رأي

بكل الوضوح

 (الكبير) و(العتيق) إلى متى الإهمال !!
عامرباشاب
 
{ سبق أن ذكرنا بأن  المسؤولين في بلادنا دائماً ما يهتمون بتجديد مكاتبهم وصيانة المباني الحكومية وتشطيبها بالرخام وفرشها بأفخر الأثاثات المكتبية، وتخصص الميزانيات للبناء والتشييد والصيانة وتعقد اللجان المتعددة  لإنجاز العمل بالسرعة الضوئية حتى صار لكل وزارة أو مؤسسة  ولكل مصرف نادٍ ومركز ثقافي على أعلى وأرقى مستوى من الفخامة والوسامة والرفاهية. 
{ ورجال المال والأعمال عندنا  يتطاولون في البنيان ويتنافسون في تشييد مقرات  شركاتهم ومؤسساتهم التجارية على أحدث الطرازات الهندسية،  ويوكلون أمر بنائها لبيوتات خبرة عالمية وكثيراً ما يفاجئونك ببنايات شاهقة تحتشد بداخلها كل مفاخر  البناء والأثاث والديكور والسلالم المتحركة والأسانسيرات الزجاجية. 
{ ورؤساء وأقطاب الأندية الرياضية دائماً ما يتبرعون بالمليارات لتسجيل اللاعبين وتأهيل الاستادات وتجديد مباني الأندية،   ويصرفون عليها صرف من لا يخشى الفقر ولا يخاف الفلس.
{  أما بيوت الله (المساجد والجوامع والزوايا) تظل بلا  وجيع، تعاني من الإهمال الدائم  وحتى التي طالتها يد التعمير نجد أن أمر صيانتها ما زال يسير بسلحفائية غريبة، كأنه لا توجد لجان تقف على سير العمل فيها وكأنه لم تخصص ميزانيات لمراحل الصيانة والتجديد.
{ هذا بالضبط ما يحدث في أكبر وأعرق مسجدين في السودان، مسجد الخرطوم الكبير ومسجد أرباب العقائد (فاروق العتيق).
{ المسجد الكبير ظللنا نراقب عمليات الصيانة لسنوات عديدة ومازال المسجد في حالته لا جديد يذكر غير تركيب  بعض النجف ومراوح الزينة والإضاءة الخارجية، والمصلون مازالوا يعانون عذابات عمليات الصيانة المتخلفة.
{ مسجد فاروق مازال يتعرض للبهدلة بسبب الصيانة التي تسير بالحركة البطيئة،  ومازال المصلون هناك يعانون من سوء أعمال الصيانة التي تسير بعشوائية. 
{ إلى متى تظل هذه المساجد وغيرها تعاني من الإهمال المستمر، ولماذا لا تجد في أمر صيانتها الاهتمام الذي تجده المباني والمرافق الحكومية التي يحشد لها المال والرجال.
{ لماذا لا نأتي  ببيوتات الخبرة العالمية لتعمير وإعادة تأهيل هذه المساجد العتيقة، ألا تستحق. 
{ وسبق أن نبهنا إلى  أن مسجد فاروق العتيق يملك أضخم استثمارات وقفية ومن ماله الخاص يمكن أن نأتي بخبراء في مجال صيانة وترميم المباني الأثرية، لتجديد هيبته من الداخل والخارج
{ وضوح أخير
{ متى يلتفت  المسؤولون ورجال المال والأعمال إلى بيوت الله، ويعطوها حقها من الاهتمام والرعاية والعناية.
{ نكرر مناشدة  الجهات المعنية وعلى رأسها  وزارة الأوقاف بأن تعمل على إنشاء  مجلس أعلى لترقية وتطوير المساجد.
{ قلتها قبل ذلك وأقولها للمرة المليون بالله عليكم انظروا إلي الكنائس، كيف حالها وكيف يهتم أهلها بزينتها من الداخل والخارج.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية