عز الكلام
دكاترتكم ديل علموهم يطعنوا الحقنة!!
أم وضاح
قبل فترة من الآن طالب عدد من عمداء كليات الطب الجهات المختصة بوقف تصاديق كليات الطب بسبب أن أعداد المتخرجين أصبحت أكثر من المستشفيات ومن طاقتها لاستيعابهم.. ودعوني أقول إن أعداد الأطباء على هذا النسق ستصبح عما قريب أكثر من أعداد المرضى أنفسهم، لكن خلونا نطرح المسألة بشكل آخر هل المشكلة فقط في الكم أم أنها في الكيف؟ أصلح السؤال وأوضحه بشكل ثاني: هل هذه الكليات فقط مشكلتها أنها تستوعب أعداداً كبيرة من الراغبين في الالتحاق بكليات الطب؟ أم المشكلة في أنها لا تطبق أسلوباً صارماً في التحصيل الأكاديمي حتى تضمن أن خريجيها هؤلاء قد شربوا مبادئ الطب، خليك من التبحر فيه؟؟ أنا شخصياً أشك في ذلك ولي من الدلائل عشرة بدل واحد، وقبل مدة صادف أن كنت في مكتب أحد مديري المستشفيات الحكومية، ولحظتها كان معه طلاب طب في جامعة خاصة ومعروفة انتهوا لتوهم من (مرور) على يبدو هو جزء عملي من دراستهم الأكاديمية، وبدأ هذا الطبيب النطاس في توجيه أسئلة لهم حول الحالات التي رأوها وكشفوا عليها، وعدد الطلاب كان لا يقل بأي حال من الأحوال عن عشرين طالباً، جميعهم في السنة النهائية، وظل الدكتور يوجه الأسئلة ودكاترة الهناء ساكتين وصامتين صمت القبور، يبحلقون إلى سقف الغرفة تارة وإلى أحذيتهم الرياضية الماركة تارة أخرى، تخيلوا ديل دكاترة (ح يفكوهم) في المستشفيات أطباء امتياز للحوادث والحالات الطارئة (أتاري الناس بتموت بالهين)، ونمشي بعيد ليه أمبارك القريبة دي وأحد أفراد عائلتي ذهب ليتبرع بزجاجة دم لأن دمه يرتفع أكثر من المعدل الطبيعي كل فترة وأخرى، وأصبح بالنسبة لنا ذلك أمراً روتينياً وعادياً وذهبنا إلى مستشفى برضو حكومي للتبرع وجاءت شابة ومسكت يد الراجل وهاك (يا طبيظ) ولم تستطيع إدخال الإبرة في وريده باليد اليمنى لتتحول بعد محاولات مضنية لليد اليسرى، وأخيراً أعلنت عجزها لنستعين بطبيبة مخضرمة فعلت ذلك في لمح البصر وهي تعتذر، وقالت: يا جماعة معليش.. معليش؟؟ دي نصرفها بياتو روشتة؟ والرجل دمه يسيل على ذراعيه لأسألها: دي قرت وين الما بتعرف تطعن الحقنة دي؟ وهي من أبسط وأول أبجديات العلاج، وكان يفعلها بدراية وخبرة وحرفية أعمامنا المساعدين الطبيين والممرضين المخضرمين في المدن والقرى والأحياء!! جارة لنا اضطرت إلى الذهاب إلى الأردن حتى تشفى من (خراج) كبير في يدها بسبب طعنة درب بائسة وخاطئة لشاب متخرج حديثاً لا يحسن حتى طعن الإبرة.
لذلك أعتقد أن هذا العدد الهائل من الكليات ومن الأطباء سيتسبب في كوارث لا يعلم مداها إلا الله، فإذا كانت بعض الكليات تتساهل وتسهل تخريج طلابها وهم لا يملكون الحد الأدنى من علوم الطب، فعلى المستشفيات الحكومية والخاصة ألا تستوعب أي متقدم للعمل بها إلا بعد إجراء امتحان داخلي تتأكد من خلاله أنه يعلم الحد الأدنى من أبجديات الطب، بل أحسب أن وزارة الصحة نفسها مطالبة بأن تقوم بامتحان موحد ما قبل الامتياز وما قبل التخصص بموجب نتيجة تمنح الخريج حق أن يمضي في هذا الدرب الصعب!! يا أخي ما قلنا ليكم عينوا في المستشفيات دكاترة عباقرة يعالجون السرطان أو يجرون الجراحات الدقيقة، لكن على الأقل اضمنوا أنهم بيعرفوا يطعنوا الحقنة الهينة دي!!
{ كلمة عزيزة
ربما أنه من كثرة الإخفاقات التي حولنا ما عدنا نقف كثيراً عند إنجازات تتحقق يقوم بها أصحابها في صمت ونبل ولا يستعرضون ببطولات، ويعدونه فقط أداء للواجب.. آخر هذه الإنجازات ما قامت به شرطة ولاية الخرطوم في إلقاء القبض وبسرعة فائقة على سارق محل الذهب بمول الواحة لتفك طلاسم الجريمة في وقت قياسي، ولترسل رسالة مفادها أنه لا جريمة تقيد في مضابطهم ضد مجهول.. فالتحية بالتأكيد للسيد الفريق مدير عام الشرطة “هاشم عثمان” ولسعادة الفريق “محمد أحمد علي” مدير شرطة ولاية الخرطوم.. والتحية لسعادة اللواء “عبد العزيز” مدير المباحث.. والتحية لكل أفراد إدارتهم الذين يحرسون الخرطوم ليعمها الهدوء والسكينة. وإن شاء الله يا سعادة المدير الناس ديل حفزتوهم وبالتقيل كمان لأنهم يستحقون.
{ كلمة أعز
أمس شاهدت فيديو كليب جميل للفنان “شكر الله عز الدين” قدم فيه وعلى إيقاع الدليب أغنية كاملة (الحنية) وصوت “شكر الله” يليق به الشجن والغناء المعطون بالدموع.. برافو “شكر الله” على الأغنية التي تحمل مضامين ورسالة بمنتهى الوضوح ودون فلسفة و(كعبرة) للمواضيع.