"محمد العالم آدم أبو زيد" أمين أمانة الحكومة والأمن والدفاع بالمؤتمر الشعبي لـ(المجهر)
ورقة المؤتمر الشعبي في لجنة قضايا الحكم أحدثت صدمة بالدعوة لحكومة انتقالية
اقترحنا في لجنة قضايا الحكم أن يتولى “البشير” رئاسة البلاد في المرحلة المقبلة
دعونا إلى أن تتكون الحكومة الانتقالية من المستقلين بنسبة (70%) وأقل تمثيل للأحزاب والحركات
لا اتفاق تحت “التربيزة” بين الشعبي والوطني بشأن الحوار ومخرجاته
حوار – طلال إسماعيل
فجر المؤتمر الشعبي مفاجأة سياسية من العيار الثقيل داخل لجان الحوار بتقديمه ورقة حول تشكيل حكومة انتقالية لإدارة البلاد في المرحلة القادمة، مما جعل نائب رئيس المؤتمر الوطني “إبراهيم محمود” يسارع إلى القول إنها مجرد أوهام.. (المجهر) وضعت الأسئلة المتعلقة بالموضوع والورقة أمام “محمد العالم آدم أبو زيد” أمين أمانة الحكومة والأمن والدفاع بالمؤتمر الشعبي.
“محمد العالم” أستاذ في كلية القانون جامعة النيلين، وهو من مدينة مليط.. درس مراحله الابتدائية والمتوسطة في الفاشر بشمال دارفور قبل أن يتخرج في جامعة أم درمان الإسلامية 1990 ونال منها درجة الدكتوراه عن المسؤولية العقدية في القانون المدني.. وجاءت ردوده كالآتي..
{ بعد تصريحات مساعد رئيس الجمهورية “إبراهيم محمود” بأن (الحديث عن تشكيل حكومة انتقالية مجرد وهم).. ألا ترون أن هذا الحوار لا قيمة له؟
– لا.. لا.. أصلاً الحوار مشروع وطني كبير تداعى له الناس من كل صوب، ويجب أن يستمر ولن تؤثر عليه أي تصريحات هنا وهناك.. هذه التصريحات ردة فعل، لأن الورقة التي تقدمنا بها في المؤتمر الشعبي في لجنة قضايا الحكم كانت ورقة أحدثت صدمة لبعض الناس، لكن هي رؤية الحزب والسقف الذي دخلنا به.. رؤيتنا في حكومة انتقالية وإعطاء السلطة للشعب عن طريق الانتخابات.. هذا ما نرى.. المؤتمر الوطني عضو معنا في اللجان يقدم ورقة بما يرى، وكل الأحزاب تقدم ورقة بما ترى.. لكن في لجنتنا عدد من الأحزاب تقدم نفس الرؤية اتفاقاً واختلافاً مع زيادة أو نقصان في أن الحكومة الانتقالية هي ضرورة المرحلة.. الحوار بدأه رئيس الجمهورية وهو رئيس منتخب في انتخابات أجريت قبل فترة بسيطة، ومع الفوز الذي أعلن جاء للحوار بقلب وعقل مفتوحين.. ولن تؤثر مثل هذه التصريحات.. ويبدو أن الأخ مساعد رئيس الجمهورية لم يستوعب خط رئيس الجمهورية…
{ (مقاطعة).. لكن كيف لا يستوعب من هو في مقام ووزن “إبراهيم محمود”؟
– نحن يهمنا “إبراهيم محمود” باعتباره مساعد رئيس الجمهورية نائب رئيس الحزب الحاكم المسؤول عن الحزب الحاكم في الهيئة التنسيقية العليا الـ(7+7)، وتصريحاته قطعاً لها أهمية، لكننا نعدّ أي تصريح خارج دوائر الحوار لا يعنينا كثيراً، فقط تعبر عن انفعالات أصحابها.. ورئيس الجمهورية قال إن ما يفضي إليه هذا الحوار بمثابة الأمر المقضي فيه.. الرئيس يقول ذلك وشخص آخر يقول غير ذلك، هذا تناقض طبعاً.. نحن نصدق الأخ الرئيس ونثق في أنه يقود هذا المشروع إلى آخره.
{ معنى هذا أن هنالك تياراً داخل المؤتمر الوطني يقف ضد مخرجات الحوار الوطني؟
– نحن في المؤتمر الشعبي لدينا أناس ضد الحوار نفسه، لكن غالب المؤتمر الشعبي مع الحوار.. ومؤكد في المؤتمر الوطني هنالك تيارات ضد الحوار وتيارات قبلت الحوار، لكنها ضد الحكومة الانتقالية، لأن الحكومة الانتقالية ستأتي على حساب آخرين.. لكن ستعطي الوطن دفعة كبيرة للأمام.
