رأي

مسألة مستعجلة

ويستمر مسلسل الشفتة الإثيوبيين؟!
نجل الدين ادم
فعلاً بعد كدا الكلام دخل الحوش، والمليشيات الإثيوبية المعروفة بـ(الشفتة) تتمدد في مساحة مليون فدان من الأراضي السودانية باتجاه ولاية القضارف، وعمليات اختطاف مزارعينا تترى فرد تلو الآخر والعدد يصل إلى عشرين مختطفاً، والإثيوبيون يتفننون في طلب الفدية لقاء إعادة المختطفين. بهذه المعلومات وأخرى لجأ مجلس تشريعي ولاية القضارف إلى المركز طالباً النجدة بعد أن استفحل الأمر وتجاوز طاقة الولاية في حسم هذه الانتهاكات.
قبل أسبوعين تحدثنا في هذه المساحة عن حالة الزحف الإثيوبي على منطقة باسندة بولاية القضارف وإحكام المزارعين الإثيوبيين على الأراضي هناك، وأشرت إلى أن مزارعينا هم جزء من هذه الأزمة الاحتلالية، حيث أنهم دأبوا على استئجار أراضيهم للمزارعين الإثيوبيين بمعزل عن السلطات يعني حكومة براهم. والأحباش ما قصروا طمعوا في الأراضي وأخذوا في الاعتداء على أولئك الذين قاموا باستئجار الأراضي لهم ووصل الأمر إلى الاختطاف والقتل، وهاهم المواطنون يدفعون الثمن اليوم، رغم ذلك تظل المسئولية الأكبر لسلطات الولاية التي غضت الطرف عما يحدث في الحدود، ومواطن بسيط يبيع ويشتري ويؤجر في الأراضي بمعزل عن السلطات!، لم تكلف الولاية نفسها بإصدار قرار يوقف عمليات الايجار التي يمارسها المواطنون بوصفها أساس الأزمة واستمر الحال حتى فلت زمام المبادرة.
زيارة وفد رفيع من المجلس التشريعي بالقضارف برئاسة رئيسه  إلى البرلمان القومي وعرض المشكلة بحجمها الذي صوروه لنا،لهو تعبير عن تعذر حل المشكلة وتفاقمها إلى الحد الذي لا يسمح لهم بفعل شيء إزاء مواطنيهم. ما صوره رئيس تشريعي القضارف من انتهاك إثيوبي يستدعي تحركاً يكافئ هذا الحدث الآن للحفاظ على سيادة البلد من هذا الزحف الذي يتمدد يوماً بعد يوم.
صحيح أن أس المشكلة هو غياب الترسيم للحدود بين البلدين، ولكن هل ننتظر تفاقم المشكلة وتقتيل أهلنا في القضارف واختطافهم والمتاجرة بأرواحهم؟ هذا الأمر لا يستقيم ونحن نصوب في اتجاه الحلول الآجلة ونترك الحلول العاجلة والحاضرة، يفترض أن ترتفع نبرة الحكومة في اتجاه هذا الأمر ويعلو صوت الاستنكار والرفض، وأن لا تسلم حكومتنا بأن هؤلاء المعتدين متفلتون إثيوبيون ليس إلا، وأنه لا ذنب لحكومة بلادهم بفعائلهم هذه وانتهاكاتهم، فإن كان الأمر كذلك فإن ردع هؤلاء بواسطة قواتنا النظامية أولى إنابة عن حكومتهم إذا عجزت حينها سوف ينهي هذا المسلسل الذي أزعج أهلنا في القضارف، ولكن قبل ذلك ينبغي أن تستدعي الخارجية سفير إثيوبيا بالخرطوم ليقول الكلام الفاصل ويخبرنا عن حقيقة هؤلاء. وأتمنى أن لا نرد هذا الوفد البرلماني الذي جاءنا مستنجداً إلى ولايته، قبل أن نضع النقاط على الحروف والله المستعان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية