النشوف اخرتا
سيبك من السياسة.. خليك في الحب
سعد الدين ابراهيم
“نزار قباني”- عليه رحمة الله- اتكلم عن الحب عندو وإنو وراثة قال أختو “وصال” انتحرت عشان ما عرسوا ليها الزول البتحبو.. قال “نزار” عن أبوهو عمك “توفيق القباني” إنه كان إذا مر به قوام امرأة فارعة ينتفض كالعصفور وينكسر كلوح من الزجاج وقال: كانت قراءة رسالة أو بكاء طفل أو ضحكة امرأة تدمره تدميراً كاملاً. كان جباراً أمام الأحداث الجسام، ولكنه كان أمام وجه حسن التكوين يتحول إلى كوم رماد.
الواحد يتمنى: يا ريت لو كان أبو “نزار” أبوي!! لكن مين أدراك إنو أبوي ذاتو ما كان زي أبو “نزار” لكن لأن مساحة المسكوت عنه كبيرة وواسعة فلا يمكننا ملاحظة ذلك.
هل فكر أحدكم مثلاً: هل كان أبي يحب أمي؟ هل كان يحب بمعنى الحب؟؟ سؤال مجرد التفكير فيه يعدّ “قلة أدب”.
الطريف أن الراحل “نزار قباني” قال: دعوني أعترف لكم أنني بالرغم من سمعتي كشاعر حب فإنني نادراً ما وقعت في الحب.. خمس مرات.. ربما في مدى ثلاثين عاماً.
يا سلام يعني في كل ست سنين بتحب مرة.. وبرضو شايفها شوية، وانحنا مع واحدة في كل عمرنا يا “نزار” يا طماع.. أنحنا نقول شنو غير الله يخلي لينا “البلنتي” ويديها العافية.
هل نحن نعرف الحب الحقيقي؟ هل نعشق ونحب ونذوب وجداً؟؟ لا أحد يستطيع أن يتحدث عن ذلك.. الحب عبارة حساسة جداً ومنطقتها خطرة يجب أن لا نتحدث عنها.
حتى العشاق، وسألت مجموعة منهم هل يقولون لحبيباتهم (المزعومات) أحبك كلهم لم يقولوها وإن اعترف البعض بأنهم يكتبونها في خطابات أو رسائل موبايل.. لكنهم لم ينطقوها على الإطلاق، كأنما إذا قال الشخص لمن يحبه “أحبك” فهو قد ارتكب جرماً.
قل لابنتك وسط صويحباتها “أنا أحبك يا فلانة”، ستضحك صاحباتها ويتغامزن، وربما حكينها على سبيل التندر: “الراجل الما بختشي ده بقول لى بتو بحبك”؟!!
قل لزوجتك “أنا أحبك” ولتسمع ذلك جارتها حتى تصفك بالرشاقة وخفة الدم إن لم يكن الهبالة والعوارة!!
حتى أنني أخال الشاب العاشق والذي يمسك بيد محبوبته في شارع النيل وهو لا يستطيع ذلك خوفاً من أمن المجتمع.. دعوني أخاله يسير مع محبوبته دون أن يمسك يدها ويقول لها: “أحبك”، أراهن على أنها ستلتفت يمنة ويسرة، وقد تخاطبه: “إنت مجنون؟؟”.
قد يقول قائل ليس بالضرورة أن تقول أحبك. يكفي أن تحمل الحب في دواخلك وتظهره بهمسة أو بلمسة أو بهدية أو بكلمة، لكن الكلمة ذاتها ماذا ستكون سوى أحبك!!