حوارات

المهندس "إبراهيم محمود" مساعد رئيس الجمهورية في حديث للمجهر (1-2)

المفاوضات أجهضها تعنت الحركة الشعبية وتربص الغربيين
نائب رئيس المؤتمر الوطني: من أراد الخروج عن المؤتمر الوطني يتفضل!
(منبر السلام) ليس معارضاً ولا أعرف إن كان عضواً في لجان الحوار أم لا!
هذه مشكلة “غازي صلاح الدين” ورفضنا حشد المعارضة للمؤتمر التحضيري
ترتيبات أمنية وعسكرية لتأمين حدودنا و”حلايب” فجرت العلاقات مع مصر
“أمبيكي” غضب لهذا السبب وعلاقاتنا مع الأفارقة جيدة
حوار – يوسف عبد المنان
بعد إزاحة “الترابي” من مقعد الأمين العام للمؤتمر الوطني بعد انشقاق الرابع من رمضان، جاء لكرسي “الترابي” البروفيسور “إبراهيم أحمد عمر” ومن بعده الدكتور “نافع علي نافع”، اللذان استطاعا تغيير لائحة الحزب وأصبح الحزب مركزياً رئاسياً لينوب عن “البشير” لشؤون الحزب السياسية والتنظيمية، وانتهت حقبة “د. نافع” بإعلان الإصلاحات التي ذهبت بالوجوه القديمة.. ليصعد البروفيسور “إبراهيم غندور” من كرسي نقيب العمال إلى عميد الحزب، لكن تعتبر فترة “د. نافع” مثل حقبة “الترابي” اتخذت معياراً للفاعلية والكفاءة في قيادة الحزب، وإذا كان “إبراهيم أحمد عمر” و”نافع” تتم مقارنة أدائهما بـ”الترابي”، فإن “إبراهيم محمود” اليوم وسلفه “غندور” يعتبر “نافع” أستاذهما ومعلمهما الذي منه يستمدان أسباب البقاء.
كان مجيء “إبراهيم محمود حامد” مفاجئاً لتيارات عديدة داخل حزب المؤتمر الوطني.. أن يقفز قيادي من الأطراف النائية ويصبح الرجل الأول في الحزب الأول أمراً شكّل صدمة للبعض وانتصاراً لتيار عريض من أبناء الولايات الذين كانوا يعتقدون أن حظهم في قيادة الحزب والدولة قد تلاشى للعدم.. ولكن الرئيس “البشير” يخطط بطريقة تجعل التنبؤ بما هو قادم صعباً جداً.
المهندس “إبراهيم محمود” شخصية هادئة ومتواضعة بلا ضعف وواثقة في نفسها بلا غرور، لم يعرف عنه عنف لفظي أو إساءة للخصوم.. لذلك جاء في مرحلة الحوار الوطني معافى من الخصومات السابقة، في جعبته تجربة لم تجد التقويم والتقييم حتى اليوم في ولايته “كسلا”.. ولكن نجاحه في الداخلية يشهد عليه الخصوم قبل الأحباب، ونعني بذلك الحركة الشعبية أيام الشراكة.. حملته التغييرات لتخصصه في الزراعة لإصلاح ما أفسده “المتعافي” من قطن محور وراثياً إلى غيره من السياسات التجارية المحضة.. وغير أن المهندس “إبراهيم محمود” غادر الزراعة مترقياً إلى أعلى كمساعد للرئيس هو أرفع منصب لقيادي في شرق السودان منذ بزوغ نجم الاستقلال.
