نوافذ

حتى تكتمل الصورة

وها نحن في انتظار انفراج أزمة السكر بحلول شهر رمضان الكريم، ولكن ما استفز رجولة قلمي ذلكم البرنامج الهادف الذي بثته الشاشة الزرقاء، مساء الأحد، والذي حمل اسماً كأنما فصل عليه (حتى تكتمل الصورة)، وعلّ ما جعل الحلقة حية ومميزة وهو سردها لقضية تشغل الآن الرأي العام، تخص الكبير والصغير، الغني والفقير وهي ارتفاع الأسعار الذي سيطر على كل شيء.. ضيوف تلك الحلقة كانوا على نوع من اختلاف وجهات النظر أراح المشاهد فوجد كل منا سؤله، وكما كان متوقعاً أخذت- احتجاجات المواطنين التي تمثلت في الخروج في تظاهرات عنيفة- حيزاً من البرنامج.
كان د. حسن بشير أستاذ الاقتصاد بجامعة النيلين منطقياً في طرح المشكلات على طاولة النقاش، وتحدث عن وجود آثار اجتماعية مدمرة بسبب هذا الارتفاع المفاجئ، ولكن الدرديري كان عند حسن ظن نفسه وجاءت ردوده على النحو التالي:
إن الدولة تضمن لـ(298000) أسرة بطاقة علاج، و(14000) أسرة مرتبات شهرية (100) جنيه، وتذاكر للطلاب، ووجبة مجانية لقرابة (70000) طالب.
كل هذه تحسبات لأحوال الأسر الفقيرة، ولكن يا سيد الدرديري كم أسرة في الخرطوم آخر همّها هو العلاج؟ والمية جنيه دي ما بتشبع دقيق سفوفة في الشهر، والطلاب كان جيعانين السفر فوق أم كم، وجامعة النيلين براها فيها كم طالب؟ وما فائدة العلاج إذا كان الجوع يعتصر البطون؟
وعن أي فراخ تتحدث؟ هذه الفراخ التي تجرون لها معالجات اقتصادية هنالك آلاف الأسر لا تعرف شكلها حتى دعك عن الحلم بها!!
وقال: “مخيرين التجار يبيعوا بالسعر البريحُن”.. “ومخير المواطن يعني بنوم على الجهة البتريحو”.
وما دام السكر كان كافي لحدي رمضان، القّلب الموازين فجأة شنو؟
وهم تاني فتح بابو، د. ياسر يتحدث عن انعدام العلاج في الصيدليات وعدم اهتمام الدولة بتوفير الدواء بصناعة سودانية، ده لأنو ما فتحوا توريد الدوا للتجار عشان يمتصوا بيهو الفضل من عافيتنا!!
كان منطقياً في الحوار أيضاً، د. الفاتح عز الدين من لجنة العمل الذي ضمن قانوناً للمواطنين حق الخروج بصورة سلمية.. عن أية سلمية يتحدثون؟؟
أما مدير مواصلات الولاية، فقد تحدث عن عدم حضارية الخروج، وتألم للضرر الذي أحدثه المواطنون، ولكن من يتألم للضرر الذي يحدث للمواطنين؟!
لا أحد..
والجوع كافر، واليدو في الموية ما زي اليدو في النار، والجمرة بتحرق الواطيها!!
وإذا كان الوصف الأمثل لخروج المواطنين (إرهابيين) و(قطاع طرق)، فما هو الوصف الأمثل لهذا الحِمل الذي قصم ظهر المواطن؟!
لست من أنصار الخروج في تظاهرات تضر أكثر مما تفيد، ولكني من أنصار مقاطعة السكر واللحوم، وللا أقول ليكم مقاطعة أي حاجة!!
قال: (نحن ندين العنف)، طيب نحن برضو (ندين الحقارة دي)..
والسكر دا خليناهو، والشاي بنشربوا بالبلح، وللا نطش نخليها خرابة؟!
{ خلف نافذة مغلقة
يا وطن الليلة عيدك يا وطن..
ويا حبيب نحن بنريدك يا وطن
أو كما قال الشاعر..

مشاركة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية