مجرد سوأل
هل تصدق … (3) بصلات بـ(15) جنيهاً !!!
رقية أبوشوك
هل يعقل مثلاً أن يصل سعر جوال البصل إلى (1000) جنيه أي مليون بالقديم وأن يصل سعر الربع منه إلى (80) جنيهاً ؟؟؟ يحدث هذا بالرغم من الوفرة من المنتج وذلك مقارنة بسعر الجوال منه العام الماضي والذي بلغ (30) جنيهاً …. يا سبحان الله !!!!!!!
وبمعادلة حسابية بسيطة فإن حلة الملاح بحاجة إلى بصل بـ(15) جنيهاً يعني أربع بصلات لطبيخ واحد … بمعنى أن حلة الملاح الواحدة والتي تكفي لغذاء أو فطور ثلاثة أشخاص تكلف قرابة الـ(50) جنيهاً، وذلك إذا وضعنا في الاعتبار اللحمة والصلصة والبهارات والغاز.
فقد حكى لي أحد المواطنين بأنه ذهب لشراء (البصل) من البقالة التي في الحي وقد وجد ثلاثة بصلات في حجم الليمونة تم وضعها في كيس بـ(10) جنيهات، وكانت أسرته تنوي عمل (سخينة) للفطور في ظل هذه الظروف إلا أنه تراجع عن البصل واشترى موية فول مع موية جبنة …. إنها الأنيميا بعينها
فالأسعار إلى أين ؟؟؟ ولماذا ارتفع سعر البصل ؟؟؟ وهنالك وفرة وإغراق من جميع الاتجهات خاصة أن هنالك وارداً يومياً من بصل ولاية نهر النيل وبقية الولايات الأخرى المعروفة بإنتاج البصل، كولاية كسلا ومشاريع النيل الأبيض بالإضافة إلى إنتاج ولاية الجزيرة.
منتجو البصل فندوا ارتفاع الأسعار بعدم وجود التخزين لأن البصل لا يحتمل أن يكون بالخارج أياماً وأسابيع.
إذاً ما هو دور وزارة الزراعة لحل هذه المعضلة التي يجني ثمارها المواطن المغلوب على أمره، لماذا لا تتدخل الدولة لإيجاد حل جذري لارتفاع الأسعار ومعالجة الغلاء ؟؟؟ ليس بنقاط ومراكز البيع المخفض وإنما بإعلان سياسات وأسعار لمختلف السلع حتى وإن اعتبر ذلك خرقاً لسياسة التحرير، لأن سياسة التحرير لا تعني الفوضى بآي حال من الأحوال، كما كان يردد في السابق “عابدون” رئيس اتحاد عمال السودان.
اللحوم ارتفعت والسكر والدقيق ومعظم السلع ولا يهم كثيراً إذا انخفض التضخم أو ارتفع لأنه لا تأثير له في السلع وانخفاضها.
نتحدث عن ضرورة الإنتاج والتوسع فيه ونغرق الأسواق والأسعار تعانق السماء …نتحدث عن التوسع ولا نحمي إنتاجنا بالتخزين ولا أظن أن المنتجين لديهم مانع في أن تأخذ الجهات المعنية بأمر التخزين نسبة من أجل التخزين، لأنهم في النهاية يعملون من أجل مصلحتهم ومن أجل مصلحة البلاد والمواطن.
ننتج السكر من مصانعنا المحلية ولا نحميه ونغرق أسواقنا بالسكر المستورد ليضرب الكساد إنتاجنا المحلي من هذه السلعة الإستراتيجية ويضرب الكساد أيضاً المصانع حتى عجزت عن توفير قطع الغيار من أجل دوران ماكينات الإنتاج لأن إنتاجها (بائر) بالأسواق والمواطن لجأ للسكر المستورد، فالمعادلة جد صعبة للغاية.
كنا في الماضي نتحدث عن إنشاء عدد من مصانع السكر لنمزق فاتورة الإنتاج وهنالك مصانع أكملنا دراسات جداواها كمصنع سكر الرديس مثلاً ولكنه مات وماتت الفكرة.
لماذا نحطم أفكارنا وأشياءنا الجميلة بأيدينا ونحن أصحاب الفكرة والتخطيط ؟؟؟
فلابد من الجلوس لنتفاكر أولاً من أجل حماية منتجاتنا وإنتاجنا الوطني، حتى لا نفقده ومراجعة الأسعار والإعلان الفوري لسياسة فلنسمها (إعادة الأسعار إلى رشدها)، ورفع شعار من شاكلة (نحن لم نخرق سياسة التحرير ولكن فقط من أجل المواطن).
الابتسامة الآن غادرت شفاه الكل لأن لا شيئ يدعو للابتسامة في ظل الغلاء … فقد يموت والدك بين يديك أو ابنك وأنت تقف عاجزاً في توفير جرعة دواء في ظل ارتفاع أسعار الأدوية.
وفوق كل ذلك جوال البصل يصل مليون بالقديم حتى كان حاولنا نعمل (سخينة) لا نستطيع !!!!!!!!