القيادية المثيرة للجدل "تراجي مصطفى" في حوار مع المجهر (1/2)
* تأخرت لظروف خاصة وسأحضر خلال الثلاثة أشهر المحددة للحوار
* أشارك في الحوار من موقعي في “كندا” ومن دعوناهم وصلوا ورؤانا مضمنة
* علاقتي بالإصلاحيين قوية والبعثيون أصدقائي
* المؤتمر الوطني لم يكن كياناً جامداً وعضويته تفاعلت مع تسجيلاتي فماذا لا يجد التثمين مني؟
“تراجي مصطفى” اسم لمع في سماء السياسة السودانية بعد دخولها هذا المعترك من بوابة العمل المعارض كناشطة ومشاركة برأيها وفكرتها مع الحركات المسلحة كعضو في حركة تحرير السودان (جناح مناوي) ومناهضة لسياسات الحكومة، لكن طموح المرأة ومتابعتها الدقيقة للملفات السياسية دعتها للاختلاف مع قيادات الحركات المسلحة في الأسلوب والطريقة التي يديرون بها العمل المعارض، وربما لدى “تراجي” تحفظات أخرى مرتبطة بالسلوك السياسي لبعض قيادات العمل المعارض السياسي والمسلح جعلها لا تتردد في تقديم انتقادات صريحة لها عبر وسائل التواصل الحديثة، وبالمقابل هذا السلوك رسخّ لدى “تراجي” قناعات بأن الحوار هو السبيل الأمثل لحل قضايا السودان المعقدة، منذ ذلك الحين بدأت تتجاوب مع الأطروحات الداعية إلى الحوار بالداخل، بل إنها قالت تشارك من موقعها بـ”كندا” مع لجان الحوار المنعقدة بالخرطوم هذه الأيام وستصل قبل انتهاء المدة المحددة للحوار بثلاثة أشهر. (المجهر) أجرت حواراً مع القيادية “تراجي مصطفى” حول آرائها السياسية والتحولات التي جعلتها تؤمن بالحوار كخيار أمثل لحل مشاكل السودان بجانب علاقتها بالحركات المسلحة، وتطرق النقاش إلى المساجلات التي تحدثت فيها عن بعض قيادات قطاع الشمال وحركات دارفور فماذا قالت في من وصفتهم بالعنصرية واستغلال قضايا الهامش لتمكين وضعهم السياسي؟.
حاورتها عبر الهاتف / فاطمة مبارك
{ سمعنا أنك ستنضمين إلى طاولة الحوار الوطني بالداخل لماذا لم تحضري حتى الآن؟
– شكراً أخت “فاطمة”، فعلاً أنوي الانضمام في وقت لاحق للحوار، وأتمنى أن يمكنني الله.
{ هل هناك أسباب جوهرية حالت دون وصولك؟
– الدعوة جاءت في زمن قياسي وأنا أم وحيدة مسؤولة من أولادي والسفر صعب جداً ما تتخيلي أنني منذ تسلمي للدعوة ظللت (أباصر) في زمني.
{ مشغولة بماذا؟
– أنا عندي أبن له ظروف خاصة، وهناك كمية من المواعيد الطبية وأشياء لا تقبل التأجيل.
{ هذا يعني ربما لا تحضرين؟
– طالما أن مدة الحوار ثلاثة أشهر سأحاول الحضور خلال هذه المدة، الشيء الآخر أنا أعتبر نفسي مشاركة من موقعي الحالي في “كندا”.
{ كيف يحدث ذلك؟
– أنا مطلعة على المستجدات وأشارك بالكتابة مع ناس (كتار) هم موجودون في لجان الحوار، كما أننا نحشد للحوار وهناك من قمنا بدعوتهم ووصلوا، ونحن حضرنا أو لم نحضر رؤانا مضمنة، لكن نرغب في الدعم المعنوي لفكرة الحوار وإن كان وجودنا يعني شيئاً فلن أبخل بهذه الشيء.
{ ما رأيك في المداولات التي تتم عبر حوار اللجان حتى الآن؟
– المداولات ممتازة ونحن حضورنا يتم عبر أفراد صدفة سبحان الله سعوا إلى أن نتعارف، وحالياً هناك (قروبات) مدورة في الحوار، ومن خلال ذلك يحصل لنا تمليكاً لبعض الحقائق.
{ ما تقييمكم للذي تم تملككم له؟
– أفتكر الناس كانت شجاعة، وقالت ما يدور بداخلها والخلاصة ستصبح كيف يتفق الناس على ما تم ويصبح مخرجات حقيقية رسمية للمؤتمر الجامع.
{ تقاربك مع أطروحات المؤتمر الوطني والحوار واحد منها جعل الناس يسألون.. هل تغير المؤتمر الوطني أم تغيرت “تراجي مصطفى”؟
– أخت فاطمة، الناس أمكن لا يحللون بطريقة صحيحة ويركزون في تحليلهم على المؤتمر الوطني باعتباره في السلطة، لكن هناك تقارباً بيني وبين ناس (كتار).
{ مثل من؟
– على سبيل المثال أنا علاقتي بالإصلاحيين قوية، كلنا نكتب في نفس المجموعات ونقول نفس الكلام.
{ ماذا عن الأحزاب والحركات الأخرى؟
– كذلك علاقتي بالبحثيين الذين كنت أختلف معهم بشدة في وقت مضى قوية، حالياً هم شبه أصدقاء وموجودون معنا في كل مجموعاتنا واتفقنا على حاجات كثيرة جداً ويثمنون ما أنشره من خطابات.
{ هل يتفقون مع دعمك للحوار الوطني؟
– صحيح لا يعجبهم دعمي الآن للحوار، لكن عموماً خطابي عن القومية السودانية وعن رفض العمل المسلح والفساد في الحركات المسلحة، هذا كله أدى إلى تقارب مع البحثيين، فلماذا يهتم الناس بالتقارب مع المؤتمر الوطني؟
{ في تقديرك ماذا حصل بالضبط ودعا الناس للتركيز على علاقتك بالمؤتمر الوطني؟
– الحصل بالضبط (أنو) الناس كانت لا تعرفني والمقالات التي أكتبها والمشاركات البسيطة لم توفر المعرفة الكاملة والحركات والأحزاب يعرفونني.
{ ألم يكن هذا كافياً لظهورك؟
– الأحزاب والحركات حرصوا على حجبي كل هذه المدة من المواطن السوداني، (الواتساب) فقط هو من كسر هذه الحواجز.
{ والمؤتمر الوطني؟
– المؤتمر الوطني هو شعب مثل الشعب السوداني لم يكن كياناً جامداً ولديه عضوية عادية، تفاعلت مع تسجيلاتي مثلما تفاعل الناس في (المؤتمر الشعبي) أو في حركة (الإصلاح) أو في حزب (الأمة القومي) أو في حزب (الاتحادي الديمقراطي) أو الحزب (الشيوعي) أو (المستقلين)، وحالياً أعتقد أن من يحسم اللعبة في الشعب السوداني هم المستقلون، لأن هؤلاء لديهم إحساس سليم وهو من يحسسهم بصدقية السياسي، لكن (مرات) المؤدلجين والمسيسين تحجبهم الرؤى السياسية من الاستماع إلى عواطفهم وعقولهم، لذلك يقومون بتحليل كل قول وفق منظومتهم الحزبية، وهؤلاء سيظلون معزولين في الشارع السوداني وسيغردون خارج السرب، ففي رأيي ليس هناك بيع أو شراء.
{ ماذا هناك؟
– هناك خطاب واضح لإنسانة واضحة كونه يجد قبولاً في أي عضوية من الأحزاب السودانية، فهذا شيء طبيعي فإذا حدث قبول لقواعد كبيرة في المؤتمر الوطني مش بنقول هم تغيروا لكن نقول هم استمعوا لإنسانة وشعروا بأنهم اتفقوا مع بعض آرائها it is ok وهم يقولون كلام كويس في محل تاني، فمجرد الترحيب والتثمين والتقدير السياسي لإنسانة يختلفون مع معسكرها السياسي سيجد تثميناً مني لأنهم برضو استطاعوا الخروج من حتة الإيديولوجية والتشنج السياسي إلى حتة التعامل بالحس السليم للإنسان الفطري السليم.
{ حديثك من خلال التسجيلات التي انتشرت في (الواتساب) يوضح أنك تمسكين بملفات لـ”ياسر عرمان” لماذا احتفظت بها طوال هذه المدة وأخرجتيها الآن؟
– أنا لم أحتفظ بها، في أول هجوم لـ”ياسر” مع “إسحاق فضل الله” عندما دخل الناس (الإنترنت) وجدوا نفس الكلام موجوداً في (الإنترنت)، واتضح أن “تراجي مصطفى” قالته قبل خمس أو ست سنوات، والموضوع كان كذلك بالنسبة للكلام الذي قلته عن “وليد حامد” أذاً أين كان الاحتفاظ؟
{ لكن الناس لم يسمعونه كما سمعوه الآن؟
– العزل الجماهيري كان أحد الأسباب، نحن في السابق كنا نكتب في مواقع محجوبة عن الشعب السوداني، الآن (الواتساب) أثبت أنه وسيلة خطيرة لنشر المعلومة، وفي السابق السياسيون لم يكونوا يهتمون بما ينشر من كلام، وفي اعتقادهم أننا نتحدث للصفوة والناس المهاجرة.
{ الآن هل تعتقدين بأن ما تنشرينه أصبح مؤثراً؟
– حالياً (الواتساب) اقتحم البيوت ولهذا السبب وصل صوتي للجماهير الشعب السوداني بالرغم من أنه نفس الكلام الذي ظللت أقوله من زمان هذا من ناحية، من ناحية أخرى أحياناً تحدث صدامات عادية ونقاشات، وتحدث مثل هذه الأشياء لكن ليس هناك تعمد لأي حاجة.
في الحلقة المقبلة
– ماذا قالت “تراجي” عن قيادات قطاع الشمال؟
– هل تخشى “تراجي” على حياتها مما تنشره من تسجيلات تكشف أسراراً لقيادات قطاع الشمال والحركات المسلحة؟
– كيف ردت على من وصفوها بالعنصرية؟