رأي

مسألة مستعجلة

مهلة الجواز القديم وحرفية المباحث
نجل الدين ادم
إدارة الجوازات أعلنت أول أمس رسمياً أن الرابع والعشرين من الشهر الجاري سيكون آخر موعد للتعامل بالجواز الأخضر – القديم، بمعنى أنه سيصير مجرد ورقة بلا قيمة. وحسبما أشارت الإدارة إلى أن الخطوة تأتي في إطار الإلزام الدولي الذي استوجب العمل بالجواز الالكتروني. حسناً عذر مقبول جداً، ولكن كان على وزارة الداخلية أن تقوم بتهيئة واسعة للجمهور بهذا الانتقال وترك مساحة زمنية كافية تمكن كل من يجمل جوازاً قديماً بتغييره بآخر جديد، صحيح أنه حدث تنبيه قبل فترة ليست بالقصيرة ولكن كان يفترض أن تتبعها إجراءات عملية، تمكن كل حامل جواز قديم من استبداله بتخفيض قيمة الاستخراج مثلاً وتسهيل الإجراءات ووصول المستهلك إلى موقع عمله وسكنه إن استدعى الأمر وإلى آخره من الإجراءات الاحترازية، كما جرى الحال في أمر الرقم الوطني الذي وصل الأمر بالقائمين على أمره أن يصلوا الناس في بيوتهم وفي الفرقان والعمل صباح مساء وفي العطلات وبالمجان كمان. اعتقد أن هذه الحالة لو قدر لها أن تكون في معالجة أمر الجواز الأخضر، لما وصلنا إلى هذه الحالة التي جعلت المواطنين أمس عندما طالعوا الخبر والمهلة المحددة أن يشعروا بحيرة من أمرهم. والسودانيون معروف عنهم أنهم لا يحبون الشراء إلا في يوم الوقفة!، وقبل أن تحل الوقفة كان يمكن أن نتلافى هذه السلبية التي اعتاد عليها الناس.
أقول لوزارة الداخلية لم تفت فرص المعالجة جميعها وقد تبقت 18 يوماً يمكن أن تكون هناك بعض من المعالجات التي يمكن أن تمنع حالة التكدس في نوافذ الخدمة في يوم واحد كما يوم الوقفة، من هذه التدابير أن تعلن الوزارة خفض سعر استخراج الجواز الجديد إلى أقل من النصف لتمكن كل حامل جواز أخضر قديم من استبداله بسهولة، ودون عناء في الحصول على المبلغ الكبير المحدد أصلاً لاستخراج الجواز الالكتروني.
مسألة ثانية .. إنجاز كبير أضافته قوات المباحث بولاية الخرطوم إلى إنجازاتها بالقبض على قاتل المساعد شرطة “مزمل بوب”، أميز رجالات المباحث بعد 24 ساعة من الحادثة بولاية الجزيرة، برغم اختفاء معالم الجريمة التي قام بها المجني، وهذا إن دل إنما يدل إلى أن هناك تطوراً كبيراً في عمل المباحث في السودان في الآونة الأخيرة وظهور الحرفية في فك طلاسم أشهر الجرائم والوصول إلى الجناة. التحية لكل عناصر المباحث من ضباط وضباط صف وجنود على هذا التطور، وتعازينا لهم جميعاً ولأسرته بهذا الفقد الجلل والمجني عليه كان من البارعين في حقل العمل الشرطي البحثي والاستقصائي.
أنبه إلى أن الجريمة تمضي في تطور والمنفذون يبرعون في إخفاء معالم الجريمة، عليه فإن ذلك يلقي مهاماً جساماً على المباحث في تطور آلياتها وطرقها في فك طلاسم الجريمة، وحتى لا نقف في محطة هذه الإنجازات مع التطور السالب في الجريمة، فإن ذلك يتطلب مزيداً من التدريب والتأهيل وتوفير الميزانيات اللازمة لذلك، لأن في توفير الأمن استقراراً وتقدماً ونماءً والله المستعان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية