عز الكلام
تكريم (الكبير أوي) “د. عمر الجزلي”!!
أم وضاح
ليس هناك شك واحد أو عدم قناعة من أن (سنة) التكريم هي واحدة من السنن والقيم الحميدة التي يجب أن نحض ونحث عليها أفراد المجتمع بشكل رسمي أو شعبي، تجاه من قدم أو بذل أو أعطى في مجاله، خاصة أن المبدعين أو المميزين كل في مجاله يظل في حالة (اندماج) كامل مع الحالة الإبداعية التي يعيشها، ولربما فاته كثير من ما يفترض أن يوفره لنفسه ولأسرته تجاه متطلبات الحياة، بدلالة أن فنانين كثر ودراميين أكثر وعلماء وخبراء غادروا الفانية دون أن يوفروا لأبنائهم منازل يستجيرون بها ويؤمنون بقية حياتهم، ولا حتى أرصدة في البنوك تعينهم على مواجهة ظروفها، بل أن كثيراً من المبدعين رحلوا حتى دون أن يسمعوا كلمة (متشكرين ومقدرين) لتقال بعد رحيلهم في لحظات تأبين لا مكان فيها للإحساس إلا بطعم الحزن. وكان يمكن أن يكون المذاق مختلفاً لو أن المكرم سمعها بأذنيه وهو حي يرزق، لكن الخطير في الموضوع أن بعض الجهات والمنظمات التي أصبحت (تقتات) من مثل هذه التكاريم أفرغتها تماماً من محتواها وأصبحت خاضعة للمجاملة دون أسس ولا مقاييس ولا حتى مرجعية لما قدمه المحتفى به أو المكرم. وقبل أيام تابعت (هوجة) تكريمات لما يسمى نجوم الموسم شاهدت من خلالها بعض الوجوه بصدق حتى اسمها لم يكن معروفاً لي، وافترضت من باب حسن الظن أنه جهل مني وسألت عنها أو ما هي المجالات التي برزت فيها ولم أجد إجابة! المضحك المبكي أن بعض المكرمات والمكرمين كانوا يسألون أنفسهم لماذا كرموا؟؟ خاصة وأن النجومية هي مرحلة وصول المكرم إلى موضع النجوم سمواً وعلواً، فهل هؤلاء بلغوا الثريا أم أنهم في الثرى يتمرقون!!
أذكر أنه قبل عام من الآن اتصلت علي واحدة من الأخوات وأخبرتني أنها تتبع لجهة ما قررت تكريم بعض الشخصيات كنجوم وتم اختياري من ضمن المكرمين، فقلت لها يا عزيزتي أشكرك جداً على الثقة والاختيار لكنني حتى الآن (ما سويت شي) استحق عليه التكريم، وفي مجال الصحافة هناك من هن رائدات سبقنني عليها وعشن معاناتها، وأنا بالنسبة لهن (لقيته باردة)، وعلى مستوى البرامج ما قدمته متواضع للحد الذي يجعله قليلاً ولا استحق عليه تكريماً. واقتنعت صاحبتنا على مضض ووعدتها بأن أكون حضوراً فقط لأبارك للمكرمين!! الدايرة أقوله إنه لو الجهة المكرمة عندها حساباتها لهذا التكريم، فأنا أنصح بناتنا المكرمات (الفرحانات) أن يصدقن مع أنفسهن ويجردن حساباتهن إن كنا يستحقن هذه الهيلمانة خاصة وأن بعضهن يركبه (عفريت) (العظمة) ويعتقد نفسه قد نال جائزة في مقام الأوسكار أو السعفة الذهبية، وهي جوائز لا تعطى عشان فلان بعرف فلانة ، ولا فرتكان جار علان!!
وطالما أن الحديث عن التكريم فدعوني أقول إنني سعيدة بالتكريم الذي ستقيمه يوم (الاثنين) القادم (أروقة للكبير أوي) الأستاذ الدكتور “عمر الجزلي” هذا القامة الإعلامية باذخة الطول، صاحب الصوت البصمة والأداء الواثق والمعرفة الموسوعة والطلعة البهية الأنيقة والكاريزما التي لا تستطيع إلا أن تقف أمامها منبهراً مندهشاً. و”د.عمر الجزلي” بإمكانياته المهولة كان يمكن أن يحلق بعيداً في الفضائيات العربية يكتنز المال والدولار وهو ليس أقل من “جميل عازارا” ولا دون مستوى “جورج قرداحي” لكنه فضل البقاء في حضن الأم والوطن وأحسب أنه نال رضاء وعفو كليهما، لذلك فإن أروقة كرمت تاريخها في سجل التكريم بهذه الاحتفائية لرجل احتفى واحتفل بكل بيت سوداني وهو بيته الإبداع والجمال جامعاً بين نعومة المنوعات وهيبة الأخبار، فالتحية لك ياأستاذ الأجيال على تاريخ عظيم كتبته بمداد من ذهب واسم في حياتنا لن يتكرر اسمه “عمر الجزلي”
{ كلمة عزيزة
حدثني واحد من المخرجين المخضرمين أنه اتصل عليه شخص من الذين ينظمون هذه التكريمات وسأله أنت فلان الفلاني فأجابه نعم، قال ليه شغال في قناة كده قال ليه لا أنا في القناة الفلانية، لكنه واصل رغم أنه ما عارف شغال وين وقال ليه قررنا نكرمك وعايزك ترسل لي سيرتك الذاتية، فقال له يا أخي أنت ما عارفني شغال في ياتو قناة ولا عارف سيرتي الذاتية عايزين تكرموني على أي أساس، واعتذر له ورفض التكريم ولم يذهب! قال نجم الموسم قال!
{ كلمة أعز
في الفترة الأخيرة لاحظت أن أسماء بعينها لمنتجين ومخرجين لا يستضيفون في برامجهم إلا أسماء مكررة من الضيوف، ليعيدوا ويكرروا ما ظلوا يقولونه في أسطوانة مشروخة ليس فيها جديد!! ما يحدث فيه استخفاف بالمشاهد الذي يفترض أن يقدم له الجديد المفيد!!