تجربة المهندس “إبراهيم محمود” في المفاوضات الأخيرة أثبتت أنه رجل دولة قادر على فعل الكثير إذا أسند إليه ملف المفاوضات، ولكن بسقف تفويض أعلى.. بعد مغادرتنا “أديس أبابا” والطائرة الانتنوف (تزأر) في الفضاء عائدين بلا شيء في يدينا.. تحدث المهندس “إبراهيم محمود” لـ(المجهر) بقلب مفتوح فماذا قال؟
{ من حيث التقييم السياسي للجولة التي انتهت للفشل.. هل من تقارب في المواقف من خلال القضايا التي طرحت؟؟
–    تقييمي أن الحركة الشعبية ما تزال في موقفها الداعي لاستمرار الحرب وما تزال لديها القناعة بأنها يمكن أن تحقق أهدافها السياسية بواسطة الحرب، وهذا المفهوم الشيوعي الثوري القديم لم يتغير أبداً.. الشيء الآخر هناك من يدعم الحركة الشعبية والمعارضة السودانية المسلحة في هذا الاتجاه.. لأنه يتسق مع بعض الاستراتيجيات وعلى رأسها الإستراتيجية الإسرائيلية المعلنة بعدم استقرار السودان بغض النظر من يحكم السودان.
{ لماذا الدول الغربية اهتمت كثيراً بالمفاوضات التي انتهت للفشل.. وفي ذات الوقت هناك تجاهل عربي وإسلامي للمفاوضات والشأن السوداني.. لم نشهد السفراء العرب في “أديس” ولا سفراء الدول الإسلامية يتابعون مسار التفاوض بقدر ما هناك وجود غربي كثيف جداً؟؟
–    هذا صحيح جداً وليس في المفاوضات فقط.. ولكن الغرب جمع كل الحركات المسلحة والمعارضة السودانية في “باريس” في (سبتمبر) الماضي، ومرة أخرى في (نوفمبر) من أجل توحيد المعارضة، ولكنه فشل فشلاً ذريعاً في توحيد الحركات.. الغرب كما قلت تحكمه المصالح وخاصة أنهم ينظرون إلينا كدولة كبيرة تملك أرضاً زراعية ومياهاً وواحدة من أربع دول في العالم يمكنها المساهمة في حل مشكلة الغذاء القادمة، وللسودان موارد إستراتيجية في المياه والأراضي.. أيضاً نحن من أكبر الدول التي تملك احتياطياً من البترول، وهو أيضاً من الموارد التي يتصارع عليها العالم ويمتلك معادن كـ(الذهب واليورانيوم).
{ إذا كان السودان يملك كل هذه الثروات والأهمية.. فلماذا لا يحرص العالم على استقراره حتى يستفيد من هذه الموارد؟
–    هم حريصون على استقرار السودان، ولكن تحت مظلة نظام يتيح لهذه الاستراتيجيات أن تصل لأهدافها.
{ يعني ذلك أن الغرب يريد الآن إسقاط النظام؟
–    الغرب لا يريد إسقاطنا، ولكنه يسعى لأن نصبح (ترس) في منظومة موالية للغرب.
{ ما التقاطع الجوهري بينكم والدول الغربية وقد مددتم للغرب أسباب التعاون في مجال مكافحة الإرهاب وتسليم المطلوبين للعدالة في الغرب؟
–    التقاطع الجوهري هو اعتقادهم التام بأن هذه الحكومة تقود اتجاهاً حرص على مصالح الدول السودانية أكثر من مصالح الأفراد.. دول لديها فكر استراتيجي تنظر للسودان كدولة لها مصالح يجب المحافظة عليها، وهو يريد نظاماً بغض النظر عن مصالح الدولة الوطنية، نظاماً يكون حريصاً على مصالح الأشخاص والقادة ذلك هو النظام المطلوب أن لا يكون لديه فكر ولا منهج ولا طموح لبناء دولة كبيرة.
