بكل الوضوح
أين المدارس الحكومية من مسرح النجومية!!
عامر باشاب
{ بعد أن كانت المدارس الحكومية في الزمن الجميل متسيدة على مسرح النجومية بالتميز الأخلاقي والتفوق الدراسي في كل بقاع السودان، لكنها الآن تدهورت و”تبهدلت” وفقدت كل عناصر الجذب والتميز، وصارت مدارس طاردة وغير مرغوب فيها.
{ السؤال الذي يفرض نفسه: هل من أمل في عودة المدارس الحكومية إلى عهدها الأول؟
{ متى يعمل القائمون على أمر التعليم بصورة جادة لإعادة المدارس الحكومية إلى مسرح النجومية من خلال تهيئة البيئة المدرسية واستقطاب المعلمين المؤهلين، وتوفير الكتاب المدرسي، والاهتمام بالمواهب الفنية والثقافية والرياضية لدى الطلاب وتنميتها لكي يستعدوا من الآن للمساهمة في صنع مستقبل السودان، وحتى ينشأوا نشأة سليمة ويخرجوا إلى دنيا العمل متوازنين نفسياً وعقلياً وسلوكياً وروحياً بوعي ديني، محبين للوطن، متذوقين للفنون الأصيلة، مفجرين طاقاتهم في كل ما هو نافع ومفيد لأمة الأمجاد؟!
{ متى يصدر قرار وزاري يحدد خارطة طريق تعيد المدارس سيرتها الأولى عندما كانت المدرسة (مؤسسة للتربية والتعليم) وتهذيب النفس والسمو بالروح، وعندما كان (المعلم يربي في الأول) ثم يعلم، ولم يكن فقط هو ذلك الشخص الذي يحفظ تلاميذه الدروس وإنما هو القدوة الحسنة الذي كاد أن يصل إلى منزلة الرسل، المدرس الذي كان يبذل كل ما بوسعه حتى يخرج تلامذته بامتياز في أدب الدنيا وأدب الدين؟!
{ نحمد الله كثيراً لأننا كنا من الأجيال المحظوظة التي عاشت زمان التربية الحقيقية والتعليم السليم، وصادفنا الكثير من المدرسين العظماء الذين كانوا يحملون كل مواصفات المعلم الصالح.
} وضوح أخير
{ في الختام، نؤكد مراراً وتكرراً على أهمية الدور الذي ظلت تلعبه المدارس الحكومية في تنشئة الأجيال على المنهج التربوي السليم، وتغرس فيهم القيم الوطنية، وترتقي بذوق الطلاب لتحميهم من آفات الانحراف الأخلاقي والهبوط الفني والتطرف السياسي والعنف الطلابي.
{ أتمنى أن يعود المدرس الأنموذج ليسود ويقود العملية التعليمية في كل مدارسنا الحكومية لتؤدي دورها على الوجه الأكمل، وتنتزع النجومية من المدارس الخاصة التي أرهقت الناس مادياً دون أن تضيف لأبنائهم ما يفيدهم في الحياة، وليس بالعلم وحده يحيا الإنسان.
{ أخيراً.. إلى متى تظل المدارس الحكومية بعيدة عن من مسرح النجومية!!