"د. إبراهيم دقش" يختار (المجهر السياسي) ليلقي أثقال العمر من الذكريات والأسرار (5)
هذه هي كل حكاياتي مع الرؤساء أحكيها بأمانة
اغتيال محمد مكي (سر ما عارفنو لحدي اليوم) وهو كان بتاع منظرة
• نعم “منقستو” دق لي بابي نص الليل وطلب مني….
• “أنجمينا” تشبه الخرطوم.. وفي “بانغي” وجدت أغرب جالية سودانية
{ متعك الله بالصحة والعافية… عشت في الصحافة كلا الزمانين.. كيف ترى الفرق؟
حاوره – صديق دلاي
– زمان الصحافة غالب عليها المهنية والرغبة عشان كدا بيظهر واحد زي “السلمابي”، “طه الريفي”، “عبد الله رجب”، “محمد الحسن أحمد”، “علي حامد”، “محجوب عثمان”، “محمود أبو العزائم”، “رحمي سليمان” و”يحيى عبد القادر” وكل هؤلاء لا قروا كليات صحافة وإعلام ولا متعلمين جامعات.
{ أنت طبعاً من الجيل التالي لهم؟
– كان في فجوة أجيال بسبب مايو، فكل أولئك هاجروا حتى الخطاطين، وأنا في حياتي لم أحترف الصحافة.
{ لعلك تعرف ما لا يكتب عن اغتيال “مكي” الناس؟
– هو كان راجل يحب المنظرة بتاع show وممكن يكون في الطرف التاني مافي زول بيتكلم معاهو يقوم يكورك والله أنا عندي كل المستندات حا تدين ناس مايو ديل كلهم، وطبعاً خطفوه الفلسطينيين لصالح مايو.
{ وبعدين؟
– بعدين مرة واقفين أنا و”أبو العزائم” تحت (عمارة الزيات) في السوق العربي وفي ترزي (المقص الذهبي) شفنا عساكر جيش جابوا طاقة قماش بوبلين لخياطة 5 جلاليب، سألهم وين الزول للمقاس فأخبروه الزول طوييييل، وبحسنا الصحفي عرفنا الجلاليب لـ”محمد مكي”، وأمرني “أبو العزائم” أتعقبهم، جئت وقلت ليهو الجماعة في وادي سيدنا، وعرفنا أن “محمد مكي” مختطف هناك.
{ كتبتوا حاجة زي دي بكرة؟
– مستحيل ولكن من يعرف الحقيقة هما “مأمون عوض أبوزيد” والقنصل العام بـ”بيروت” “حيدر يعقوب” وحتى انتهاء مايو سألتهم ورفضوا يقولوا أي حاجة.
{ وبقي سراً ليوم الليلة؟
– (سر نحن ما عارفنو لليوم دا).
{ وعلى زمن زي دا جريمة قتل الفارس” الطيب السراج” ظلت غامضة؟
– غامضة جداً.
{ وقضية أم درمان؟
– كانت تسمى بقضية أم درمان الأخلاقية، وفيها ناس كبار قيل إنهم يسهرون مع بنات صغيرات وأشهد لـ”أبو العزائم” ذكاء صحفي غريب فكتب “هل ممكن فلان الفلاني يعمل كدا ومن يصدق أن فلان له سلوك… وهل يعقل….” وذكر كل الأسماء ولم يسأله أحد لا قانونياً ولا غيره.
{ تغير الكثير من “مبارك زروق” لـ”ياسر يوسف” ومن “حسن عوض” الله لـ”حامد ممتاز”؟
– كان هناك زخم وحياة سياسية واجتماعية متداخلة ومتواترة ومتصاحبة ومافي حاجة غريبة بتظهر، واليوم ضاعت الصلة بين المواطن والسياسي وتلك سمة ذاك الزمن.
{ نحكي؟
– مرة “يحيى الفضلي” طلب مني ملف موظف وهو سياسي معارض له ووزير، كورك وأخبرته بأننا لم نجد له ملفاً، قال لي: أتصرف، وفعلاً “الفضلي” مشى أوربا زيارة لـ(45) يوماً وتمت مهاجمته بالتفسح في “شرق أوربا”، ومشيت معه البرلمان ورفع الملف الوهمي، وقال: أما فلان فهذا هو ملفه يعف لساني عن ذكر ما فيه، ومن يريد أن يطلع عليه فهو حر، طبعاً سحبت الملف الفاضي وكتبنا باكر باختفاء الملف وقامت الدنيا.
{ من هو الرجل الذي هاجمه “يحيى الفضلي” بالتلفيق؟
– ما ممكن أقولو.
{ دا نصف قرن؟
– لكن الزول قاعد وكمان زول مهم.
{ هل تلتقي “محجوب محمد صالح” هذه الأيام؟
– طبعاً ودا كان الجامعي الوحيد من ذاك الزمن (خريج جامعة الخرطوم)، ويكفي أن تنظر لحجم الجرايد (الأيام، الصحافة، الزمان، السودان الجديد، العلم، الإتحاد، الأمة، النيل، الميدان، الأخبار، الأضواء، وآخر لحظة (أسبوعية)، ثم (أنباء السودان) و(الناس) مرتين (أحد وخميس)، وكانت (الصراحة الجديدة) تتبع للنظام، ولكن دمها خفيف كما قلت لك وكان “الخزين” يكورك (البرش بقرش).
{ بعد مايو صارت (الصحافة) و(الأيام) فقط؟
– وبينهما تنافس رهيب، وكانت (الصحافة) متحررة أكثر من الأيام.
{ تعرف “محمد عجيب”؟
– عمل فيني مقلب عجيب، كان تركيب الإستوبات جديد ولقيت ناس ريف واقفين جنب أستوب يرددوا (أمك ولع. أمك طفأ) نهارهم كلو، كلمت “عجيب” وطلع خبر قصاصة .ناس من (ود راوة) كانوا اشتهروا بالبقالات، الخبر انتشر بقى يجي التكاسي يقيف قدام البقالة و(يكنتك النور) سخرية بالخبر المنشور، بعد يومين :لواري شاحنة ناس وعصي وسيوف وبنادق، دسوا “أبو العزائم” في القضائية.
{ نحكي أكتر؟
– هناك حكايات حلوة سأحكيها ولكن بتحفظ وبدون تفاصيل، كنت صحفياً صغيراً أمشي مع ناس “محيي الدين فارس” و”منير صالح عبد القادر” نشرب (حاجة باردة) عند “كيشو” وكل (خميس) نستهبله ويكتب محيي الدين “سلام الله يا كيشو… أنت من أمة سقطت عنها الطرابيش… كأنك في غدوك ورواحك… كأنك مفيشو يا كيشو…” ويضعها “فارس” قدامه ويؤكد للرجل “كيشو” أننا جبنا الصحفي دا من جريدة الزمان عشان ينشرا باكر، وكل (خميس) نفس السيناريو ونشرب البارد ونمشي وهو نفسه صار متكيف من (حركتنا دي).
{ دنيا بسيطة وجميلة وحلوة؟
– كان المحرر الليلي “زين العابدين أبو حاج” سكرتير تحرير صعب مع المحررين، “طلحة الشفيع” ومعه أخوان أشقاء عاوزين يزوغوا بدري عشان يمشوا السينما في فيلم لازم يحضروه، خططوا وكتبوا من محافظ الخرطوم (قرر محافظ الخرطوم أن تغلق البارات في الساعة الثامنة مساءً) ودسوه جوه الأخبار، قرأه “الزين” ، وطوالي لف عمته ومشى بدري، وسحبوه طبعاً ،ومشوا السينما، وحضروا الفيلم.
{ وعرس “بخيتة”؟
– كان طبعاً أول عرس مهني، جهزنا كل شيء بالتدبير (الثياب والجزم والريحة)، وكان المال 250ج، وعندي حساب في (بنك النيلين) كتبت طلباً بالإنجليزي مضى عليه “حسن عوض”، وعلق (تمضونا ساكت ولا عارفين حاجة)، المهم رفض “أحمد نمر” وزعلت، قال لي: خلاص البنك حا يفلس، زعلت شديد وتذكرت مدير (بنك مصر) كان كثير الاتصال مع “يحيى الفضلي” وكنت بوصلة بينهما صرخ فيني (وأخيراً يا دقش شفناك) طوالي كتب السلفية.
{ طبعا كنت نجماً؟
– الحفلة بـ”عثمان حسين” و”شرحبيل أحمد”، ومشيت مدرسة (الخرطوم بنات) الغفير صاحبي جبنا 20 سرير ومرتبة ومخدات من داخلية البنات، فرشنا في النجيلة في بيت الإيجار بـ”الرياض” وجمع الزملاء (198ج ونص جنيه) كشف هيئة توفير المياه، ولفينا أوربا بالقطر “إيطاليا ويوغسلافيا واليونان وإنجلترا وثم القاهرة”.
* صحي منقستو، صاحبك، كان يحرق خصومه السياسيين في الفرن؟
– كان في أزمة خبز وتلاعب، ذهب بنفسه ووجد صديقه متورطاً فسأله ترضى بحكمي ولا بحكم القانون، فظنه خيراً ورضي بحكمه، وأخبره أن تكون في محل الخبز، وهو رجل قاسي لأن حكمه جاء بعد فترة إقطاعية.
{ هل كان شيوعياً صرفاً؟
– في قصة طريفة مرة جاء ميدان الصليب وكانت صور “ماركس وإنجلز ولينين” معلقة وكبيرة، قام سأل قال (الخواجات ديل منو).. (منو الزي فرنجا)، ومرة أعلن حرمان أي سيارة تحوم يوم الأحد في الشارع العام، وظن البعض أنه يقصد إبعاد الناس عن الكنيسة.
{ كيف تبدو علاقتك به؟
– كنت أسكن في حي المطار جنب القاعدة الروسية، وكان جاري من أثرياء إثيوبيا “إسحاق عبد الله” بيشربوا مع بعض، كان صديق “منقستو” .أظن شرابهم انتهى، فقام جاني “منقستو” .الغفير شافو ،وهرب بعدله، دق الباب فتحته وواجهني “منقستو” ،طلب (ويسكي)، عدت لألبس وأجاوبه فلم أجده.
{ هل قابلك بعد هذه الحادثة الغريبة؟
– قابلته بعد اجتماع في قاعة أفريقيا كان يتكلم مع وزير خارجيته، وذات مرة نشرت نعياً بوفاة “عثمان صالح سبي” رئيس الجبهة الشعبية لتحرير إرتريا وتم استدعاء سكرتير عام المنظمة، وسألوه هل اعترفتم بحركة تحرير إرتريا، ثم طلب منه أن يغادر “دقش” إثيوبيا بسرعة كشخص غير مرغوب فيه، فرد عيدي عماري (أنا من سيغادر بلادكم لأنني المسؤول عن المنظمة).
{ انتهت الأزمة؟
– تاني وفي مؤتمر صحفي سألني مراسل (رويترز) عن الحرب الدائرة، فقلت إن الحرب الإثيوبية الإرترية حرب مجنونة ويجب أن تقف فوراً، فرد سؤاله لي ARE YOU SURE? وفي المساء أعلنت “سالومي تداسا” المتحدثة الرسمية للحكومة الإثيوبية أن رأي دقش لا يمثل رأي المنظمة.
{ سيتم طردك هذه المرة؟
– استلمنا في المنظمة خطاباً من الخارجية الإثيوبية بطردي فوراً، وكان “سالم أحمد سالم” في “تنزانيا”، اتصل عليه “سعيد جنت” جزائري متزوج إثيوبية كان خائفاً، فكلمت “سالم” وقال لي اذهب بدلي لـ”جيبوتي” لتنصيب “عمر قيلي” ستقابل “ملس” أحكي له كل شيء، وبعد الغداء “ملس” و”البشير” ماشين نادى لي “ملس” شرحت له الواقعة، ونادى على وزير الخارجية بتوقيف إجراءات طردي وكان “سيوم مسفن” طويلاً وضخماً، قال لي بقيت تنط فوق لينا، فقلت له أنظر لقامتك هل ممكن؟ ضحكنا ونسينا الأزمة.
{ لديك جواز سفر سنغالي؟
– أكرمني به عبد الله وأد الرئيس السابق لأنني أنشأت وكالة أنباء عموم أفريقيا ومقرها السنغال (بانا)
{ خرجت من المنظمة وخلاص؟
– كرموني بوسام (نجمة أفريقيا) . ومن حصل عليه على مستوى أفريقيا ،هم “مانديلا” و”ويني” زوجته و”إبراهيم بابنجيدا” وشخصي. وتوقفت الجائزة لتكاليفها الباهظة.
{ وهل كرمك السودان؟
– طبعا الوسام الذهبي للآداب والفنون والعلوم.
{ أحك أي شيء عن “مانديلا”؟
– في 1994م آخر أيام الفصل العنصري مشيت مع الأمين العام لإقناع الزولو بالتسجيل للتصويت للانتخابات القادمة، وكانوا رافضين بشدة، ومشينا لـ”مانديلا” في قريته ، وكلنا ذهبنا للزولو في طائرة واحدة .وفي “كيب تاون” واجهنا زعيمهم واقتنع بالتسجيل.
{ وفاز “مانديلا” طبعاً؟
– وأنا عرفت السبب العميق من سكرتيرة الرئيس. سألتها لمن تصوتين، فردت بقناعة راسخة سأصوت لـ”مانديلا”، وشرحت كيف عرفها بنفسه، لإجراء مقابلة مع “ديكا لارد”، وبعد شهر جاء وسلم علي باسمي وربت على كتفي وعرفت أنه رجل عظيم.
{ طبعاً دعيت للتنصيب؟
– لازم وكان “أمبيكي” مبسوطاً مني، سألني: تطلب شنو؟ فقلت له: أن يكون أول منشط إعلامي هو اجتماع وزراء الإعلام الأفارقة في “جنوب أفريقيا”.
{ المهم “مانديلا” أعتزل السياسة وهذا لا يحصل في بلادك أبداً؟
– مشيت “جنوب أفريقيا” وسألت عنه في الحزب ولم يجبني أحد كأنه رجل خارج التاريخ، قصدت مؤسسته ودخلت أحمل كتاباً لإهدائه له، قالوا لي أنه غير موجود ورفضت تسليمهم الكتاب، سافرت “موزمبيق” للرئيس السابق “جاكوم شانو” وفي الونسة شرحت ما حصل لي في “جنوب أفريقيا”، فأشار لمنزل قريب، وأكد لي في تمام الخامسة اليوم ستجده في تلك الحديقة يشرب الشاي مع السيدة “كارثيا ميشيل”.
{ قابلته؟
– في تمام الخامسة وجدتهما “مانديلا” و”ميشيل” وكبابي الشاي، خافت “ميشيل” من ظهوري فجأة وسمعته يؤكد لها (أن وجهه مألوف لديه) وشربت معهما، حذرتني أن لا أرهقه بالأسئلة المعقدة وإذا خرج عن الخط أتركه فوراً، فسألته عن لماذا لم يزر السودان إطلاقاً ونحن ساعدناكم، فرد أن السودان هو الذي قدمنا للعالم، وأصدر لنا جوازات سفر دبلوماسية واختبرت ذاكرته وسألته: أين ذهبتم بالسلاح بعد أن خرجتم من فندق (القراند هوتيل)، فرد قائلاً: ذهبنا به إلى “روبن إيلاند”، وهي طبعاً الجزيرة التي سجن فيها 27 عاماً، وعرفت وصية “ميشيل” وتركته يرتاح.
{ حكاية عجيبة؟
– جاءتني دعوة من “لندن” لحضور تكريم “مانديلا” في (الهايد بارك)، وجدته راقداً في كنبة وممدداً وصاحت ميشيل YOU AGAIN? الراجل دا تعب، فقلت لها: تحدث في خطاب لـ(5) دقائق كاملة، فأخبرتني أنهم أعطوه حقنة لتسمعوا كلماته.
{ كنت مصراً أن تسأله عن لماذا لم يزر السودان؟
– بصراحة كنت (محرش) من “علي عثمان”، وقال لي جملة مهمة لسؤالي (كنا مع النسق العام).
{ لو لم تأتك فرصة إتحاد الكتاب العاملين ـ”بجنوب أفريقيا”؟
– (كنت بموت ساكت والله)، وبالمناسبة أحضر لي “مانديلا” إكليلاً من الورود في المستشفى، وتجمعت (خلوق) لرؤية الرجل الذي بعث له “مانديلا” بباقة زهور.
{ تركنا “بخيتة” جنبك وأنت تستهبل عليها وهي تبكي خوفاً عليك؟
– “بخيتة” عملت حركة كتبت لمكتب “مانديلا” طلباً لإجراء مقابلة وأنها قادمة لتلك المقابلة من “السودان” فاعتذر لها بلطف (كنت أتمنى مقابلتك وأتمنى لزوجك شفاءً سريعاً)، وكانت ضربة لـ”بخيتة”.
{ قبل فترة ذكرت لي حكاية مع “أوباسنجو” الرئيس النيجيري؟
– الرئيس دا دمه خفيف جداً، ذهبت له مع “لام أكول” وزير الخارجية آنذاك، وسألته الفرق بين صنع السلام وحفظ السلام/ فرد قائلاً: حفظ السلام تعلق البندقية، وصنع السلام تصوب البندقية، أما علاقتي مع “إبراهيم بابنجيدا” سنة 91 في أول مؤتمر قمة لنا في “أبوجا” ملأت الإعلام، فنادى وزير إعلامه أن مواطناً نيجيرياً بات يظهر في الإعلام أكثر مني أريد مقابلته، قابلته وسألني عن علاقتي مع وزير الإسكان “محمد دقش” من عائلة غنية جداً في “نيجيريا”، فقلت له: دلني عليهم نحن الفرع الفقير في السودان، ثم قال جاداً (Are you sure, you are Sudanese?).
{ لماذا تم طردك من مطار المغرب؟
– في واحد من مؤتمرات المنظمة خاطب الملك الحسن، أين العمالقة الذين كنت ألتقي بهم هنا “ناصر وسكتوري وبن بيلا وامانا” ثم يشير لـ”منقستو” و”راستاريكا” من هؤلاء الأقزام… هذا محفل لا يشرف المغرب أن تنتمي إليه، ثم قال وزير خارجيته إن المنظمة أكبر إشاعة وفي “أروشا” في 94 كنا نحتفل بنهاية الفصل العنصري، أمرني سالم بالرد على الملك، جمعت الصحفيين وقلت: ( مما يدعو للأسف أن نسمع كلاماً سيئاً من عضو في المنظمة يصفنا بالأكذوبة، ولكن المغرب رب الكذب ذاته وإن عادت فلن نقبلهم إلا بعد دفع اشتراكاتهم وهي 6 ملايين دولار.
{ لم تذكر لنا كيف طردوك؟
– طبعاً حينما قدمني ضحك، وقال لي أنا بحب المغرب ويمكن يحظروني رد عليهم أنت، وفي المطار قالوا لي عاوز مننا أيه ؟ وطردوني فعلاً من المطار.
{ والعظيم “نيريري”؟
– زارنا في المنظمة، وفي المطبعة اخترت له صورة قديمة خططنا تشتيتها أثناء وقوفه أمام المطبعة اعتزل السياسة، وفي 99 كان من جنبي شرحت له معنى كلمة السفير تعني أحياناً (السفيه)، و”باندوروا” دا سفيه، وكانوا يحترمونه ومهاباً، زعل وزير الخارجية مني، ولكن بعد عام لاقاني بالأحضان ،وأخبرني كيف تقرب لـ”نيريري”، وهو يناديه بسعادة السفيه، وذكرته ما قلته له (أريد أن أقرب بينكما المسافة).
{ حسني مبارك؟
– مشيت مع “سالم” وكان “حسني” يخبره بالإنجليزية عن “أبو غنيم” إنها It’s just the land of Peace وكان يقول لي أيضاً، وفي ذات الوقت باللهجة المصرية، (أولو إنها أرض للسلام).
{ بوتفليقة؟
– وجدني (قاعد) في كرسيه بمؤتمر عالمي وتحت العلم الجزائري، تلفت فوجدت في لمحة بصر اختفى العلم، وهاظرني قائلاً سأحدث البشير يرقيك، وقبل يوم من زيارته الأخيرة للجزائر ذهبت للرئيس وأخبرته بالقصة، وأن يقرأ المقال ويذكر “بوتفليقة”، وعلق الرئيس قائلاً لي: (أي تعليمات تانية يا دقش). وبعد 6 شهور من قيام الإنقاذ جاء “البشير” لإثيوبيا وسمعه يتحدث معي بمعرفة قوية فعلق منقستو (أنت بتعرفهم كلهم)، فقلت له حتى الرئيس الجاي بعدو بعرفو، فقال لي الرئيس: طيب ما تخبرني به).
{ تبدو علاقتك مع “الترابي” ضعيفة لأنك ليبرالي عاش معظم خريفه بـ”إثيوبيا”؟
– جئت مع السكرتير العام في 95 وقرأت برنامج الزيارة، وكان بعد الغداء فاضي أخبرت “سالم” أنه يوم لقاء الشيخ “الترابي” وفعلاً ظهر السنوسي ذلك اليوم.
{ كمقدمة للقاء؟
– وقال لي ما عاوزين تلاقوا الشيخ؟ وجدناه بدون حرس والبيت فاتح، وكان يخدمنا بنفسه الشاي والعصير، ودعنا وهو حفيان، قلت له: أنت لا تعرفني، فقال لي: أذكرك أين التقيت بك.
{ زاد تركيزك؟
– نعم، وقال لي كنت مساعداً للرئيس “نميري” ،سلمت علي وسألك الأمين “بيتوا وينوا؟” وأنا سامعو قال ليك (أنتو دا كنتو داسنو وين؟)، ثم التقينا في المرة الثانية .جيتني مع “محمد الحسن أحمد” ليرجع جريدة (الأضواء)، وكتبت كل تلك التفاصيل في الرد على “مهدي إبراهيم” ، الذي اتهم ذاكرة “الترابي” بالخراب، بعد حادثة كندا.
{ أجمل البلاد هي؟
– “موريشص” طبعاً مزرعة من قصب السكر والمحيط حولها وفيها ديمقراطية.
{ عاصمة تشبه الخرطوم الخالق الناظر؟
– “أنجمينا”، بالتأكيد.
{ أغرب جالية سودانية؟
– في أفريقيا الوسطى في “بانغي” مكونة من (12) شخصاً ومن حتة واحدة ويعملون في تجارة المراتب.
{ بمناسبة “أنجمينا” التي تشبه الخرطوم لم تحدثنا عن “إدريس دبي”؟
– في مؤتمر سألني أين الرئيس “البشير”، أخبرته في (الشيراتون)، وسألته (أنا ما عاجبك) فعلق بـ(أنني فقط أسأل عن صاحبي)، خفت يكلم الرئيس “البشير” ،وأقع في ورطة، فأسرعت وقلت للبشير بما حصل، فعلق ،وقال لي: (والله يا دقش قرعت).
{ بمعنى؟
– بمعنى (فتا الحد).
{ هل هناك شخص لم تلتق به منذ نصف قرن وتشتاق إليه؟
– أيوا.. لاقيتو في شارع مستشفى أم درمان، لكنه رفض يمشي معاي للغداء بحجة أنا بقيت فوق وكنت أنوي مفاجأته بزيارة لبيته في “رفاعة” لكنه توفي بكل أسف.
{ يظنك بقيت مع الحكومة وربما أتظلم؟
– غريبة.
{ وهل في شخص تطورت علاقتك معه بصورة غير طبيعية وفي فترة تعارف وجيزة؟
– دا “عوض الكريم إدريس” مدير أعمال “صلاح إدريس”، قابلته صدفة مع “بدر الدين سليمان”، فصار من أعز أصدقائي.
{ ماذا تبقي في الدنيا؟
– الدنيا (فرندقس) ولا تسوي أي شيء.
{ ما هو الشيء الذي لم يفارقك لحظة في حياتك ولم تتركه لأي سبب؟
– الاختلاط بالناس (أنا بخاف من الوحدة).
{ و”بخيتة”؟
– جزء مني وليسع بتنتظري بالغدا، وهي أكتر زول بيعرفني (لا أخ ولا أب ولأم ولا صديق).
{ كيف تبدو غيرة دكتورة في قامة “بخيتة أمين”؟
– زي النسوان العاديات بالضبط (بالله مش غريبة)؟
{ علاقتك بالألوان؟
– ضعيفة زي “عبد السلام صالح”، رمى كرت بت وبوظ اللعبة، فقال له زميله “محمد نور السيد”، بزعل : (يعني هسع ما بتفرق بين خديجة سوار الدهب وخديجة صفوت؟) الأولى زوجته والثانية شخصية مشهورة جداً.