{ ما الذي يضيركم إذا وجد الغرب مصالحه في السودان من خلالكم؟
–    هي مجموعة دول غربية عليها تأثير يهودي كبيراً جداً.. إسرائيل واليهود نظرتهم ليست من أجل المصالح الآنية فقط، بل نظرتهم كما قال وزير الأمن الإسرائيلي دولة بحجم السودان وموارده لو استقرت واستغلت هذه الموارد سوف تصبح دولة يحسب لها ألف حساب وهذا ضد الأمن الإسرائيلي.. وهذه الإستراتيجية ليست مرتبطة فقط بالمصالح.. بل مرتبطة بأمن إسرائيل والغرب لديه حذر شديد من أي نظام بخلفية إسلامية حتى النظام في “تركيا” ينظرون إليه بحذر شديد جداً.
{ السودان لديه تقاطعات في علاقاته الأفريقية.. وفي الفترة الأخيرة خيمت على علاقات السودان بأفريقيا توترات خاصة مع الاتحاد الأفريقي.. بل ذهب البعض إلى أن السودان بعد مشاركته في عمليات (عاصفة الحزم) في “اليمن” وحصوله على بعض الدعم المالي العربي أدار ظهره لأفريقيا؟
–    هذا غير صحيح البتة بالعكس السودان مؤهل ليقود محيطه الأفريقي وبعض القوى لا تريدنا أن نلعب هذا الدور.. نحن بموقعنا الاستراتيجي ومواردنا وكوادره البشرية وبالقبول الذي نجده عند الدول الأفريقية أينما ذهبت من “شرق أفريقيا” وحتى “الصومال” وفي “غرب أفريقيا” حتى “نيجيريا”.. الثقافة السودانية محببة جداً الإنسان السوداني يجد قبولاً إذا كان هناك قبول ثقافي وتأهيل وموقع استراتيجي وقوة بشرية متعلمة ومؤهلة لقيادة أفريقيا، الذين يثيرون مثل هذه الترهات هم يخشون قيادة السودان للقارة الأفريقية الواقع يكذب ذلك في الوقت الذي أطلقت فيه شائعات وأحاديث إدارة السودان ظهره للقارة الأفريقية كان “موسفيني” في الخرطوم.. في تطور غير مسبوق في العلاقة بين “يوغندا” و”السودان” بعد ذلك تمت دعوة الرئيس لزيارة “جنوب أفريقيا”.. ووصل رئيس كينيا السودان الواقع يكذب هذا.. لكن هناك محاولات لتحريض الأفارقة على السودان لإضعاف فرص قيادتنا للقارة الأفريقية.
{ تعددت لقاءاتك بالرئيس السابق لجنوب أفريقيا “ثامبيو أمبيكي” خلال المفاوضات.. هل تمت مناقشة أية قضايا خارج سقوفات التفاوض؟
–    لم تناقش مع “أمبيكي” علاقات السودان بأفريقيا، لكن “أمبيكي” نفسه الذي اقترح أن يتولى ملف الوساطة بيننا والحركة الشعبية.. من الذي دعا القوات الأفريقية لتأتي لـ”أبيي” و”دارفور”؟ من الذي دعا القوات الإثيوبية (اليونسيف) للقدوم إلى السودان.. نحن الذين دعونا الأفارقة.. هذا الحديث المقصود منه من بعض الدوائر الغربية وبعض المعارضين السودانيين أن تحدث وقيعة بيننا والدول الأفريقية.. حتى لا يتبوأ السودان موقعه الطبيعي في قيادة القارة.. وأول تقرير تحدث عن هذا التوتر المزعوم خرج من “لندن” وليس من أفريقيا.. البيان من “د. الأفندي” في “لندن”.
{ ما صحة واقعة طرد “أمبيكي” من السودان حينما تحدث في آخر زيارة له عن ضرورة رعايته للحوار الوطني امتثالاً لقرارات مجلس الأمن والسلم الأفريقي؟
–    ليس كذلك منصوص في اللقاءات السابقة أننا نرحب بـ”أمبيكي” كمراقب فقط.. وهو يعلم أن صفته التي تجعله يحضر الحوار كمراقب فقط لا غير.. صحيح أنه كان زعلان بسبب غيابنا عن الاجتماع التحضيري الأخير.. لأن المشكلة ليست في أننا لا نريد حضور اللقاء التحضيري الذي دعا إليه “أمبيكي”.. المشكلة الدعوة كانت لـ”مالك عقار” و”الصادق المهدي” واثنين من (سبعة + سبعة)، لكن المعارضة حشدت حوالي (80) جهة من بينها “د. أمين مكي مدني” الذي سجل منظمة خيرية في “كينيا”، لذلك رفضنا الحضور للاجتماع بهذه الطريقة.
{ إذن أنتم متخوفون من حجم القوة التي كان يفترض حضورها اللقاء التحضيري؟
–    لا.. تمت دعوة جهات لم نتفق عليها.. الشيء الآخر كانت الدعوة متزامنة مع بدء الانتخابات.. لكن الآن لماذا تأجل اللقاء التحضيري من يومي (3 و4) نوفمبر الجاري لماذا تأجل؟
{ نحن أيضاً نتساءل لماذا تأجل؟
–    لوجود خلافات عميقة جداً وسط المعارضة.. وهي التي فشلت في تحديد من الذي يحضر اللقاء التحضيري.
{ ما هي المعارضة التي تقصدها أنت؟
–    هم الذين كانوا يجتمعون في “باريس” الخلاف بينهم واضح جداً.
{ هناك معارضة في الخرطوم أيضاً مقاطعة؟
–    المعارضة في الخرطوم سوف نلتقي بها في الخرطوم.. نحن واضعون الاجتماع التحضيري لأشياء إجرائية لدخول الناس للحوار.. لن نناقش مع الأحزاب الموجودة في الخرطوم هذه القضايا إلا في الخرطوم.
{ يقولون الأقربون أولى بالمعروف نعني بذلك التيار الإسلامي القريب من المؤتمر الوطني كـ(منبر السلام) وحركة (الإصلاح الآن) بدأت معكم مشوار الحوار ولكنها خرجت؟
–    (منبر السلام العادل) موجود في الحوار في يوم 10/10
{ لماذا خرج؟
–    لم يخرج منو القال خرج زول حضر معنا الاجتماع الافتتاحي.
{ لكن الآن (منبر السلام العادل) مقاطع جلسات الحوار؟
–    لا.. ما مقاطع لم يصلنا مكتوب من “الطيب مصطفى” رئيس الحزب بمقاطعة الحوار.
{ هل هو الآن موجود في لجان الحوار الوطني؟
–    والله أنا ما عارف مناديب (منبر السلام) موجودين في اللجان ولا غير موجودين.. كل حزب بجيب مناديبه.
{ هل أنت نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني لا تعرف حزباً مثل (منبر السلام العادل) مقاطع أم لا؟
–    والله أنا لا علم لي إذا كان لديه مناديب في لجان الحوار أم لا!! لكنه هو موجود في الاجتماع الذي بدأنا فيه الحوار.
{ وماذا عن (الإصلاح الآن)؟
–    هؤلاء رافضون دخول الحوار قبل أن يذهبوا لـ”أديس أبابا” نعمل ليهم شنو يعني!! زول قال إذا لم يذهب للاجتماع التحضيري لن يشارك هذا شأنه.
{ أقرب شركاء المؤتمر الوطني هم الاتحاديون ولكنهم في حالة أقرب للحكومة طوراً وفي حالة قريبون من المعارضة.. لماذا؟
–    هذا ما يُسأل عنه (الاتحادي الديمقراطي) هو الذي اتخذ قرار أن يبقى جزءاً من الحكومة والحوار.. إذا كانت هناك عضوية خارجة عن انضباط ونظام الحزب يسألوها.
