مجرد سؤال ؟؟؟
لوزير المالية بالشمالية نقول
رقية أبو شوك
ما زلت أتذكر حتى الآن الخطاب الذي ألقاه نائب رئيس الجمهورية الشهيد “الزبير محمد صالح” (نسأل الله له الرحمة والمغفرة) … وهو يفتتح مستشفى كورتي بالولاية الشمالية والذي شيده أبناء المنطقة … وبعد أن أشاد بهم وطاف بالمستشفى، قال في الاحتفال الكبير الذي أقيم بهذه المناسبة و(باللكنة الشمالية البحتة) والتي نعرفها نحن أبناء الشمال قال: (ليهني كتر خيركم وبارك الله فيكم). وأضاف (ورونا انتو عاوزين شنو ونحن مستعدين للتنفيذ). وزاد (سجلوا لينا أسماء الممرضين ومحضري العمليات لنقوم بتدريبهم تدريباً كاملاً)، وبالفعل تسابق الكل قبل انتهاء الاحتفال لتجهيز الاحتياجات والتي شملت كل شيء، بالإضافة إلى أسماء كوادر المستشفى ليتم تدريبهم للتمريض والصيدلة وتحضير العمليات والتدريب على الآلات الحاسبة آنذاك حيث لم يكن جهاز الحاسوب قد انتشر كالآن، فلم تكن إلا أياماً معدوداتٍ حتى كان التيم جاهزاً للعمل بعد أن نفذت جميع الاحتياجات.
اللهم ارحم الشهيد “الزبير محمد صالح” بقدر ما قدم لبلده ولأهله بالولاية الشمالية حيث كان شديد الافتخار بتفوق المدارس الثانوية بالشمالية، وكان كثيراً ما يشير إلى مدارس (الدبة ومروي وكريمة وكورتي) في إشارة منه إلى أن هذه المدارس كان جل طلابها يدخلون الكليات المميزة. وأذكر هنا ما كان قد أكده الدكتور “خليفة العوض” خلال حلقة تلفزيونية، فإذا لم تخني الذاكرة كان برنامج (أسماء في حياتنا) والذي يوثق لمختلف المهن والتخصصات … قال عندما كنا (ممتحنين) للشهادة الثانوية من مدرسة مروي كان كل الطلاب الممتحنين قد دخلوا جامعة الخرطوم، هكذا كان التعليم في الشمالية ونتمنى أن تعود له سيرته الأولى.
فالشمالية معروفة بتفوق أبنائها في كل شيء في التعليم وفي (الحارة) … أما (الحارة) وشيال التقيلة ومقنع الكاشافات ومدرج العاطلة ديدن كل أبناء الشعب السوداني … فالصفات هذه ليس ملكاً للرجال فقط وإنما تشاركهم النساء أيضاً. وكم من نساء سودانيات كتبت أسماؤهن بأحرف من نور في جلائل الأعمال… فمهيرة بت عبود ابنة الشيخ عبود شيخ السوراب … ـ فالسوراب فرع أصيل من فروع الشايقية ـ وقفت ضد الأعداء وكانت تلهب حماس الجنود بكلماتها حيث قالت:
غنيت بالعديلة لعيال شايق
البرافو الضعيف ويلحقوا الضائق
الليلة استعدوا وركبوا خيل الكر
وجنياتنا الأسود الليلة تتنتر
ويالباشا الغشيم قول لجدادك كر
شكراً أمنا مهيرة حيث تعلمنا منك الكثير ونهلنا من فيض علمك وحماسك وغيرتك الوطنية … فالتحية لكل نساء بلادي.
ولنتحدث عن حماس أهل الشمال وتشييدهم مختلف الخدمات التي تساهم في خدمة إنسان المنطقة… فكم من مدرسة شيدت بالجهد الشعبي وكم من مسجد وكم من مستشفى فالتاريخ مازال حافلاً بمثل هذه الأعمال.
ولأن العمل الجميل هذا نريده أن يكون جميلاً مدى الحياة فهنالك أشياء تحتاج إلى وقفة الدولة معنا. وتقول لينا (ليهني كتر خيركم وباركم الله فيكم ورونا انتو عاوزين شنو).
فمستشفى المقل والحجير الذي أنشئ حديثاً عن طريق الجهد الشعبي من أبنائه بحاجة إلى وقفة الدولة بجانبه وتوفير ما يحتاجه فهو الآن بحاجة إلى ربطه بالطريق الرئيسي بمعنى يبعد كثيراً من شارع الزلط الرئيسي، فعندما يتم سفلتة الطريق الذي يربطه بالرئيسي فهذا من شأنه أن يعيد العافية للأبدان للقاصدين المستشفى، وهم يتمنون أن تنطوي الكيلومترات وصولاً للمستشفى حتى يستشفوا. ولاشك أن الطرق الحديثة من شأنها أن تساهم في قطع الكيلومترت بسرعة جنونية، وبالتالي يتم إسعاف المريض في وقت وجيز كما أنها تضيف لمسة جمالية للمنطقة، وتكتب في ميزان الحسنات لمن ساهموا فيها ولو بكلمة أو رأي أو فكرة أو ذلك سجل (لايك).
فهذه رسالة نبعثها عبر هذه المساحة لوزير المالية والاقتصاد والقوى العاملة بالولاية الشمالية “محمد عثمان عباس”، على أن يخصص في ميزانية العام المقبل 2016م بنداً واضحاً للطرق، وأن يكون ربط المستشفى بالطريق الرئيسي من الأولويات خاصة وأن معظم الولايات مازالت تعد الآن ميزانياتها، وأن تقول وزارة البنى التحتية بالولاية (أنا لها). نتمنى ذلك … فقط من أجل إنسان المنطقة.