حوارات

القيادي الاتحادي "علي نايل" يخرج الآراء الجريئة في حوار الفضاءات الشائكة

إذا لم يستجب “الميرغني” لمخرجات اجتماع أمبدة سيكون لكل حادث حديث
“أحمد سعد عمر” مخادع.. ومصدر قوة “الحسن” المؤتمر الوطني
مجموعة “أبو سبيب” تعتقد أن التساهل من إشكاليات الاتحادي الأصل
حوار – عادل عبده
المقدمة
الأستاذ “علي نايل” القيادي بالاتحادي الأصل على صرامة تعبيراته الرافضة لمشاركة حزبه في الحكومة ومنهج “الحسن الميرغني” في العمل السياسي، كان يختزن موقفاً أكثر سخونة، حيث قطع بقوله إن لكل حادث حديث إذا لم تنجح المساعي المبذولة لإقناع مولانا “محمد عثمان الميرغني” بقبول مخرجات اجتماع أمبدة، وهي لغة تعني أن لهم طريقاً آخر حتى لا ينهدم البنيان العالي الذي قام على أكتافه، فالرجل قال كلمته بأسلوب جديد لكنه لا يحمل تهديداً لمولانا.
الحوار مع “علي نايل” كان حواراً على الفضاءات الشائكة، فكانت إجاباته واضحة وشفافة، وكان مقتنعاً إلى حد اليقين بأن “أحمد سعد” هو الذي زين طريق المشاركة لـ”الحسن”. وبذات القدر تمنى أن يراجع الأخير موقفه من مصادقة السلطة.. ماذا قال “علي نايل” عن ظهور “إبراهيم الميرغني” في المعركة ضد “الحسن”؟ وكيف يرى غياب “أبو سبيب” عن اجتماع أمبدة؟ وما هي مدلولات الهجوم على الخليفة “ميرغني بركات”؟!
{ الاتحادي الأصل من خلال معطيات الواقع انشطر إلى نصفين.. تيار “الحسن الميرغني” ومجموعة الأسكلا التي يقودها الأستاذ “طه علي البشير”؟
_ هذا الحديث غير صحيح، ولا يتماشى مع المنطق وحقائق الأشياء. فالشاهد أن “الحسن” ليس معه سوى فئة قليلة فضّلت المشاركة في السلطة ولا يحمل مشروعاً سياسياً، علاوة على إخفاقه في تنظيم الاجتماعات واللقاءات الحزبية وتقوقعه في “أبو جلابية”.. بالمقابل نحن الذين نمثل مركز الريادة والقوة الضاربة ونمتلك الجماهير والوعاء الهيكلي للقيادات والتعبير عن الخط الوطني للحزب، وبذلك نمثل شرعية الاتحادي الأصل، ويكفي ما حدث من نجاحات باهرة في لقاء أمبدة الأخير.
{ طيب.. ما هي خطواتكم بعد اللقاء التفاكري بأمبدة؟
_ الخطوة القادمة تتمثل في قيام المؤتمر العام للحزب بعد استكمال المؤتمرات القاعدية في بعض الأقاليم، ومؤتمرنا العام المرتقب ستسبقه اتصالات ومشاورات مع مولانا “محمد عثمان الميرغني” للحصول على الموافقة والضوء الأخضر.
{ هل تتوقع يا أستاذ “علي” موافقة مولانا “الميرغني” لمطالبكم بقيام المؤتمر العام للحزب؟
_ هذه المرة الوضع يختلف تماماً. ستسافر قيادات كبيرة شاركت في اجتماع أمبدة إلى لندن للتفاكر مع مولانا من خلال نقاش مستفيض، لأننا لا نضمن وجود أيدٍ أمينة تترجم رسالتنا.. وأيضاً يجب أن لا نكون متشائمين..
{ (عفوا).. ظل مولانا “الميرغني” لا يتجاوب مع التوصيات التي ترسل إليه من الداخل وأمامنا أمثلة كثيرة.. لذلك هنالك من يتوقع هذا المصير لمخرجات أمبدة جرياً على تلك السوابق؟
_ (أجاب بعد تفكير).. في هذه الحالة سيكون لكل حادث حديث، غير أننا نثق في حكمة مولانا وقدرته الفائقة على اختراق الصعاب والأهوال.
