تقارير

"إبراهيم الشيخ" يكشف عن اجتماع للمعارضة في أديس للتنسيق بشأن الاجتماع التحضيرى

المؤتمر السوداني  ينظم ندوة حول أزمات البلاد،يؤكد فيها طرحه حول الحكومة انتقالية
الخرطوم – طلال إسماعيل
ولد المؤتمر السوداني في اليوم الأول من يناير 1986 في قصر الشباب والأطفال بأم درمان، ليطرح رؤيته لحل أزمات السودان، وأستمد من المكان حيوية الشباب ،ليعمل وسط مكونات المجتمع في تحقيق أهدافه، ومابين ذاك التاريخ وإلى ليلة أول أمس (الجمعة)،  تطور المؤتمر السوداني في وسائل المقاومة والتغيير، ليحتفل بأول كورال غنائي له يحمل اسمه، ويردد أناشيد الخلاص ويلهب الحماس.
حرص المنظمون للندوة على إخراجها بصورة زاهية، لم ينسوا شاشات العرض والكراسي الفخمة والمنصة المزدانة بالحرير، ومكسوة بثياب ذهبية، وقبل بدايتها كانوا ينادون الناس عبر مكبرات الصوت، ولم تغلبهم حتى حيلة الملصقات الدعائية أو استخدام الموسيقى عقب صلاة العشاء للفت الانتباه، وكان أبرز الحاضرين “الصديق الصادق المهدي” و”أسماء محمود محمد طه”، و”محمد ضياء الدين”.
يقول رئيس حزب المؤتمر السوداني “إبراهيم الشيخ” :
 هنالك أزمة اقتصادية أبرز تجلياتها الأسعار الطاحنة ، وارتفاع سعر الدولار إلى  (11) جنيه، وخروج الزراعة والصناعة من موارد الدولة ، وانخفاض حاد في أسعار البترول، والنظام وصل إلى طريق مسدود للخروج من الأزمة الاقتصادية . وفي وقت مبكر جداً طرح النظام قضية الحوار كمخرج من أزمته الاقتصادية والاجتماعية وقضية الحرب والسلام والعلاقات الخارجية وقضية الهوية من خلال خطاب الوثبة ، وتداعت الأحزاب إلى قضية الحوار وقالت إنها ليست ضد مسألة الحوار بشكل مبدئي وأي حوار من شأنه أن يفكك نظام الإنقاذ، ويعيد بناء الدولة السودانية على أسس جديدة، كل الناس مدت أياديها وقالت مرحباً بالحوار، و في مسار الحوار في الجولة الأولى، أتضح أن النظام كان غير جاد، رغم أن أحزاب المعارضة كلها ذهبت إلى أديس أبابا وأنجزت وثيقة نداء السودان، ومنها إلى برلين وعمقت نداء السودان ، وحددت متطلبات الحوار بشكل أوضح ، ودعت إلى تهيئة المناخ من خلال إيقاف الحرب أولاً ، وإلغاء القوانين المقيدة للحريات، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، ووقف الانتخابات، آنذاك، وكان هذا مجمل ما أثارته المعارضة من خلال نداء السودان،  الذي يتشكل من قوى الإجماع الوطني (17) حزباً سياسياً – وحزب الأمة القومي ، ومبادرة المجتمع المدني والجبهة الثورية . وأضاف “الشيخ” : لدينا مع النظام تجارب كثيرة في عدم تنفيذ مخرجات الاتفاقيات منذ توقيع “رياك مشار” و”لام أكول” مع النظام اتفاق سلام الداخل، مروراً باتفاقية نيفاشا وأبوجا وغيرهما، ونحن نطرح تشكيل حكومة قومية انتقالية كمطلب أساسي ليكون هذا الحوار مثمراً ومنتجاً ،ويحدث التحول المنشود، ونتائج الانتخابات الأخيرة شكلت صدمة كبيرة لقيادات الحزب الحاكم بمن  فيهم الرئيس نفسه، الذي وصفهم في لقاء مشهود بأن المؤتمر الوطني لا وزن له، وهنالك تطورات كثيرة وقعت بعد الانتخابات، أضطرت وزير الخارجية “إبراهيم غندور” لأن يطير إلى أديس أبابا ليلتقي “ثامبو أمبيكي” على عجل و يتفاكر معه لفتح أفق جديد للحوار،  وهذا الواقع يستدعى أن تلتقي قوى نداء السودان في لقاء قريب، ومن خلال قوى الإجماع الوطني ونداء السودان ،الذي نسعى من خلاله لتشكيل معارضة متجانسة، وفي اجتماعنا القادم مع قوى نداء السودان سنطرح بشكل موضوعي رؤيتنا حول اللقاء التحضيري في أديس أبابا.”
يقول رئيس اللجنة الاقتصادية بحزب الأمة القومي “الصديق الصادق المهدي” إن السودان كأحد دول العالم الثالث يواجه تحديات ومشاكل من ضمنها هشاشة التكوين القومي ، وعدم وجود تنمية متوازنة ومعادلة استقرار الحكم والاحتفاظ بعلاقات دولية متوازنة، وتحدي حسن الجوار.  وأشار “الصديق” إلى ارتفاع نسبة الفقر في البلاد بمعدلات كبيرة وقال :” حصلت الهجرات للخرطوم وهجروا الأهل من الأرياف – وهم أهل الإنتاج الحقيقي- وجاءوا إلى الخرطوم، والسؤال الذي يتبادر الى ذهني : القاعدين في الولايات قاعدين ليه؟ ركزوا الخدمات والتنمية في الخرطوم ،وهي للسودانيين كلهم ، وإذا استمر الوضع هكذا فمن حق أي مواطن سوداني ( يجي يكابس) في الخرطوم.
ودعا “الصديق” إلى وضع أسس جادة لعملية الحوار الوطني تتفق عليها قوى نداء السودان ، ويكون الحضور محصوراً بأصحاب القضية الحقيقية – على حسب قوله – ويرأس الحوار شخصية محايدة وأجندة يتم الاتفاق عليها ، والتنسيق مع الوساطة الإفريقية والمجتمع الدولي على منطوق القرار (539). وقال :” هنالك حقيقة ينبغي أن لا تغيب عنا، هؤلاء مراوغون بشكل كبير جداً، ولكن الأزمات تحاصرهم ، ويمكن أن نحفظ وحدة صفنا ونلتزم بالبرامج المتفق  عليها ، وإذا جاءت نتيجة الله أكبر ولله الحمد، وإذا لم تأت النتيجة، فإن الخيار الآخر هو الانتفاضة الشعبية ،
من جانبها قالت رئيس الحزب الجمهوري “أسماء محمود محمد طه” : الدين يشمل جزء كبير من حياتنا وعاطفتنا ولذلك نستغل به بصورة كبيرة جداً،   وأعتقد أنه إذا لم تحدث توعية دينية، ونسحب البساط من تحت النظام وتعريته أفتكر أن أزمة عدم الحريات ستواجهنا دائماً، وهذه قضيتنا مع النظام، وهذا ما استند عليه مسجل التنظيمات السياسية في أن لا يمارس الحزب الجمهوري أعماله، باعتبار أننا مرتدين وأننا كفار.” وأضافت بالقول :”  الحق الأساسي في الحريات والحياة، وبعد ذلك كل شئ تابع له.  ولابد من طرق القضية من أساسها، والحل أن لا نعطي أي فرصة لأي حكومة أن تتدثر باسم الدين في المستقبل، ونحن ندعو لدولة تقوم على الديمقراطية والمواطنة وحقوق الإنسان، وهذه مسألة ينبغي أن لا نتنازل عنها إطلاقاً.”
وحرضت “أسماء” على مقاومة مشروع الأمين العام للمؤتمر الشعبي “حسن الترابي” في توحيد الجماعات الإسلامية وزادت:” أعتقد أن حديث “الترابي” غير صحيح ، وهو لإلهاب عاطفة الشعب السوداني لمقاومة الأحزاب العلمانية، ولابد من الفصل، قبلا، من رجالات الدين، وقضيتنا الأساسية أن ندعو لحكومة مدنية تقوم على الحقوق المتساوية واحترام الناس، ونبتعد عن استغلال الدين من أجل السياسة.” وختمت قولها :” أنا شامه ريحة أكتوبر، أكتوبر التانية جايه.”

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية