رأي

مجرد سؤال ؟؟؟

 

رقية أبوشوك
وداعاً الورقي …  دفنوه في جبل طورية

عندما تم الإعلان عن تطبيق أورنيك (15) الإلكتروني وحدد له الأول من يونيو من العام الجاري كان هنالك تخوف من عدم نجاح التجربة والتي ستأتي بديلاً للأورنيك الورقي … التخوف ليس ناتجاً من رفضه وإنما  كان أن ينبني على أن  البلاد ستفقد الكثير من الإيرادات خاصة وأن التجربة كان يجب أن تبدأ بالتدريج وأن يتم توفير الأجهزة الكافية للتحصيل الإلكتروني كما يجب أن يتم التدريب الكافي للمتحصلين على الأجهزة مع ضمان عدم (طشاش) الشبكة في المناطق الطرفية … تخوفوا وتخوفت (أنا) وأشرت في مساحة سابقة جاءت متزامنة مع اقتراب موعد التطبيق قلت لابد من التدرج والتدريب الكافي والتوعية بمفهوم الأورنيك الإلكتروني كما أشرت إلى  توفير الأعداد الكافية من أجهزة التحصيل خاصة في المناطق ذات الإيرادات العالية، وأشرت أيضاً إلى الإعلام المكثف الذي سبق تطبيق الضريبة على القيمة المضافة والتي كان سبب نجاحها من أول يوم
ولكنه طبق وكانت أول الجهات التي طبقت الإلكتروني هو جهاز السودانيين العاملين بالخارج باعتباره أكثر الجهات الإيرادية  بالإضافة إلى ديوان الضرائب والجمارك ثم وزارة العدل وهكذا إلى أن تم تعميم التجربة
الآن نستطيع أن نقول أن التجربة نجحت بكل المقاييس لأن وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي كانت عازمة على التطبيق وقالت (لا يهم إذا فقدنا في بداية التطبيق عدد مقدر من الإيرادات ولكن التجربة حتماً ستنجح إذا عزمنا وسنعود بإيرادات كنا نفتقدها مع الورقي والتي تصل نسبة كبيرة جداً ربما (40%) من جملة الإيرادات القومية) وهنا نقول للمالية : مبروك النجاح وعلى العزيمة القوية في التطبيق (وإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين)
بالأمس احتفلت وزارة المالية بحرقها للورقي ليصبح في عداد الموتى وجبل طورية بغرب أم درمان شهد مواراة الجثمان وذلك عندما أشعل وزير الدولة بالمالية “عبدالرحمن” عود الثقاب في الأورنيك الورقي بباحة وزارته إيذانا بالحرق الكامل لبقية الأرانيك والبالغة (108245) والتي حرقت بطورية بعد أن حملتها أكثر (10) شاحنات ليطوى التاريخ حقبة من الزمان ويصبح الورقي تاريخ تعيد قراءاته الأجيال الباحثة عنه في دار الوثائق المركزية والتي اعتدنا أن نجد بها ماضينا التليد التحية لها ولتاريخنا السوداني الجميل
إنها الحوسبة والحكومة الإلكترونية التي ألغت بظلالها الجميلة علينا وقريباً جداً سنودع القلم والورق فحتى السبورة في المدارس سينتهي أمرها بعد أن تحل مكانها أجهزة الحاسوب ونسميها المدارس الإلكترونية
فالسودان جزء لا يتجزأ من المنظومة العالمية التقنية ولكننا نتخوف في بداية الأمر ثم ما نلبث أن نتعود ونعدد بعد ذلك المزايا
الآن التقديم للجامعات أصبح عن طريق النت وكذا التقديم للحج والذي كان ناجحاً بعد أن ودع الحجاج الصفوف حيث أصبح بالمكان أن تقدم سواء للحج أو الجامعة المعنية عن طريق الهواتف الذكية حتى وإن كنت في المواصلات العامة فالأمر لا يكلفك أن تصل البيت لتفتح جهاز اللابتوب (إنها العولمة … والعولمة جاءت ومرحباً بها)
نهنئ وزارة المالية بهذا الانجاز الإلكتروني المتقدم ونقول لها والبلاد على أعتاب موازنة جديدة للعام 2016م :
نريد موازنة تلبي طموحات الشعب السوداني… نريدها تخفف عنا المعاناة وتزيل الفقر من وجوهنا لأن الفقر يظهر مباشرة في الوجوه وبحركة سريعة جداً يحول الشاب والذي لم يتجاوز عمره أل (25) عاما إلى شيخ في الستين (فهو ـ أي الفقر ـ للوجوه شواي) كما يقول شاعر الشمال في قصيدته (قومة من النباه) … إنه الفقر الذي لم نستطع محاربته حتى الآن
نريد موازنة تحمل في طياتها بشريات للشعب السوداني وزيادة مقدرة في الأجور مع العلاج المجاني و توظيف الشباب والخريجين الذين دخل البعض منهم المصحة لعدم مقدرته على تلبية احتياجاته ناهيك عن احتياجات أسرته
فهذه هي الموازنة التي نريد أخي الوزير

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية