شهادتي لله

سفارتك ما أمانة .. !!

أقل من (مئتي) شخص، هم الذين خرجوا في مسيرة نظمها من أسموا أنفسهم (منظمات مجتمع مدني) للتنديد بالعقوبات الأمريكية الظالمة على السودان المستمرة  لـ(18) عاماً طويلة !!
المؤتمر الوطني الذي ظل لربع قرن من الزمان يخرج المسيرات (المليونية) في (الفارغة والمقدودة)، عجز  ..  أو خشي أن يخرج (10) آلاف عضو من أعضائه  (الكم مليون عضو)، ليهتفوا بالصوت، لا بالرصاص ضد أمريكا، التي يبدو واضحاً أن زمان (قد دنا عذابها .. علي إن لاقيتها ضرابها) قد ولى .. مات وشبع موتاً  !!
نحن في زمن: (إذا ضربتك أمريكا على خدك الأيمن .. فأدر لها وجهك لتضربك على خدك الأيسر) !!
الزمان ليس الزمان .. والقوم ليس هم القوم !
بضعة عشرات وليس مئات من بني السودان هم الذين انتظموا للاحتجاج على مبعدة من السفارة الأمريكية بضاحية “سوبا” بالخرطوم !
المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية السودانية كانا يملآن الدنيا ضجيجاً وتغبر قياداتهم أقدامها في سبيل الله، نصرة بالتظاهر للمستضعفين في “البوسنة والهرسك” و”أفغانستان” و”الصومال” و”فلسطين”، وإلى (إخوان مصر) قبل أسابيع، رفضاً لأحكام المحاكم المصرية بالإعدام لقادة التنظيم الدولي، لكنهم جميعاً (لبدوا) ولم يقووا على الاحتجاج بصوت عالٍ على أحكام الإدارة الأمريكية الظالمة  بإعدام الشعب السوداني باستخدام أدوات (الموت البطيء) !!
فلا هم نسوا أمريكا ويمموا (بصدق) شطر روسيا، ولا هم تظاهروا بقوة ضد أمريكا بأن حشدوا عشرات الآلاف في الفضاء الواسع الفسيح مطوقين بعربات النجدة والعمليات، على بعد (خمسمائة متر) من مبنى السفارة (الخايفين عليها) .. على طريقة الشاعر “حسن الزبير” والفنان “عبد الله البعيو”:
(سفارتك الخايف عليها .. هاك بتذكارها شيلها .. وشيل معاها الفي عينينا  . .
وفيها إيه إنسان بعزك .. لما بحفظ ليك سفارة ..
فيها قامتك وابتسامتك وسحر عينيك الخجولة ..
فيها راحة وفيها واحة كل ما يتعب يزورها ..
أنت لو صادق في ريدك .. زي صدق ريدتنا ليك ..
أنت زينا لو تساهر .. لو بطول الليل عليك ..
كان بفوت فرحك فرحنا .. يوم نشيل شوقنا ونجيك ..
وكنت ما بتبخل علينا حتى لو نطلب عينيك ..
مهما قلت واعتذرت .. غايتو أنت بخلت بيها ) .
أمريكا – يا سادتي – ليست صادقة في (ريدها) .. زي صدق ريدتكم ليها !!
وأمريكا بخلت عليكم برفع العقوبات .. ورفعتها في رمشة عين عن “كوبا” خصمها الأول بعد ذهاب الاتحاد السوفيتي العظيم .
ستستمر العقوبات على السودان .. وستجددها الإدارة الأمريكية القادمة نهاية شهر أكتوبر من العام 2016، ما دام هذا هو نهج حكومتنا الذي يشبه مظاهرتها الهزيلة أمس الأول،  تجاه دولة (اليانكي) المستبدة .
وأنت سفارتك ما أمانة .. كيف نفرط نحنا فيها .. ؟!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية