فوق رأي
الفلسفة ريفي أسبانيا
أحياناً قد تقول أشياء صحيحة لكنها تكتب غلط.. في مدرستنا بمرحلة الأساس والشغب والحركات تلميذة لم تكن على وفاق مع القراية والعملية التعليمية ككل، وبإحدى الامتحانات المصيرية التي تقام فعالياتها نهاية كل عام، سألت هذه التلميذة ابنة عمها التي تدرس معها بذات الصف وتجلس على يمينها مباشرة في دكة الامتحان، سألتها عن إجابة السؤال الثاني في واحدة من حركات الغش المعروفة على نطاق العالم، وابنة عمها هذه والحق يقال كانت من النوابغ الذين )شطفوا قرود التعليم بالبلاد)، لعلها حاولت أن تجيبها ولا تجيبها في نفس الوقت..
حيث قالت لها هذه النصيحة (اعتمدي على نفسك).. فظنت المسكينة أن هذه الـ) اعتمدي على نفسك) ما هي إلا إجابة السؤال الثاني .. فكتبتها مصحوبة ببعض الأخطاء الإملائية وذهبت إلى السؤال التالي.
ولأن السؤال من أسبانيا والإجابة من خور أبوحبل كان لا بد لأستاذة المادة أن تجري تحقيقاً حول الأمر..
عن ماذا يفعل خور أبو حبل في ألمانيا؟!
وخلال التحقيق الذي تم بمكتب المديرة اعترفت زميلتنا أن الإجابة وردت إليها من فلانة الفلاني اللي هي ابنة عمها الحاصلة علي العلامة الكاملة في المادة..
الغريب في الأمر أن إدارة المدرسة عاقبت الثانية بتهمة الفلسفة حيث أخبروها (ما في داعي تتفلسفي عليها قولي ليها ما بوريك وخلاص) ولم تعاقب الأولى لا بتهمة الغش ولا حتى الفشل في الغش..
كانت دقة مشهودة، ومنذ ذلك الحين حُرمت الفلسفة في مدرستنا ولم يلتحق أي من الزملاء بكلية الفلسفة والشعب الهوائية، لعلهم باتوا يفضلون كليات الغش والعلوم السياسية..
فإن كنا ننتبه لما نقوله، علينا كذلك أن ننتبه لمن نقوله، حتى لا تدخل الفلسفة في منظومة الغش وحتى لا تعاقبنا المديرة..
وإعراب الفلسفة في هذا النص (لفظ هادئ) ممنوع من الصرف والمصاريف.
و…….
خوفي يصدق إحساسي .