نوافذ

سأزفك عريسا للبوح

الآن فقط …سأمنحك ما تريد …وبلا مقابل …الآن سأبوح لك بما لم تقله لك أنثى من قبل …الآن سأعيد ماضي علاقتي بك دون قيد ولا شرط…بعد زمن مضى من الصمت المحتدم بيننا ….سأزفك اليوم كما لم تزف القصائد عريساً ..وسأمجدك كما لم تمجد النساء حبيباً ….لأنك كنت حينما لم أكن بعد..ولأن عشقك كان لبنة العشق الأولى وأنا بعد صبية…جئتك الآن وأنا في كامل وعيي ..وبرضاي التام ….بعد هجران طالت أعوامه..لظروف مختلفة لم تكن بيدي حينها ….ربما للجغرافيا أثرها فيها ..ولمشاغل الحياة نصيب ….فليست الأماكن كلها تحتويك …رغم أنك اعتدت أن تحتوي الأماكن ….لذا استحال الوصل بيننا رغم ما بيننا من الود… لذا أفتح ذراعيك لأن الشوق أكبر من أن تصافحك الأنامل …وما مضى من الزمن لم يكن بالسهل الذي تغني عنه براحات الأكف….
أيها البحر ….اشتقت أن أوزع الحلوى على شطك الناعس …أن أرتب خصل الرمل كلما بعثرها الهواء عن قصد أو عن غير قصد…
اشتقتك وأنا على بعد أمتار منك …إلا أن ما بيننا كان أكبر من أجيئك ببحر من الصمت لا يدانيك علوا …ولا يقاربك مكانة …
اعتدت أن أمنحك ما تشتهي من الأسرار ….لأنك وحدك القادر على حفظها ….اعتدت أن أثور أمامك دون كل الناس …لأنك الوحيد الذي تبادل ثورتي بصمت احترمه كثيراً ..
واعتدت أن ارتب معك أولوياتي ..فتجيئني الأمواج حين ترسلها أنت  لتمنحني الدفء كما يرسل والد بنته لتواسي أختها حين مصيبة …
أحبك كيفما تشتهي …أحبك حباً يجعل الدمع يعانق رملك كلما التقيتك خفية …
حب يملي عليّ احترامك كل صباح كما تملي الزوجات على أرباب البيوت طلباتهن  …
أعشق هدوءك ..وثورتك ….بوحك وصمتك …أسرارك التي اختارتك مخبأ منذ آلاف السنين …بل مذ عرفت الحياة طريقها إليك…
أفتح ذراعيك لأن ما بى أعظم من أن يحتضنك البصر …دعهم يقولون أنني أحاول أن أموت عمداً…دعهم ..لأننا..أنت وأنا..نعرف أن الشوق لا يلتفت لمثل هذه الترهات…
أمنحني السعادة لأن ما بي من الحزن لا يستطيع احتماله إلا أنت ..
وابتسم ..لأني اشتهي ابتسامتك البريئة تلك …أنت علمتني أن لكل حزن نهاية ….لذا حملت مالا نهايات حزني وجئتك كما بلقيس …إذ حملت هداياها وجاءت لسليمان …غير أنني أتيتك دون أن يأتيك هدهداً ما بخبري …ولم تنتزع حوريتك عرش قلبي لأجيء بحثاً عنه كما عرش بلقيس …بل أتيتك  وأنا أوقن أنك عشقي السرمدي ..

مشاركة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية