فوق رأي
غتيت بالوراثة
هناء إبراهيم
يقال للشخص بقلد روبي إذا كان بخبي وبداري وغامض معاك.. ولهذه الخاصية جانب حلو يقع في إطار الخوف على مشاعر الآخرين وجانب سيئ وهذا ما يعرف محلياً باسم الغتاتة..
قد يضطر عدد من الناس أن يدارو بعض الإمور تجنباً لجرح المشاعر وقد يخبئ البعض لأنه يفضل البيات الصمتي ويخبئ آخرون لنقص أوكسجين الثقة..
أما الغتاتة فهي عبارة عن تراكم تاريخي لكمية من الأشياء التي وقفت مع الطفل منذ نشأته فدعمته حتى صار غتيتاً يشار إليه بالبنان..
غتيت أباً عن جد..
غتيت فرز أول..
غتيت في مشاعرو وفي فعايلو.
والمخلوقات الغتيتة إن لم تكن مرت عليك أثناء مراحلك الدراسية فلا بد أنها مرت عليك في قروباتك الواتسابية وربما جاء التحديث الأزرق الأخير لمكافحة هذا النوع من الغتاتة..
لما تقولي لعلياء عايزة وصفة (الكب كيك) على سبيل المثال وتقرأ وتطنش، أتغاتتي عليها لما تسألك عن الخرج من حلقة (ذا فويس) و(ديو المشاهير)..
والغتاتة لما واحدة تكون بتستخدم لشعرها الصحي (زيت البطيخ) وتقول ليك بعمل ليهو زيت السمسم بدموع الضفادع..
حبوبة جيرانا تدعم بشدة تلك الغتاتة التي تظهر على الإنسان الطبيعي أثناء جلسة الامتحان فتحيله إلى غتيت محترم..
تدعمه وذلك لمصلحة (المتغاتت عليه)..
أما الطلاب الذين يتغاتتون على زملائهم في شرح ما استعصى من مواد علمية.. فهذه هي الغتاتة البتعلني وبتشلني..
ربما تصل الغتاتة بأول الدفعة أن تسأله ما إن كانت هذه الألف لينة أم مسترجلة فيقول لك (هي بالله دي ألف)؟
لا لا دي خمسمائة..
هؤلاء هم (البهردوا المرارة) وهرد المرارة هي مرحلة ما بعد فقعها..
وصل الألم والخذلان بالبعض مراحل متقدمة من الكتمان حتى لم يعد بإمكانهم البوح إلا للواحد الرحمن..
وهناك من يبوح لأوراقه..
ومن أستنفذ كل مقدرات البوح في فرص البكاء..
فبكى حد البوح.
أحياناً يصنف كتمانك كتعدٍ على رابط العلاقة (كيف ما تحكي لي وأنا صديقك)؟ .. مع أنك لم تحكِ له لأنه صديقك تخاف عليه مما أصابك..
فتبقى القراءات مختلفة ويبقى البوح سديداً ذات مرة وخاطئاً مرة أخرى، والأصل في البوح أن تتحرى الثقة في من تبوح إليه..
أقول قولي هذا في حق الغتاتة والناس البقلدوا روبي
و……….
وليه بداري كدا .
