أرجوحة "الهندي عز الدين" و"أحلام مستغانمي"
في زمهرير شتاء قادم على الأبواب ولهيب صيف غادر بعد أن أناخ بكلكله سبعة شهور عجاف.. ها هو “الهندي عز الدين” ينصب لنا أرجوحة فوق الهواء الطلق على صفحات (المجهر) من خلال يراع نازف بالشهد المصفى وحبر تدلقه “أحلام مستغانمي” من دواة العشق المستحيل في رواية باذخة اسمها (الأسود يليق بك).. ما تركتنا نستريح قليلاً أخي “الهندي عز الدين” بعد أن طارت بنا “أحلام” مليون فرسخ بسطور وحروف نقشت فوق ذاكرتنا كالوشم الجميل في روايتها قبل الأخيرة (ذاكرة الجسد) هي رواية ماطرة بدموع العاشقين النازفة أكبادهم من شدة الصبابة وتباريح العشق وحزنه الجميل كساعة رحيل المراكب الذاهبة إلى الجزر البعيدة.
أخي “الهندي عز الدين”، أفردت لنا صفحة كاملة في (المجهر) تؤرجحنا بها يوماً بعد يوم، تأخذنا بعيداً عن جراح السياسية، والساسة الذين أوصلوا (ربع البصل) إلى ثمانين جنيهاً فبات أغلى من التفاح.. يا سبحان الله، كأن هؤلاء الساسة لم يسمعوا تلك الكلمات الموروثة عن البصل حين يستهجنون الشيء بكلمة (ما تنفع ببصلة).. وها أنت أخي “الهندي عز الدين” لا تتركنا وشأننا مع “أحلام مستغانمي” وجئتنا اليوم من أقاصي الحزن بالشاهق “هاشم صديق” يتحفنا بقصيدة تأبى ألا أن تؤرجحنا هي أيضاً ما بين البكاء وفرح الجهال العائدين من المدارس في قصيدته (الغريب.. والبحر).
شكراً لك أخي “الهندي عز الدين”.. ولا نملك إلا أن نقول للأخوة في (المجهر): أنتم الآن تطبقون كلمات الكاتب والشاعر الألماني “برتولد بريش” حين قال: (إن الحديث عن جمال شجرة يمكن أن يتحول إلى جريمة إذا كان يعني السكوت عن جرائم أشد هولاً).. لك موداتي كلها أخي “الهندي عز الدين
“.
عبد الرحمن جكسا
لاعب الهلال السابق