{ حالة السيولة التي يعيشها (الاتحادي) تؤثر على مظهر التحالف الذي بينكم؟
– لا أعتقد ذلك.. هو “غازي صلاح الدين” نفسه ما كان معانا في المؤتمر الوطني، أي زول عاوز يخرج من المؤتمر الوطني يتفضل!! الأحزاب ليس فيها قهر الناس على البقاء في الأحزاب.
{ لغة أي زول عاوز يخرج من المؤتمر الوطني فليخرج لغة فيها الكثير من التعالي والغرور؟
–    لا.. ليس كذلك أنا أقصد فليخرج من حزبه.. الحزب ليس فيه قهر للناس.. (الاتحادي الديمقراطي) فيه تيارات.. لكن نحن علينا بالرسميين غير معنيين بالشعبيين وما يقولونه.. الاتحادي لديه ممثلون في لجنة (7+7) وليست لدينا معهم مشكلة.. مطلوب منه مناديب داخل اللجان ليست لدينا معهم مشكلة.
{ إلى أين تتجه العلاقات السودانية المصرية وقد أثير لغط كبير حول ما يحدث أخيراً من اعتداءات للسودانيين بمصر؟
–    والله أولاً أعتقد ليس من مصلحة الدولتين إثارة المشكلات بينهما وتصعيد الأمور بهذا الشكل.. لأن مصلحة الدولتين أن تكون لدينا علاقة على المستوى الرسمي والشعبي جيدة.. وأعتقد أن السبب الرئيسي في التوتر الذي يحدث الآن هو سلوك الحكومة المصرية بتصعيد الأمر في “حلايب” وكلما تم تصعيد الأوضاع في “حلايب” تتأثر العلاقات.
{ الذي حدث في “حلايب” أن المصريين هم الذين (مصرنو) “حلايب” وحاولت مصر ضمها؟
–    المصريون مشكلتهم يريدون منا أن نرضى بالأمر الواقع بإجراء انتخابات في “حلايب” لعدد خمسة آلاف من السودانيين، بينما الدائرة الجغرافية في مصر قومها (150) ألف نسمة.
{ ما هي ردة فعل السودان إزاء ما حدث؟
–    السودان قدم احتجاجاً على ذلك.
{ هل الاحتجاج مدعاة لملاحقة ومطاردة السودانيين في شوارع “القاهرة”؟
–    الشعب المصري طبعاً مع حكومته (طوالي)!! وهو سريع الاستجابة لما يقوله السياسيون.
{ على صعيد “إثيوبيا” كذلك هناك احتلال لمنطقة (الفشقة) السودانية من قبل القوات الإثيوبية؟
–    هذا موضوع قصته طويلة.. اللجان السودانية الإثيوبية حول منطقة (الفشقة) مستمرة منذ عام 1957م وحتى اليوم، لكن أي اعتداء على الأراضي والشعب السوداني مرفوض.. والحكومة السودانية وضعت ترتيبات الآن لتأمين الحدود.. وحسم الخلافات مع الحكومة الإثيوبية.. لكن نقول أكبر انجاز تحقق في عام 2010م.. إننا استطعنا تثبيت نقاط الحدود على الخرط.. تبقى فقط وضع العلامات ولكن هناك ترتيبات أمنية تم وضعها لحفظ أروح المواطنين على الحدود لتأمينها.. إذا كان ما يحدث تقوم به مليشيات إثيوبية سوف نسلح المواطنين للدفاع عن أنفسهم.. وإذا كان اعتداءً رسمياً نحن كدولة مسؤولون عن صده.
{ إذا كانت المشكلة منذ عام 1957م ألا تمثل هذه المشكلة عجزاً من قبل الدولتين على مواجهتها؟
–    هذه هي مشاكل الحدود.. “حلايب” بدأت عام 1956م كذلك (الفشقة).. (كشمير) لها مئات السنين.. “تايوان” و”الصين” لهما 97 سنة.. هذه هي قضايا الحدود إلا إذا كنت تريد حسمها بالقوة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية