النائب الأول يؤكد خلو السجون من أي شخص ينتمي لقبيلة الإعلاميين
خلال اجتماعات أمانة اتحاد الصحفيين العرب
الخرطوم ــ محمد جمال قندول
على أنغام وأصوات الفرق التراثية الموسيقية التي أحدثت حراكاً واسعاً بمحيط فندق “هيلتون” سابقاً و”كورال” حالياً، استقبلت الخرطوم ضيوفها من الصحفيين بالدول العربية للمشاركة في فاتحة اجتماعات الأمانة العامة للصحفيين العرب 29 و30 نوفمبر الجاري بمشاركة واسعة من دول الإمارات والأردن والكويت والسعودية والبحرين وفلسطين واليمن ومصر وموريتانيا التي تأتي بضيافة اتحاد الصحفيين السودانيين، ودُشنت الجلسة الافتتاحية، التي أتت بحضور النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق أول ركن “بكري حسن صالح”، ووزير الإعلام “أحمد بلال”، ووزير الدولة بالإعلام “ياسر يوسف”، ورئيس القضاء مولانا “حيدر أحمد دفع الله”، ورئيس اتحاد الصحفيين السودانيين “الصادق الرزيقي” وجمع مهيب من القيادات الإعلامية بالبلاد.
(1)
الكلمة الأولى كانت لرئيس اتحاد الصحفيين السودانيين الذي ابتدر حديثه معبراً عن سعادته باحتضان الخرطوم لهذا الحدث الذي عده الأول في تاريخ السودان، كونه يجمع أهل القلم من شتى دول الشرق الأوسط والخليج أو كما يقال (من المحيط إلى الخليج).
ونوه خلال حديثه إلى أن الجمع المهيب يلتئم بمقرن النيلين وسط ظروف عصية وقاهرة تعيشها الأمة العربية والإسلامية، أبرزها التفرق الذي ضرب أوصالها وقسمها إلى شتات، وبدورها الخرطوم تسعى عبر هذا اللقاء إلى أن تكون الخيط الذي يحيك جرح الأمة العربية.
وأضاف خلال كلمته أنهم يطمحون إلى إدخال أسس جديدة للإعلام العربي وفتح النوافذ والتطلعات لها، وذلك بجمعهم بمقرن النيلين واستطرد قائلاً: (وكأن الخرطوم تعيد التاريخ بهذا التجمع العربي من خلال مشاركتها ومساهمتها الفاعلة في وحدة العروبة في قمة اللاءات الثلاث من قبل).
(2)
من جانبه شكر الأمين العام لاتحاد الصحفيين العرب الأستاذ “حاتم زكريا” اتحاد الصحفيين السودانيين علي الدعوة، وأشار إلى أنهم وصلوا الخرطوم بحثاً عن وحدة العالم العربي بشكل عام والقضية الفلسطينية بشكل خاص.
وأضاف خلال حديثه بأنه يجب إزالة الشوائب التي اعترت طريق اتحاد الصحفيين العرب بالاتحاد اللبناني لرفضهم دعوته، وقال ملاطفاً نظرائه اللبنانيين إن دعوة الخرطوم عبر اتحاد الصحفيين السودانيين وصلتهم أولاً، والسبب الثاني لقبول دعوة الأخير هو اجتهادهم بشكل كبير لقيام اجتماعات الأمانة العامة لاتحاد الصحفيين بالخرطوم رغم الصعوبات التي يواجهونها.
ووجه “حاتم” نداء عاماً للأمة العربية بأن يكون اليوم (أمس) الموافق 29 نوفمبر يوماً للتضامن العربي مع القضية الفلسطينية والتصعيد الدولي مع إسرائيل، مشيراً إلى أنهم في اتحاد الصحفيين العرب يولون القضية الفلسطينية أهمية كبرى، بالإضافة إلى قضية الوحدة العربية وحمايتها من الفتن والمؤامرات التي تحاك ضدها من الغرب.
ونوه “حاتم” إلى أنهم خلال هذه الاجتماعات سيضعون خطة شاملة من قبل الاتحاد للعام الجديد.
(3)
فيما عبر عن فخره وسعادته النائب الأول لاتحاد الصحفيين العرب الأستاذ “مؤيد جاسم عزيز” الذي ابتدر حديثه بالقول: (نحن اليوم في أرض الفيتوري والطيب صالح، الثقافة، وبلد الثمرات، وسلة غذاء العالم ومرحباً بنا وهنيئا لنا بهذه الزيارة). وأضاف إنهم إذ يلتقون اليوم بالخرطوم إنما يلتقون بقبيلة الصحفيين السودانيين المكافِحة، بالإضافة إلى أن الزيارة تأتي في ظروف قاهرة تعيشها الأمة العربية، مطالباً الإعلام العربي بضرورة التعامل والتعاطي بأمانة مع مشاكل الشعوب العربية لتؤدي دورها بصورة صحيحة ومهنية. كما طالب الحكومات العربية بتهيئة البيئة الصالحة للعمل الصحفي، مشيراً إلى أن بعض الصحفيين في عدد من الدول العربية يعيشون في ظروف بالغة التعقيد من خلال كبت حرياتهم التي تصل أحياناً لدرجة الاعتقال، واستطرد قائلاً: (الصحف هي نصير الفقراء والمظاليم ومن وقف في وجه الإعلام سيخسر هذه الشريحة المهمة). وأشار خلال حديثه إلى أن تأخذ قضية الحريات حيزاً كبيراً خلال الاجتماعات المنعقدة للصحفيين العرب بالخرطوم، مطالباً الحكومة السودانية بالأخذ بيد اتحاد الصحفيين السودانيين إلى المزيد من الحريات لعكس صورة مشرقة عن السودان كشعب ودولة راقية.
(4)
ورحب وزير الأعلام “أحمد بلال عثمان” بضيوف البلاد، وطالب الإعلام العربي بضرورة الاجتهاد للارتقاء ومعالجة القضايا المهمة خاصة وأن الأمة العربية والدين الإسلامي يواجهان سيلاً من الانتقادات والمشاكل، خاصة فيما يتعلق بلصق تهمة الإرهاب بالدين الإسلامي. وأضاف خلال كلمته إن الصحفيين كقادة رأي يجب أن يكونوا محايدين، مشيراً إلى أن عليهم التعامل بمسؤولية ومهنية كبيرة أمام الحريات المتاحة لهم كحق أصيل.
وطالب “بلال” الضيوف من الصحفيين العرب بضرورة تسجيل زيارة إلى مناطق آثار السودان خاصة مدينة مروي للتعرف على آثار وأهرامات وتاريخ البجراوية كونها من أقدم المدن في العالم ويزيد عمرها عن 1000() عام وهي أقدم من أهرامات مصر، مشيراً إلى أن هذا ليس زعماً منهم وإنما حقيقة ماثلة أمام التاريخ.
(5)
النائب الأول لرئيس الجمهورية عبر عن سعادته بتشريف ضيوف البلاد واختيارهم الخرطوم لاجتماعاتهم، مضيفاً إن ذلك يزيد من سعادتهم كونه يتزامن مع الحوار الوطني الدائر هذه الأيام، الذي يعكس صدقهم في المضي قدماً لنشر السلام الذي تبنته الحكومة.
وأشاد نائب الرئيس بعلاقات السودان الممتازة بالدول العربية، مشيراً إلى أنه ليس هنالك بلد عربي إلا وله صلة لا تنقطع بالسودان.
وأشار الفريق أول ركن “بكري حسن صالح” خلال حديثه إلى أن الحكومة وفرت وسنت قوانين وهيأت بيئة العمل الصحفي، وأضاف إن الصحف أغلبها قطاع خاص، وإن الحكومة تمتلك الإذاعة والتلفزيون وبها مجالس إدارية تتمتع بقدر وافر من النظام والصدق.
وأكد النائب الأول لرئيس الجمهورية خلو سجلات الحكومة من أي موقوف ينتمي لقبيلة الصحفيين، مشيراً إلى أن هنالك عدداً من الصحفيين السودانيين نالوا جوائز عالمية، وهذا دليل على عافية الحريات بالبلاد، وأضاف إن الحكومة دعمت وظلت تدعم اتحاد الصحفيين السودانيين من خلال السكن والتأمين الصحي. وأماط سعادته اللثام عن متطلبات المرحلة المقبلة للإعلام العربي، وقال إن أول المرتكزات التي تنطلق منها هي تعزيز ثقة الأمة العربية في نفسها وبتاريخها، وأن تكثف جهدها للتصدي للروح الانهزامية، وأن تجنب السودان مسيرات الفتن، وأن تساهم في معالجة قضايا بارزة مثل الإرهاب.