{ في رأيكم.. ما هو مصدر قوة “الحسن الميرغني”؟
_ المؤتمر الوطني.
{ طيب.. ألا تتوقعون قيام “الحسن” بخطوة دراماتيكية تتمثل في قيامه بتنظيم مؤتمر عام على جناح السرعة يمنحه شرعية قيادية بعد والده؟
_ سيكون ذلك مسخاً مشوهاً وصورة مزيفة لا تنطلي على أحد!! من أين يأتي بالجماهير والقواعد؟ ربما يكون هنالك سيناريو من صناعة المؤتمر الوطني.
{ كيف تفسرون التغيير المفاجئ لـ”الحسن الميرغني” من معارضة المشاركة إلى الوقوع في أحضان المؤتمر الوطني؟
_ (أجاب بشيء من الأسى).. أنا في حيرة من أمري، بل أكاد لا أصدق أن “الحسن” صار عراب المشاركة في الاتحادي الأصل.. ما زلت أتذكر مواقفه الرافضة للمشاركة انطلاقاً من قناعة ثابتة ومعطيات قوية وأنا جالس معه كمشرف سياسي لمنطقة كرري.. هل أنا في حلم؟ ماذا جرى للرجل.. في تقديري أن “أحمد سعد عمر” هو الذي زيّن طريق المشاركة لـ”الحسن الميرغني” فهو رجل مخادع وأنا ثابت على هذا التوصيف، و”أحمد سعد” من الإخوان المسلمين دخل حزبنا في غفلة من الزمن.. والله أتمنى أن يراجع “الحسن” موقفه ويعود إلى الصواب، لأننا لا نحمل له كراهية ولا كمداً بل نحبه من قلوبنا، فهو سليل الدوحة المحمدية الشريفة ونجل مولانا “محمد عثمان الميرغني”.
{ يقال إن أساس الخلاف بين “الحسن” وبعض قيادات “الأسكلا” كان في دنيا المال والاستثمار لكنه ظهر على السطح في المجال السياسي؟
_ خلط المال والسياسة صار ظاهرة واضحة، وقد سمعت عن هذه المعلومة التي لم تعد من الأسرار غير أن القضية أصلاً ترتكز على الصعيد السياسي بالدرجة الأولى، فالخلاف البائن بيننا وبين “الحسن” أنبنى على مواقفه التي دمرت حزبنا.. والتسريب بأن الخلاف قائم على النواحي الاستثمارية، هذا تهويل!!
{ هل تعتقد بأن إكسير الأبوة يجعل مولانا “محمد عثمان الميرغني” ينتصر لصالح المجموعة المناوئة لابنه “الحسن”؟
_ (أجاب بعد تفكير).. مولانا “الميرغني” لا يتعامل بالعاطفة والمذاق البيولوجي فهو يلعب على وتر ترتيب الأشياء في دواخله، وقد شهدت له موقفاً عام 2010 عندما ضرب الباب وأخرج جميع المشاركين في ذلك الاجتماع الذي كان يقوده “الحسن” عندما علم بأن أجندة المجتمعين مخالفة لتوجهاته.. وبذات القدر عندما رشح البعض نجله “الحسن” رئيساً لقطاع التنظيم في ذلك الوقت رفض هذا الترشيح.. بل كانت لي تجربة شخصية مع مولانا عندما رفضت المشاركة عام 2010 في ذلك الاجتماع الشهير وقلت له: يا مولانا نحن حريصون عليك من مثالب المشاركة وقد دافعت عنك خلال (20) عاماً.. لكنه أجاب قائلاً: لا تدافع عني بعد الآن.. فهو لم يجاملني وأنا لم أغضب من حديثه.
{ هل ترى أن ظهور “إبراهيم الميرغني” في هذا الظرف بجانبكم سيساعد على ترجيح الكفة لصالحكم في سياق المواجهة بينكم وبين “الحسن الميرغني”؟
_ القيادات التي تواجه “الحسن” لها خبرة سياسية كبيرة وحنكة عميقة في إدارة الأزمة الحزبية، وهؤلاء رجال أشاوس يتمتعون بالحكمة والصبر والدهاء، ويعرفون كيف يصلون إلى تحقيق أهدافهم.. وأصلاً نحن أعداء لـ”الحسن” بل نحن نعلم بأن المؤتمر الوطني يريد توريطه وإبعاده عن بني جلدته.. وأكرر قولي مرة أخرى إن “أحمد سعد” يقف وراء مشاركته في السلطة..
{ (مقاطعاً).. أقصد أن هنالك من يعتقد أن مجيء “إبراهيم الميرغني” صار أكبر مهدد لـ”الحسن” بحسابات المستقبل؟
_ (دعني أكمل حديثي يا أستاذ “عادل”).. لا شك أن “إبراهيم الميرغني” شاب مثقف ومرتب وصاحب قدرات عالية، وإذا حدث تنافس بينه وبين “الحسن” في المستقبل فالجماهير حتماً ستقف مع الذي يلبي رغباتها ويقف مع تطلعاتها.
{ هل صحيح أن الخليفة “عبد المجيد عبد الرحيم” الموجود الآن في لندن يحمل رسالة من قادة اجتماع أمبدة إلى مولانا “محمد عثمان الميرغني”؟
_ الخليفة “عبد المجيد” يقول عن نفسه إنه رجل طريقة ولا يشتغل بالسياسة، وما دام أنه في لندن أغلب الظن أنه سيتفاكر مع مولانا عن أمور الاتحادي الأصل، سيما اجتماع أمبدة.
{ غياب الشيخ “أبو سبيب” عن اجتماع أمبدة أثار تساؤلات كثيرة واستنتاجات كثيفة؟
_ (أجاب بشيء من الحزن).. على المستوى الشخصي تألمت كثيراً لغياب الشيخ “حسن أبو سبيب” عن اجتماع أمبدة فهو رجل عالم وصاحب وزن كبير، وكنت أحبذ مشاركته بحضور المجموعة التي تقف معه.. وهم يمثلون الهيئات والمركزيات الحزبية بولاية الخرطوم.. وأنا شخصياً جزء من هذا العمل الحيوي، والشاهد أن هنالك سوء تفاهم حال دون مشاركة “أبو سبيب” ورجاله…
{ (عفواً).. البعض يرى أن جماعة “أبو سبيب” عناصر متطرفة وأحكامهم قطعية؟
_ هم يعتقدون أن التسامح والتساهل من إشكاليات الحزب، فقد وضعوا (فيتو) على المشاركين في السلطة عام 2010، والذين ترشحوا في هذه الانتخابات مع “الحسن” ثم سقطوا وأرادوا اللحاق بركب العمل المضاد.. في تقديري أن الحكمة تقتضي أن نكون متسامحين ولا نتعامل بالشطط ونكون وسطيين مثل منهج حزبنا ونمنح الفرصة للتائبين والذين يراجعون مواقفهم.
{ إذن.. هل نتوقع حدوث التلاحم وعودة المياه لمجاريها بين مجموعة “أبو سبيب” وقيادات أمبدة في الأيام القادمة؟
_ بالضبط.. سأعمل على تحقيق هذا الهدف النبيل في القريب العاجل، فالأهداف المشتركة بين الطرفين كثيرة ولا توجد تقاطعات في الإستراتيجية بين “أبو سبيب” و”الأسكلا”، ومن يمن الطالع أعدّ نفسي شخصية مقبولة للطرفين للقيام بهذا الواجب المقدس.
{ كيف تفسر الهجوم المبرمج الذي يستهدف الخليفة “ميرغني بركات” بعد الاجتماع التفاكري الكبير بأمبدة؟
_ الخليفة “ميرغني سعيد بركات” يجب أن يشكر كثيراً على استضافته الرائعة لاجتماع أمبدة التفاكري الذي يعدّ نقطة تحول إيجابية لا تخطئها العين لصالح الحزب في هذا الظرف العصيب، فالخليفة “بركات” أنجز عملاً ضخماً وتحمل مسؤوليات تاريخية، ونجح في وضع خطتنا على الطريق الصحيح، لذلك كان طبيعياً أن يجابه بهذا العداء والاستهداف من الفئة المضادة لأنهم يعدّونه رأس الحربة في هدم مخططاتهم.. والخليفة “ميرغني بركات” رجل يزيده الهجوم ثباتاً ومنعة وقوة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية