المقرئ محمد فضل الله.. أشهر قراء القرآن برواية حفص
زامل “محمود سامي” و”عوض عمر الإمام”
وثق له – عماد الحلاوي
ما أن يذكر قراء القرآن بالإذاعة السودانية إلا ويذكر الشيخ الهرم “محمد فضل الله” الذي كان له ولزملائه القراء فضل كبير في نشر الدعوة الإسلامية وتعليمها لعامة الناس (المجهر) زارت أسرته بمسقط رأسه بمدينة النوبة، وجلست إلى ابن أخيه الأستاذ “عبد الرؤوف عبد الرحمن فضل الله” للإلمام ببعض سيرته، فمن هو الشيخ “محمد بابكر فضل الله”؟
الميلاد والنشأة
يقول عنه ابن أخيه إنه الشيخ “محمد بابكر فضل الله محمد اللحوي”، ولد بقرية النوبة ،إدارية المسيد، محلية الكاملين، ولاية الجزيرة في العام 1905 وهو أكبر إخوته الثلاثة (عبد الرحمن – عبد الله – فاطمة).
والدته هي “آمنة بنت عبد الرحمن” من الكواهلة، وهو كذلك كاهلي، ينتمي أجداده الى الكواهلة بالنيل الأبيض، تزوج من بنت عمه “عائشة عبدالله محمد اللحوي” ولم ينجب منها، وقد توفيت في خمسينات القرن الماضي.
المراحل التعليمية
بدأ الشيخ “محمد بابكر” مراحله التعليمية من خلوة أولاد “الزين صغيرون” بقرية النوبة (الآن المسجد الأوسط)، وحفظ القرآن على يد شيخه “عثمان النذير”، وقد أصيب بداء الحصبة وعمره لم يتجاوز السبعة أشهر مما سبب له عطلاً خفيفاً في رجله اليسرى. أحاطه والده بعنايته ورعايته، فكان يحمله على ظهره صباحاً إلى الخلوة، كما كان يحمله لحضور الصلوات الخمس بـ”المسيد”.
يواصل أستاذ “عبد الرؤوف” ويقول إنه في إحدى السنوات غاب شيخ الخلوة وذلك بذهابه في زيارة لأحد تلاميذه ،جهة “الروصيرص”، فحمله والده وذهب به لخلوة “أم ضواً بان” لمواصلة حفظ القرآن، وذلك في عهد الخليفة حسب الرسول عليه الرحمة.
فعرضه على شيخ الخلوة، وقال له الخليفة اقرأ فلما قرأ ما تيسر من القرآن قال الخليفة لوالده أرجع بولدك لحين حضور شيخه، لأن خلوتهم كانت تدرس برواية الدوري، والشيخ “محمد” كان يجيد رواية حفص، فعاد به والده وواصل حفظ القرآن مع شيخه السابق الفكي عثمان بالنوبة والفكي بابكر.
عمله الدعوى
انتقل إلى الخرطوم بعد أن حفظ القرآن في ثلاثينات القرن الماضي وأول خلوة عمل بها كانت خلوة الخرطوم غرب، حيث كان يقيم مع أسرة آل “يوسف حسين” ، ثم انتقل إلى خلوة آل التلب “محمد التلب الجزار” في الخرطوم 3 ثم انتقل بعدها إلى خلوة بيومي بالخرطوم جنوب ، وهي آخر خلوة عمل بها.
وأخيراً قرر العودة إلى وطنه قرية “النوبة” في العام 1970م.
زامله في حفظه الخليفة يوسف ود بدر وكذلك شقيقه فكي عثمان، أما تلاميذه فهم كثيرون بالخرطوم . وقد ظهر ذلك جلياً أثناء مرضه بمستشفى الخرطوم التي توفي بها في 21 أبريل 1973، ولعل من أبرز تلاميذه الذين كان يفخر بهم هو الدكتور “النور عبد المجيد” عليه الرحمة، حيث كان مشرفاً على علاجه حتى وفاته بمستشفى الشعب وحتى دفنه بمسقط رأسه بقرية النوبة.
هلالابي حتى النخاع
كان رياضياً كبيراً يشجع الرياضة ويشاهدها بمتعة، يقول ابن أخيه “عبد الرؤوف” إنه كان لا يفوت مباراة بإستاد الهلال، وكان له مكان معروف بالإستاد.
وفى منزل رجل البر والإحسان “الجزلي”، والد الإعلامي “عمر الجزلي” هناك يلتقي بتلميذه “محمد خوجلي صالحين”، وزملائه القراء “محمود سامي” ، و”عوض عمر الإمام”.