رأي

ربع مقال

لغز اسمه الزراعة في السودان..!!
خالد حسن لقمان
 
.. ظللت ألح بالسؤال حول السبب المباشر والرئيسي الذي أقعدنا دون أن ننهض بهذا البلد زراعياً وفقاً لما يتفق مع قاعدته الموردية التي يمثل المقوم الزراعي صلبها وعمودها الفقري الحقيقي.. سألت السؤال لعشرات ممن التقيت والتقي من المسؤولين والذين نطلق عليهم (المتنفذين) و(صانعي القرار).. وبرغم إلحاحي بالسؤال لم أجد إلى الآن إجابة عن سؤالي هذا، وقد بدا لي الأمر في مرات عديدة وكأني أسأل بلغة هيلوغرافية قديمة يصعب فهمها.. وبلا شك فإن حيرتي هذه هي حيرة الجميع في هذا البلد وإلا فكيف نفهم ما نحن عليه الآن.. الأراضي الزراعية ممتدة بانبساط على طول البلاد وعرضها، والأنهار والخيران والمياه الجوفية في كل مكان ولا مشاريع جديدة ذات أثر حقيقي على اقتصاد البلاد، والمشروعات القديمة ومنها (العجوز مشروع الجزيرة) تهالكت على نفسها وتحطمت قدراتها بمثل ما تحطمت الآمال في سد مروي الذي ظن الناس أنه سيكون المخرج عبر ترعتين تخرجان منه لترويا أرض الشمال غرباً وشرقاً ولم يتحقق شيء من هذا، كما لم تتم كهربة المشروعات الزراعية بالرغم من امتدادات خطوط الضغط العالي التي تشق تلك البيادر، وبقي الشريط النيلي المروي على تخلفه وتقليديته وضيق مساحاته.. ويحدثك الناس عن زراعة الصينيين لمدرجات الجبال، وهؤلاء (الصفر) فتحنا لهم كل شيء حتى (غرف نومنا بأثاثها وتفاصيل محتوياتها) ولم نفكر في إشراكهم في النشاط الزراعي بالرغم من ما يمتلكون من خبرة كبيرة..!! ما الذي يحدث في أمر الزراعة عندنا..؟؟ هل هي أمريكا من تمنعنا أن نزرع كما يقول بعضهم؟ أم هي الماسونية من تحول بيننا وخير أرضنا كما يقول بذلك البعض الآخر من الناس..؟؟!! من يحل لنا لغز الزراعة في أرض السودان.. سلة غذاء العالم العربي..؟؟!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية