن برنامج (نجم الموسم) الذي يعرض على قناة “أنغام”، لكن تداخل أحداث كثيرة جعلتني أتأخر عن ذلك.. بكرة إن شاء الله نتحدث عنه.. و”روتانا سينما”… مش ح تقدر تغمض عينيك.
==

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية