رأي

مجرد سؤال ؟؟؟

العدادات الذكية والقاطرة الكهربائية
رقية أبو شوك
 
في ورشة الشبكات والعدادات الذكية التي أقامها الاتحاد العربي بالتعاون مع الشركة السودانية لتوزيع الكهرباء والتي عقدت أمس (الأحد) بفندق (كورنثيا) بالخرطوم، كشف وزير الموارد المائية والري والكهرباء “معتز موسى” عن خطة الدولة للتوسع في مجال الكهرباء بالبلاد خلال العشرة أعوام القادمة والتي رصد لها مبلغ (10) مليارات دولار، ليكون قطاع الكهرباء هو الرائد وقاطرة كل القطاعات الاقتصادية. وأضاف (أن أهم ملامح الحضارة والتقدم وسر النهضة هو التخطيط السليم والمعلومة الدقيقة التي توفرها الشبكات والعدادات الذكية لتساعد متخذي القرار في اتخاذ القرار المبني على المعلومة الدقيقة والحقيقية).
نعم التقنية الالكترونية والتي تجئ في إطار الحكومة الالكترونية وفي إطار المواكبة العالمية تأتي من الأهمية بمكان لكونها توفر المعلومة الحقيقية والمعلومة الدقيقة … فكلما كان العمل الكترونياً كلما كان دقيقاً … فالقرارات السليمة تبنى على المعلومة فعندما نريد مثلاً أن نوزع الموارد والثروة على الولايات، فهذا يتحتم علينا أن نكون على إلمام كامل بطبيعة المنطقة وعدد السكان والموارد الطبيعية التي تتمتع بها، بالإضافة إلى الأمزجة سواء أكانت سياسية أو اجتماعية أو تلك المتغلبة ونسبة الفقر  … حينها سنتخذ القرار المناسب المبني على المعلومة الدقيقة والتي تأتي عن طريق العمل (الذكي) لتكون هنالك عدالة في التوزيع بنيت على الطريق السليم الذي هو المعلومة الدقيقة.
فالكهرباء يجب أن تكون من أول القطاعات التي تتبنى هذا العمل الهام جدا … فنحن نعيش الآن جو توفر المعلومات عن طريق الوسائط المختلفة.
فلنترك هذا جانباً بعد أن أكدنا أهميته ونعود إلى حديث الوزير الذي أعلن خلاله عن خطة الدولة في التوسع الكهربائي والتي رصد لها (10 مليارات دولار، حتى يكون قطاع الكهرباء هو الرائد وقاطرة كل القطاعات الاقتصادية.
نحن نتحدث عن ضرورة تحريك القطاعات الإنتاجية كالزراعة والصناعة على سبيل المثال …. فالزراعة لم تعد كما كانت في السابق تعتمد على الري عن طريق الوابورات كما يحدث حالياً بولايتي نهر النيل والشمالية، فقد أصبحت تدار عن طريق الكهرباء خاصة إذا علمنا أن الكهرباء من شأنها أن تقلل من تكلفة الإنتاج … فالزراعة أقعدتها تكلفة الإنتاج العالية جداً والتي تسببت فيها بطريقة أو بأخرى عدم كهربة المشاريع الزراعية أو انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة … فلابد إذاً من إصلاح هذا الاعوجاج والذي لا يتم إلا بالتخطيط والاستراتيجيات وقبل هذا التمويل حتى نستطيع أن نوفر الكهرباء لكل القطاعات.
أيضاً القطاع الصناعي فالدول المتقدمة جداً أو الدول العظمى بني  اقتصادها على الصناعة ولم يبنَ على النفط ولكن صناعتنا باتت مهددة بالكهرباء، بالإضافة إلى الرسوم الأخرى الأمر الذي أقعدها وهنالك مدن صناعية كبرى في السودان ماتت واندثرت صناعتها … أقول هذا وفي الخاطر مصانع مدينة سنار التي أغلقت أبوابها وأنا أشاهد العشرات من المصانع أغلقت وذلك خلال زيارتي العملية لها وهذا مثال.
الآن حديث وزير الموارد المائية والري والكهرباء قد حمل الكثير من البشريات للشعب السوداني لكون كل المدن والقرى والأرياف ستنعم بالكهرباء، كما أن كل القطاعات أيضاً ستتوفر لها الكهرباء خلال العشرة أعوام القادمة فحتى وإن سافرنا من الدنيا للآخرة فحتما سنكون آخر سعادة لكون السودان سيكون في مقدمة الدول باقتصاد نامٍ ومتحرك يقوده قطار الكهرباء ذو السرعة الجنونية.
وهمي أشوفك عالي ومتقدم طوالي

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية