"جلال الدقير" و"إشراقة سيد محمود".. ماذا تحت القبعة؟!
بقلم – عادل عبده
الغاضب لا يلتفت إلى ساعته!! يخرج الهواء الطلق من دواخله في لحظة خاطفة ثم يترك كلماته الموجعة تسربل في الهواء الطلق!! هكذا أطلقت الأستاذة “إشراقة سيد محمود” القيادية بالاتحادي المسجل مدفعية من العيار المتوسط على الدكتور “جلال الدقير” الأمين العام للحزب، في الحوار الصحفي (المطبوخ) الذي جرى خلال الأيام الفائتة في إحدى الصحف السيارة.. لم تتوانَ “إشراقة” في القول (بأنها لن تسمح لشخص جالس في برج عاجي بأن يجعل الرئاسة تحت تصرفه)، ثم غمزت من قناة الرجل عندما ذكرت (بأن الزعيم الشاطر يجب أن يأتي على أكتاف الجماهير)، حتى رفعت الوتيرة حين رفضت الحديث عن شكل العلاقة مع “جلال الدقير” قائلة(I will not answer)
ماذا جرى للعلاقة بين “جلال” و”إشراقة”؟ وهل هنالك مشكلة كيمياء بين الاثنين؟ وهل هنالك من يصب الزيت في سجل التواصل بينهما؟
عندما خرجت “إشراقة” من الوزارة استخدمت سلاح الصمت برهة من الزمن ثم ذكرت بعد ذلك بأن الخطوة طبيعية في ناموس السياسة، غير أنها استدارت على نحو مفاجئ في سياق تأمل الواقع الجديد من النافذة حيث كان في أعماقها شيء من الجرح وحاولت تحمل البقاء في الاستراحة.. ربما كان الأمر صعباً..! فقد اعترف “المتعافي” بقلب صادق عندما قال لا يوجد دستوري يعشق الذهاب من الكرسي.. فقد كانت “إشراقة” تسترجع المصابيح اللامعة والمساهمات الكبيرة في التكاليف العامة.
من ناحية الدكتور “جلال الدقير” يقول المنطق بأنه أعطى الضوء الأخضر لاستمرار “إشراقة” في الوزارة لسنوات طويلة بعد رحيل الشريف “زين العابدين”، فقد ظل يقود حزبه في مناخات معقدة ومتشابكة واستطاع امتصاص جميع السهام التي تصوب إليه في براعة متناهية، بل نجح في إقناع الكثيرين بأن الاتحادي الديمقراطي صاحب مشروع الانفتاح الذي يسود الساحة، وأن ما قدموه من تصورات ومشاريع سياسية عبر الحوار الوطني واللقاءات مع الحزب الحاكم تمثل الرحيق الذي يعافي الوطن ويلات الانزلاق والحرائق.
قال لي أحد المقربين منه بأن الدكتور “جلال” بتركيبته الهادئة يمكن أن يتحول إلى شخصية أخرى، فقد حدث ذلك عندما قال البعض بأن حزبه ترلة فإذا به يقول بصوت غاضب إن الحزب الذي يقودنا لم يخلق بعد.
في الصورة المقطعية نرى فوق القبعة إشارات “إشراقة” الهجومية وأما تحت القبعة فلا بعد أنها تريد ملامسة الكثير من الأشياء المحسوبة التي تنتج من دخان الخطوة!! وأيضاً نرى فوق القبعة صمت “جلال الدقير” كعادته على مدفعية “إشراقة”.. وأما تحت القبعة فربما يحزم الرجل أمره على شيء ما وقد تمر الأشياء تلقائياً على عقارب الزمن!
لم يكن ما بين “جلال” و”إشراقة” خلاف الأناقة وقدسية الفكرة المضادة بل كانت هنالك ملامح من حسرة مكبوتة انطلقت على السطح، تبحث عن الفاعل الذي يستطيع تشتيت الكرة في الملعب الواسع من خلال لوائح اللعبة.
سجل التاريخ القريب يشير إلى وجود علاقة تحالفية بين “جلال” و”إشراقة” وقد تعاونا سوياً في العديد من المراحل، وقد كانت “إشراقة” تساند خطواته في الحزب بينما ظل “جلال” يرفد لها الظل الظليل، غير أن بندول السياسة أحياناً يدلق الكدر في التحالفات السياسية.
بريق الكرسي حالة طبيعية في التركيبة البشرية أكبر من كبسولة الشعارات الرنانة يتجسد على شكل طموحات ذاتية في قلب أي إنسان، كلٌ يعشق هذا الإكسير بلا استثناء فالشاهد عندما يغيب تذهب الملامة على القادة الكبار، وربما كانت تشعر “إشراقة” بأن بريقها كان لامعاً في صولجان التكاليف العامة.
(تحت القبعة) الكثير من المواقف المشهودة بين “جلال” و”إشراقة” تدور في المشروع الحزبي، خلال ترتيب الأوضاع في الاتحادي الديمقراطي المسجل، والآن جاءت المقصات التي توجد في تربة القاموس السياسي.
“جلال الدقير” الذي يعبر عن تجربة سياسية عريقة له تقديراته الذاتية في الصورة المعكوسة، بينما “إشراقة” تريد اللعب على أوراق أخرى من منطلق الجسارة والاقتحام والتحدي!!
المحصلة.. لا يستطيع أحد التكهن بنهاية المشهد الزاخر بالمربعات السحرية.