رأي

مسألة مستعجلة

الرئيس في الهند مكاسب رغم العراقيل!!
نجل الدين ادم
زيارة الرئيس “البشير” إلى العاصمة دلهي تحمل أكثر من مكسب حيث يشهد قمة (الهند – أفريقيا) التي تعمل على تقوية أواصر العلاقات بين الهند بوصفها من الدول العظمى مع دول القارة السمراء، بغية التنسيق المشترك في عدد من المصالح الاقتصادية والسياسية، والساحة العالمية تشهد تحولاً كبيراً في الآونة الأخيرة، حيث تتجه دول شرق آسيا إلى القارة الأفريقية في فتح جديد للعلاقات، كما حالة دولة الصين الشعبية التي سبقت الهند في فتح نوافذ العلاقات، وقد انعكس ذلك إيجاباً في تحقيق المصالح المشتركة، وتقدمت خطوات وخطوات في مشروعات البترول والتعدين واستفادت شعوب عدد من البلدان والصين نفسها.
أما المكسب الثاني فإن الزيارة في حد ذاتها تعبير عن إرادة لتكوين تحالفات جديدة بعد أن اختلت موازين القوة في السياسة الدولية، في أعقاب انهيار المعسكر الروسي صانع التكافؤ مع المعسكر الأمريكي، وهذه مهمة لنتجاوز بها الحصار الاقتصادي الأمريكي.. الهند دولة لا يستهان بها، وقوة ضاربة في الأرض استطاعت أن تبني دولة ومجداً عريقاً من خلال التطور التقني والتعليم بخاصة في مجال تقنية الكمبيوتر الذي تسبق فيه الولايات المتحدة الأمريكية خطوات وخطوات.. ذاكرة الشعب السوداني في الحقب السابقة لا تنسى الوجود الكثيف للجاليات الهندية في البلاد، وهم ينتشرون في ولايات عدة منها الخرطوم ومدني، وقد أقاموا علاقات شعبية قوية يشهد بها التاريخ، وما تزال أم درمان العريقة تحتضن هذه الجالية المميزة.. من منا لا يذكر “موتر البجاج” الهندي وهو يجوب شوارع العاصمة، ومنتجات التاج محل.
الهند أيضاً تتقدم على دول العالم الأول في صناعتها لإرث قانوني عريق يشهد له القاصي والداني ويعدّ مرجعاً دولياً في الدساتير وكذلك تجربتها في الحكم.. وفوائد جمة يمكن أن تحققها هذه الزيارة القصيرة، بحيث يستفيد السودان من تجارب نيودلهي في كثير من الجوانب.
في الجانب السياسي أيضاً سيكون للزيارة صدى واسعاً، ودولة كبرى مثل الهند تضرب بقرارات المحكمة الجنائية بشأن الرئيس “البشير” عرض الحائط وتستقبله في حفاوة وترحاب، لتتجرع المحكمة من ذات الكأس ودولة جنوب أفريقا تسجل من قبل موقفاً بطولياً برفض طلب اعتقال الرئيس.
 الهند سحبت توقيعها على الميثاق المؤسس للمحكمة الجنائية الدولية، وبالتالي فإنها في معزل عن ما تحاول المحكمة تسييسه من قرارات، وهي تطلب توقيف الرئيس أول أمس ، لكن الهند تلقنها درساً على طريقة الكبار ولا تلتفت إلى محاولاتها اليائسة.
زيارة الرئيس إلى دلهي ستكون هزيمة إضافية للمحكمة الجنائية، وسيشارك في القمة ويعود عودة الفاتحين.
مرة أخرى نقول.. زيارة الرئيس “البشير” مهمة للغاية وسيكون لها ما بعدها، ونتمنى أن تكون بداية لتفعيل اللجان الفنية المشتركة بين البلدين لرفع مستوى التعامل في التقانة والتعليم والتدريب والتأهيل، وأن تعطي إشارة قوية لواشنطن وهي تحرك ملف المحكمة الجنائية بأن “فضوها سِيرة”. 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية