هل يقر السودان بفشله في تحقيق أهداف الألفية أم ينتقل للبند الثاني ؟
من المنتظر أن يجيز مجلس الوزراء تقريراً بشأنها بـ(الخميس)
الخرطوم- نجدة بشارة
ينتظر أن يجاز بمجلس الوزراء نهاية الأسبوع الجاري التقرير الختامي لرؤيته في مجموعة الأهداف التي حققها السودان في الألفية الانمائية (UNDP)، والتي سبق أن وقع السودان عليها ضمن (189) دولة على العهد العالمي الصادر عن مؤتمر القمة الألفية للأمم المتحدة بـ”نيويورك” في العام 2000م.
وتأتي الأهداف نتاج مقررات للعديد من المؤتمرات الدولية التي عقدتها الأمم المتحدة خلال الفترة الماضية من قمة الأرض، مؤتمر التنمية الاجتماعية، مؤتمر السكان التنمية، مؤتمر المرأة ببكين.
وتعكس الأهداف الانمائية للألفية تطلعات المواطنين الأساسية لحياة أفضل من خلال سلسلة مختارة. وصادق السودان على هذه الأهداف التي وضعتها الأمم المتحدة في قالب وأطر زمنية محددة تم الاتفاق عليها للفترة ما بين (1990 إلى 2015م).
ويأتي التقرير عن ما استطاع السودان أن يحققه من جملة هذه الأهداف وتشمل هذه الأهداف أولاً القضاء على الفقر المدقع والجوع، تحقيق تعميم التعليم الأساسي، تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، خفض معدل وفيات الأطفال والأمهات، تحسين الصحة، مكافحة فيروس نقص المناعة الايدز والملاريا، كفالة الاستدامة البيئية، بالإضافة لإقامة شراكات عالمية من أجل التنمية.
انقلاب عكسي
وحسب خبراء اقتصاديين فإن السودان لم يحرز أي تقدم في هذه الأهداف، وقالوا إن الوضع بدأ أكثر تأزماً، وأن الأوضاع بدت في انقلاب عكسي . وبدلاً من محاربة الفقر أصبح الفقر يسري كالهشيم في المجتمع، وخلافاً للإحصائية التي جرت قبل عدة سنوات وحددت نسبة الفقر بـ(46.5%)، فإن هذه النسبة ازدادت استفحالاً مع تزايد معدلات البطالة والضغوط الاقتصادية.
وأكدت المسؤولة بالمجلس القومي للسكان د. “وصال حسين” لـ(المجهر)، أن السودان حقق بعض النجاحات في أهداف بعينها مثل تمكين المرأة (الجندرة)، فيما أكدت أن البيانات ما تزال تراوح مكانها، فيما يتعلق بالفقر، وسيجري مسحاً متوقعاً مع بداية العام 2016م القادم.
وتشير الإحصائيات إلى أن هنالك (8%) يعانون من الفقر المدقع فيما تشير تقارير المنظمات واليونسيف، إلى أن هنالك (13) مليون بالبلاد يعانون من نقص الغذاء.
وسبق أن أقر مجلس السكان القومي التابع للأمم المتحدة في وقت سابق، أن السودان لم يحرز التقدم المطلوب في الأجندة التنموية للألفية الثالثة قياساً على غيره من الدول الأخرى، وأن التقدم في مستوى الفقر دون المستوى المطلوب مع إقرارها في التقدم في ملف تمكين المرأة. واعتبرت “وصال” أن السودان يقع ضمن منظومة الدول الخارجة من الصراعات، وأن الأمم المتحدة تعطي اعتباراً خاصاً لذلك.
حقائق صادمة
في المقابل ترى د.”وصال” أن السودان بصدد الانتقال إلى النقطة الثانية، على أساس ما حققه من أهداف الألفية إلى التنمية المستدامة ببداية العام القادم، وذلك اعتبرته لخصوصية السودان واختياره ضمن جملة (50) دولة، لتقاريره التي وصفتها بأنها عكست الأولويات لأجندة التنمية. وقالت إن الأمم المتحدة بالتشاور مع منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الحكومية، ومن خلال مشاركة السودان في العديد من المنتديات في العالم، وما أحرزه من تقدم في بعض الأهداف بصورة جيدة، ينتظر الانتقال إلى الجولة الثانية، التنمية المستدامة.
وقالت إن هنالك تقدماً في مجال التعليم وتقليل وفيات الأمهات والأطفال حديثي الولادة، مشيرة إلى أن معدل الوفيات انخفض في أكثر من (500) حالة في العام 2009 إلى (216) حالة من بين كل ألف حالة ولادة حية، فيما نصطدم بالحقائق والتقارير التي تؤكد انخفاض فرص التعليم، لا سيما في ولايات معينة إلى (3.3) ملايين طفل خارج نطاق المدرسة مع التردي في التعليم، رغم انتشار المدارس الخاصة والعامة . فيما تؤكد تقارير صادرة من اليونسيف بأن هنالك (2) مليون طفل، حسب آخر إحصائيات، تحت سن الخامسة بالسودان يعانون من سوء التغذية، وأن (550) طفلاً منهم يواجهون خطر الموت، وأن هنالك عدم ثبات في معدل وفيات الأمهات. وكشفت د. “وصال” عن معاودة ظهور الملاريا عقب مكافحتها، بعد أن انخفضت من معدل (3.7%) في العام 2005م إلى (1.8%) في العام 2009م.
الايدز يتخطى الألفية
ومن جملة الحقائق الصادمة، تشير الإحصائيات إلى انتشار مرض الايدز في السودان. وحسب تقرير لبرنامج الأمم المتحدة سابقاً فإن هنالك انتشاراً كبيراً للايدز بالسودان. وفي آخر إحصائية لوزارة الصحة، فإن هنالك (19) ألف مصاب بالايدز بالخرطوم، وهنالك (1500) حالة إصابة تسجل سنوياً. وفي ذلك ترى د. “وصال” أن انفتاح السودان على دول الجوار ساهم في تفشي الوباء وهذه الحقائق تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك، أن السودان بدا أكثر تراجعاً خلال الـ(15) عاماً التي أعقبت توقيعه على برنامج الأمم المتحدة للأهداف الانمائية للألفية، وأن الإحصائيات تبدو صادمة، وأن معدلات الفقر في ازدياد مع تدهور التعليم وتفشي مرض نقص المناعة الطبيعية.
وأن الحديث عن انتقاله للبند الثاني، بعد تحقيقه للأهداف الانمائية، يعد ضرباً من اللا واقع، وأن السودان يحتاج إلى العودة لنقطة البداية، قبل انطلاقة الأهداف ليحرز تقدماً في هذه الأهداف، باعتبار أن الأوضاع كانت أفضل في السابق عما هي عليه الآن.