نقطة .. وطن جديد
لازلنا مضرب مثل …وشتان مابين مضرب مثل ومضرب مثل….إذ نطالع بالأمس القريب صوراً للرئيس المفخرة “أوردوغان” وهو يعيد لتركيا شأو الدولة العثمانية من حيث قوتها وايجابيتها ….يجردها من المعاناة كما تجرد الأمهات أجساد صغارهن من حمى الليل القاسية…
“أوردوغان” الذي أحتل رقماً مميزاً في قائمة أفضل شخصيات العالم ..لا تطبيلاً ولا تجميلاً ..تظهر صورته وهو يشتري من حر ماله الفطائر من أمام مسجد صلى به صلاة الجمعة ويوزعها على المصلين و يصافحهم ….وهو يثق أن سعادتهم به أكبر من أن يخشى غضبهم وهو الذي سخره الله لهم لقضاء حوائجهم وحل إشكالاتهم…
“أوردوغان” ذاته تظهره الكاميرات مرة أخرى …وهو يقبل يد أستاذ درّسه في مرحلة من مراحل دراسته…على الملأ ..دون خجل ودون استعلاء ….في الوقت الذي يضرب فيه معلمو محلية المناقل ..ليس لأنه ليس هنالك من تكرم بتقبيل أيديهم من المسؤولين ..لا والله …بل لأنهم يطالبون بأكل عيشهم بعد أن مضى أكثر من خمسين يوماً بلا راتب ولا مصدر دخل…
ترى من أين لهم الأكل والشرب …
من أين لهم سبل المواصلات …
من أين ..من أين …من أين …
دعك من أن رواتبهم لا تقيهم حر الحوجة ولا زمهرير الحياة ….
ماذا لو أن رواتب المعلمين باتت أكثر من رواتب المهندسين والأطباء والإداريين وغيرهم …
أليسوا هم من خرّجوا هؤلاء جميعاً …
شتان مابين …وبين …
نقطة …وطن جديد.