عز الكلام
تشريعي الخرطوم وسماية ناس الكهرباء
أم وضاح
أظن أو هكذا يفترض أن يكون المجلس التشريعي للولايات هو البرلمان المصغر لحكومة هذه الولايات، يقوم مقام التشريع والمراقبة والمحاسبة والمساءلة لوزرائها ومعتمدي محلياتها، لكن واقع الحال يقول إن هذه المجالس أصبحت مجرد مجالس تشريفية وديكورية لا بتودي ولا بتجيب، وكدي خلونا في مجلس تشريعي الخرطوم باعتبار أنه المجلس الذي يراقب أداء حكومة الولاية الأكثر حراكاً والأكثر كثافة سكانية، بل الولاية المركز التي تتجه إليها الأنظار وغالباً ما تكون هي الصانعة للفعل وبعدها تأتي ردود الأفعال. وهذا المجلس منذ أن التأم شمله ومنذ تكوين حكومة الفريق “عبد الرحيم محمد حسين” لم نسمع أنه قد قام باستدعاء وزير أو مسؤول لمساءلته حول قضية ما، ليلعب غالباً إن لم يكن دائماً دور المستمع لخطابات وتقارير الوزراء التي تكتب إنشائياً بشكل احترافي، ومن ثم تناقش أيضاً بشكل إنشائي ليس أكثر، ثم ينفض المولد وكأن الخرطوم هذه بلا مشاكل ولا قضايا ولا إخفاقات ولا مشاريع مؤجلة، أو مرحلة ظلت تنتقل من مكتب إلى مكتب ومن درج إلى درج دون البت فيها أو حسمها. وكأن هذا المجلس التشريعي هو (طرف) من جسم الحكومة يقف معها دائماً في الجانب الذي تقف فيه ودوره عكس ذلك تماماً.
ودعوني أقول إن مجلس تشريعي الخرطوم في دورته الحالية يقف موقفاً سلبياً للحد البعيد وليس له وجود على الإطلاق في مسرح الأحداث في ولاية الخرطوم، بدلالة أن وزراء ووزارات كثيرة تستاهل أن تحاسب حساب الملكين، لكن لا حياة لمن تنادي وكأنه أي المجلس ارتضى لنفسه أن يلعب دور (مجاملة) هو ليس دوره ولا علاقة له بالمسؤوليات الكبيرة التي يفترض أن يضطلع بها، وإن لم يكن هذا المجلس هو مجرد مجلس مجاملة ليس إلا، فما معنى أن يلتقي رئيسه الباشمهندس “صديق الشيخ” وفي مكتبه بمدير قناة الخرطوم الأخ “عابد سيد أحمد” ليرسل من خلال اللقاء بكل آيات الثناء والتقدير للدور الذي تقوم به القناة والنجاح الذي حققه مديرها، في وقت لا أدري إن كان يعلم أو لا يعلم كم هي الأحداث ملتهبة وساخنة داخل حوش القناة، ولأن مديرها طرف في ما يدور بغض النظر إن كان جانياً أو مجنياً عليه، فإنه ليس من مهام رئيس المجلس أن يستدعي مدير القناة ليبلغه إشادة ليس هذا وقتها ولا أوانها، والمفترض أن يستدعي وزير الثقافة الذي تتبع إليه القناة لمعرفة ما يحدث فيها، اللهم إلا إن كان الباشمهندس قد تعامل بحسن نية ولم ينتبه إلى أن مدير القناة لعبها (بذكاء) ليجعل خبر لقائه به وتفاصيل الإشادة خبراً رئيسياً في نشرة أخباره.
في كل الأحوال ليس لمجلس تشريعي الخرطوم حتى الآن أثر في حياة مواطن هذه الولاية، ونوابه يجلسون داخل القبة المكيفة في حالة انفصام كامل عن قواعدهم، وهم الذين جاءوا ليعبروا عن هم المواطن وأحلامه ممثلين في ذلك حائط الصد الأول له، في مواجهة الحكومة ومؤسساتها التي جعلت المواطن هو من يخدمها وليس العكس!!
{ كلمة عزيزة
اتصلت علي صديقة عزيزة حوالي الساعة الثامنة مساءً وسألتني سؤالاً غريباً قائلة: يا أنتي يا أم “وضاح” مكاتب الكهرباء بتقفل الساعة كم؟؟ فضحكت وقلت ليها في زول قال ليك أنا وزير الكهرباء، لكن على حد علمي أنها تقفل أبوابها أمام المواطنين التاسعة مساءً، لكنها قالت، يا عزيزتي أنا الآن أمام مكتب الكهرباء بحي الفيحاء شرق النيل والساعة بالضبط ثمانية والمكتب مقفول، لكن يجلس في الشارع أمامه رجل يحمل جهاز بيع الكهرباء (بالزيادة طبعاً) ولمن سألته ناس الكهرباء وين، قال لي والله مرت المدير ولدت والليلة السماية فقفلوا المكتب وذهبوا ليشاركوه الفرحة، ولأنها كانت غاضبة جداً استفزها ضحكي وأنا أقول ليها يا زولة حيطق ليك عرق، هذا مثال صغير على السبهللية وعدم المسؤولية وسياسة وضع المواطن أمام الأمر الواقع. أها يا ناس وزارة الكهرباء الجماعة ديل حتسألوهم واللا أنتو ذاتكم كنتو في السماية.
{ كلمة أعز
والي الخرطوم قال في برنامج (مؤتمر إذاعي) إنه مع الحوار الوطني والأمر بالتأكيد ليس إنجازاً ولا جديداً، أرجو من والي الخرطوم أن يعقد حواراً مفتوحاً مع مواطني ولايته ليعرف مشاكلهم الحقيقية والحوار الوطني له رب يحميه.