{ ما هي رؤيتكم حول قيام الحكومة الانتقالية؟
– مقترح المؤتمر الشعبي هو يجب أن يسود الدستور الانتقالي مع بعض التعديلات.. يسود فترة من الزمان يرأسها شخص مستقل أو رئيس الجمهورية، هذه الحكومة تكون حكومة ذات مهام محددة. منها إنفاذ مخرجات الحوار والتمهيد لانتخابات عامة عادلة في كل السودان.. وهذه الانتخابات تأتي بمجلس تأسيسي هو الذي يضع الدستور.. فكرة أن يضع الدستور نخبة أو سياسيين أو عساكر هذا زمانه انتهى.. الدستور يجب أن يوضع عبر ممثلين للشعب عبر انتخابات عامة في مجلس تأسيسي، وحتى يقوم المجلس التأسيسي تكون هنالك حكومة يرأسها رئيس الجمهورية الحالي، وهو خيارنا الذي قدمناه.. والإجماع في اللجنة يسير في هذا الاتجاه.
{ هل هنالك مقترحات أخرى؟
– لدينا ثلاثة مقترحات.. إما أن تؤول الرئاسة إلى فرد مستقل، أو تؤول لمجلس ثلاثي بينهم امرأة، أو يبقى رئيس الجمهورية في منصبه وهو الأقدر على هذا القرار.
{ البعض يعتقد أن هنالك اتفاقاً ما بين الوطني والشعبي حول المرحلة القادمة؟
– إذا كان هنالك اتفاق لن تكون ردة الفعل بهذه الصورة، فغالب الناس صدموا من ورقة الشعبي في قضايا الحكم.. الشعبي تقدم برؤيته في الحكومة الانتقالية وعرضها للناس للنقاش والآن هي ورقة حركت الحوار بشكل جيد.
{ هل توقفت لجنة قضايا الحكم عن مواصلة جلساتها بعد تصريح “إبراهيم محمود”؟
– لا.. لا.. أبداً.. فقط اللجنة طلبت من رئاسة الجلسة واللجنة أن تستوضح هذا، لأن هذا فيه استهانة بالحوار، لكن في النهاية نحن لن نقف.. والحوار هذا مشروع لكل سوداني، ولن نترك أية جهة تعبث بالحوار، وهو خط أحمر، ومشروع كبير سندافع عنه حتى النهاية.
{ ممن تتشكل الحكومة الانتقالية؟
– الحكومة الانتقالية نرى أنها تتكون في ورقة المؤتمر الشعبي، إذا كان على مستوى الوزراء، من (20) وزيراً خمسة منهم نساء، و(15) من الرجال، الشباب والمعاشيين والعسكريين القدامى والأكاديميين وقادة الخدمة المدنية المستقلين، وبعضهم من الحزبيين والحركات.
{ هل هنالك نسب للأحزاب؟
– نحن نرى أن تكون أقل نسبة للأحزاب والحركات المسلحة، والأغلبية للمستقلين (70%).. هذا رأي الشعبي.
{ لكن البعض يؤكد أن هنالك اتفاقاً مع الوطني أو الرئيس “البشير” بخصوص الحكومة القادمة؟
– اتفقنا مع الوطني على أن السودان مأزوم ويجب أن ينقذ عبر حوار، والحوار نتائجه تكون ملزمة للجميع.. ولنا أشواق مشروعة، أثناء الفترة الانتقالية يمكن أن تتحد غالب الأحزاب، بدل (127) حزباً نكون أربعة أو ثلاثة أحزاب. تتفق أحزاب الأمة مع بعضها البعض، والاتحادي مع بعضها البعض، حتى يعرف المواطن لمن يستمع.. هذه هي رجاءات الفترة الانتقالية.
{ هل تتوقع لهذا الحوار أن يمضي؟
– لديّ ثقة مطلقة أن هذا الحوار سيمضي إلى آخره، ونتائجه ستكون ملزمة ومرضية للجميع، حتى الذين رفضوا المشاركة سيذهلون بالنتائج وسيحلقون به.. والآن اتصل بنا بعض الذين رفضوا الحوار وأبدوا إعجابهم بورقة الشعبي.
{ من هم؟
– بعض الحركات وبعض الأحزاب، أبدوا إعجابهم بهذه الورقة.
{ الورقة هل استصحبت رؤية أحزاب المعارضة؟
– نحن مع التحالف، باعتبارنا جزءاً منه.. لكن نحن دخلنا الحوار، وبعضهم رفضه.. هذه الأحزاب بعضها عذرنا وقال ادخلوا الحوار طالما أنتم على قناعة به.. وقالوا لكن هذه الحكومة لن تمضي بالحوار، فقلنا لهم سندخل الحوار وسنأتيكم بنتائج إيجابية، لأن السودان الآن وصل مرحلة تشظٍ واحتراب وأزمات، وما استطاعت الحكومة أن تمضي ولا استطاعت المعارضة أن تسقط النظام.. افتكر أن الرئيس “البشير” في لحظات وطنية كبيرة قرر أن يخوض هذا الحوار، وأقنع كل أفراد حزبه أن يخوضوه.
{ هل من التزام من الرئيس “البشير” لقيادة المؤتمر الشعبي بتنفيذ مخرجات الحوار؟
_ لا.. فقط المعلن أمام الناس…
{ (مقاطعة).. لا.. أقصد اتفاق تحت التربيزة؟
– لا أمام الناس فقط.. ما نتفق عليه هو الذي سيكون حاكماً.. وقالها رئيس الجمهورية.
{ الناس لا يثقون في المؤتمر الوطني ولهم تجارب سابقة؟
– القناعة أولاً، كان المؤتمر الوطني يمكنه أن يحكم السودان بمفرده ويظل حاكماً.. السودان خرج منه الجنوب، وأزماته تلاحقت والأحوال تتغير من وقت إلى آخر، ورؤساء وقادة الأمم تأتيهم لحظات ويغيروا مسار التاريخ.
{ هناك حديث عن تخلي الرئيس عن رئاسة المؤتمر الوطني وتحوله لشخصية قومية؟
– هذا طبعاً قرار يرجع للرئيس، لكن قطعاً سيكون هنالك جديد بعد الحوار.
{ المؤتمر الشعبي طرح النظام الخالف ولا أحد يعرف عنه شيئاً؟
– هو المنظومة الخالفة المتجددة التي نأمل فيها.. هي حلم مشروع، كما قلت لك في البداية الأحزاب كثيرة في السودان أكثر من (100) حزب هذا مدعاة للحزن.. يجب أن نتجه لتغيير هذه الأحزاب، ويمكن أن يكون النظام الخالف علاجاً لهذه الأزمة.. قد يجتمع (20) أو (40) حزباً، ويتداعى الناس، وربما في أحزاب الأمة يظهر عدد من الأشخاص يوحدونها.. ما نريده أن يتحد أهل السودان على أحزاب قليلة، حتى يعرضوا على الناس بضاعتهم ليختاروا.. هو فقط حلم وأمل مربوط بالحريات، متى ما أتيحت الحريات نرجو أن تقوم هذه المنظومة.
{ إذا لم يصل الحوار إلى نتائجه المرجوة منه.. ماذا تتوقع أن يحدث؟
– الحوار الوطني إذا فشل أعتقد أن السودان سيدخل أزمة كبيرة وتاريخاً مختلفاً، ووضعاً مختلفاً عن السابق.. ربما يتشظى أكثر ويحترب الناس بصورة أكبر.. وربما تؤول الأمور في الاقتصاد إلى الأسوأ في الوحدة الوطنية وفي علاقاتنا.. أظن ستكون مصيبة كبيرة.. وأعتقد أن ينتهي الحوار بنهاية هذا العام إلا إذا كانت هنالك عودة لبعض الأشخاص المهمين مثل الأمام “الصادق المهدي” أو دخول بعض الحركات المسلحة الإضافية، إذا أرادت الحكومة أن يأتوا عبر مؤتمر تحضيري.. ونحن ضد المؤتمر التحضيري.. لكن لا أعتقد أنهم سيزيدون شيئاً على ما طرح.
{ توقعنا مشاركة “جبريل إبراهيم” في جلسات الحوار باعتبار أن حركة العدل والمساواة هي الجناح العسكري للمؤتمر الشعبي؟
– هذا يؤكد أن العدل والمساواة ليست صنعة المؤتمر الشعبي.. إذا كانت جناحاً له للبت النداء.
{ أليست هنالك اتصالات معهم؟
– بذلنا كل الجهود الممكنة لكل من نعرف من الناس ليأتي للحوار.. هي مجرد دعوات ومحاولات للإقناع.. لكن بعضهم يتخوف حتى الآن من الحكومة.. نحن لدينا عضوية خارج السودان تتحسب من الدخول للسودان، ولا تصدق النوايا.
{ دكتور “علي الحاج” منهم؟
– دكتور “علي الحاج” لديه بعض المهام، وهو رجل ينزل عند قرار الحزب ومؤسسي جداً.
{ ما هي هذه المهام؟
– اتصالات خاصة بالحزب وحالما تنتهي هذه الترتيبات سيأتي.
{ أنت أمين أمانة الحكومة بالمؤتمر الشعبي.. هل وضعت تشكيلة الوزراء من حزبكم الذين سيشاركون في الحكومة الانتقالية؟
– (ضاحكاً).. لا.. لا.. نقصد بالحكومة الأمور المتعلقة بالدستور والحكم المحلي والخدمة المدنية، وهذه جزئية مهمة أهملتها الأحزاب.. الخدمة المدنية والحكم المحلي والمجالس الوطنية هذا أمر مهم جداً، لكنه مهمل.. وتحديد أسماء الوزراء هذا طبعاً مجرد وهم عند الناس، أنا لا أعرف حتى أحدد مصير المؤتمر الشعبي.
{ هل ستشاركون في الحكومة الانتقالية؟
– رأينا أن كل من يشارك في الحكومة الانتقالية يمنع من دخول الانتخابات حسب القانون، وبالتالي فمن يدخل من المؤتمر الشعبي في الحكومة إذا قدر له أن يشارك، فمحظور وممنوع عليه المشاركة في الانتخابات.. ونحن نرغب في دخول الانتخابات.
{ هل هنالك قرار بخصوص المشاركة في الحكومة؟
– لا.. هذا سابق لأوانه ولم يصدر بعد.
{ انعقاد مجلس شورى المؤتمر الشعبي تأخر كثيراً رغم المرحلة المهمة.. وكذلك قيادة الحزب لم تجتمع؟
– لا.. المؤسسية تقوم على أكمل وجه، الأمانة العامة منتظمة جداً في اجتماعاتها، القيادة تنتظم بعض الشيء، لكن الظروف المادية صعبة جداً.. الشورى لم تعقد، لكن بالتمرير نتشاور في الأمور.
{ متى كان آخر اجتماع للقيادة؟
– اجتمعت في 2013.. لكن على تواصل مع كل القيادة، ونتشاور في كل القضايا.
{ البعض طرح خط الوحدة مع المؤتمر الوطني لكن لم يصدر قرار تنظيمي بعد؟
– الأشواق لدى بعضنا مثل هذه، ونحن كحزب دخلنا الحوار ونرجو فترة انتقالية.
{ من اتخذ قرار المشاركة في الحوار بعد دعوتكم إلى إسقاط النظام؟
– هيئة القيادة، استعرضت جملة من الاحتمالات بعد أحداث سبتمبر، منها أن يعود المؤتمر الوطني ويحاور الناس، وإذا فعل ذلك ندخل معه في حوار، وهذا ما حدث.. نحن لم نقل مشاركة وقلنا أوقفنا الإسقاط وبدأنا الحوار.. ننتهي من الحوار وبعد ذلك إما نعود لمربع الإسقاط أو ندخل مع الحكومة في اتفاق عبر الحوار.. نحن هدفنا الرئيسي أن يصدر دستور من مجلس تأسيسي منتخب ونتداول السلطة في السودان في تعاقب نيابي ثابت بين الناس.
{ وقرار وحدة الإسلاميين؟
_ هذه أشواقنا.. أنا واحد من الذين يتوقون لوحدة الصف.
{ هذه الأشواق صارت وكأنها قرار تنظيمي؟
– أنا شخصياً لن أدخر جهداً في أن أدفع بهذا الحلم إلى نهاياته، حتى إذا فشل سأعمل جهدي لتوحيد الحركة الإسلامية، بل الخطأ كل الخطأ والأزمة والحزن كان في الفراق، وكان فراق اضطرار.
{ معنى ذلك أن ما حدث كان عبارة عن مسرحية سياسية ولم يكن انقساماً في صف الحركة الإسلامية؟
– مسرحية فيها دماء وتشظي وطن كهذا؟؟ لا يمكن أن تكون مسرحية.
{ كيف ترى مستقبل الشيخ “حسن الترابي” بعد الحوار ومن سيخلف موقعه في الأمانة العامة؟
– شيخ “حسن” ما زال ما شاء الله.. نسأل الله أن يمتعه بالصحة وهو ما زال قادراً على العطاء، وهو دائماً يرغب في أن ينسحب، لكن لا يُترك من قبل إخوانه خاصة في هذه الفترة بعد نهاية الحوار.. ربما يتفرغ لأمور أكبر إذا نجح الحوار واستقر السودان، وقطعاً سيتفرغ لأمور أكبر في العالم، في قضايا الفكر والتفسير، وقضايا كبيرة تهم المسلمين خاصة وهو ذخيرة وثروة فكرية وقانونية كبيرة نحتاجه جداً ويحتاجه العالم.
{ كيف سيسير الحزب من دون الشيخ “الترابي”؟
– الحزب مؤسسي.. صحيح لشيخ “حسن” وزنه ووقعه وتاريخه ونضالاته، لكن حوله حزب ومؤسسة كاملة.. صحيح نحن نستمد منه أشياء كثيرة لكن الحزب يستطيع أن يمضي بما ترك الشيخ “حسن” من فكر وثوابت وقواعد.