أخبار

أولاد الجزيرة

–    أولاد الجزيرة في مخيلة أهل السودان هم المزارعون النجباء، والتجار من ملاك اللواري التي أطعمت السودان غربه وشرقه وجنوبه القديم والجديد بالذرة والفترتيت، وأولاد الجزيرة هم تجار الجملة والقطاعي، توغلوا في الجنوب القديم من (جلهاك) حتى (طمبرة) و(يامبيو)، و(أنذارا). أضافت الجزيرة للسودان سماحة خلق ومبدئية كفاح لأيدٍ معروفة، صنعت الجزيرة نصف نهضة السودان الحديث بقطنها وفولها وعدسها وبصلها، ويتذكر الناس الجزيرة كلما لاحت في الأفق بوادر تشكيل حكومة جديدة، ويتساءلون في براءة ساذجة أين الجزيرة من حكم السودان؟
–    نعم الجزيرة تكوين اجتماعي عريض من د. عبد اللطيف البوني، إلى حسين خوجلي، وبدر الدين محمود في بنك السودان، وشرف الدين بانقا في الرصيف السياسي، ووزير التجارة عثمان عمر الشريف. لكن الجزيرة الآن تخرج من معادلات السودان وقسمة الوزارات، حيث تذهب (المحاصصات) غرباً وشمالاً و(تبيض) العاصمة الخرطوم حقائب بعدد الحصى، وتنال الحركات المسلحة وأنصاف المتمردين والمتمردون المحتملون طيب اللحم، ولا تنال الجزيرة الجغرافية التي تضم بحر أبيض والنيل الأزرق القديم من الدمازين حتى سوبا والباقير، إلا مناصب هي حق أصيل وطبيعي (منصب الوالي).
ولا ينظر لأهل الجزيرة كمكون ينبغي تمثيله بعد أن أصبح معيار الكفاءة في مرتبة متدنية في أسباب الاختيار للمنصب العام!!
–    بحثت عن أسماء من الجزيرة في وزارات الدفاع، والمالية والتخطيط الاقتصادي، والخارجية ولم أجد للجزيرة أثراً في حسابات (السياسيين)، بعض الوزارات تذهب وفق معادلات (أولاد غرب وأولاد بحر)، حيث اختزل أولاد الغرب في دارفور وتخومها واختزل أولاد البحر في الشمالية ونهر النيل، وامتدادات الإقليمين في الخرطوم، فنصف وزراء الحكومة إما من الغرب الجغرافي، أو الغرب الاجتماعي، والنصف الآخر من الشمال الجغرافي أو الاجتماعي، فأين حقوق الجزيرة ونصيبها من السلطة؟ على الأقل أهل الجزيرة و(سطيين)، يسمونهم تندراً وسخرية بأهل العوض، ولست أدري ما ذنب العوض؟ ولماذا السخرية الاجتماعية التي تجعلنا في موضع من (يسخر قوم من قوم)، والجزيرة التي (ندعوا) لإشراكها وتمثيلها هي الجزيرة الجغرافية، التي أنجبت حمد دفع الله لاعب الهلال، وحموري لاعب المريخ، وسامي عز الدين، وأنجبت (هاشم تية كرتون)، الشهير بكندورة، وأنجبت عبد الرحيم حمدي، وسيد سليم، ومولانا محمد أحمد سالم، ومنذ خروج حمدي من المالية، وإبعاد شرف الدين بانقا، من ولاية الخرطوم، لم تمثل الجزيرة، إلا بوزير الداخلية السابق بروفيسور الزبير بشير، فلم يطبق المركز مبدئيته، وزجوا به في أتون ولاية الجزيرة، بعد أن جردوها من كل مصنع منتج، وذبحوا مشروع الجزيرة بسكاكين المتعافي، وقتلوا مشروع المناقل بإصرار مريب. فهل آن للجزيرة أن تنال شيئاً مما تستحق وبلادنا على مشارف تعيين حكومة جديدة، بعد إعادة طلاء (الماكينات) وتعميرها على خفيف، فما الذي يحول دون عودة الجزيرة لماضيها البعيد!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية