(المجهر) في حوار استثنائي مع الدكتور "الصادق الهادي" (2-2)
الحوار الوطني دخل (المطبخ)… واللجان متروك لها الخروج بخلاصة للقضايا الست
زيارة “موسيفيني” للخرطوم ستختصر كثيراً من المسافات بيننا وحكومة الجنوب
عادت علاقتنا مع “السعودية” لوضعها الطبيعي.. و(عاصفة الحزم) لا ننتظر منها مقابلاً مادياً
لا أتوقع أن ترفع أمريكا اسم السودان من قائمة الإرهاب بهذه البساطة
{ما هي المخرجات التي سيخرج بها الحوار الوطني؟
_ الحوار الوطني الآن دخل (المطبخ) واللجان متروك لها فترة ثلاثة أشهر.. ويفترض أن تخرج خلال تلك الفترة بخلاصة في القضايا الست الأساسية، فعلى سبيل المثال نحن في حزب (الأمة) القيادة الجماعية عقدنا اجتماعاً ناقشنا فيه الورقة التي سنقدمها للجان المختصة، ففي الورقة الاقتصادية تناول النقاش الدور السياسي في الاقتصاد والاقتصاد في السياسة والقرارات الناجعة التي تتخذ لحل المشاكل الاقتصادية، ولن نستطيع أن نضع خطة اقتصادية ناجحة بدون حلول سياسية، لأن السياسة والاقتصاد متداخلان ومرتبطان ببعضها البعض، لذلك فإن الورقة التي تقدمنا بها مع الأوراق الأخرى التي قدمت من قبل القوى السياسية المختلفة يمكن أن تشكل مخرجاً للأزمات في اللجان الست.. ومن ثم ستخرج اللجان بمخرجات ستعرض على الجمعية العمومية، نسأل الله أن يكون كل أهل السودان أو معظم الذين شاركوا في الحوار تكون جهودهم قد أسفرت عن توصيات تكون خارطة طريق للوصول إلى أمن وسلام البلاد.
{ ما الذي سيحدث إذا ما انقضت الثلاثة أشهر ولم يتم التوصل إلى حل؟
– يجب خلال الثلاثة أشهر أن يكثف الإعلام وأن تجرى اتصالات من قبل القوى السياسية لإقناع القوى الرافضة للحوار مع تشكيل ضغوط دولية وإقليمية على الحركات المسلحة من خلال تنوير الدول من حولنا والمنظمات الإقليمية والعالمية بأهمية الحوار، وربما يقود هذا الحوار وهذا الضغط في النهاية إلى جلوس الرافضين للحوار أو المعارضين له حتى ينضموا إلى ركب الأمة ليخرج السودان إلى بر الأمان، وكما يقول المثل أن توقد شمعة في ظل الظلام الحالي أفضل من ان تسخر من الحوار الذي يدور حالياً، ولن يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
{ في ظل الظروف التي نعيشها زار السودان مؤخراً الرئيس الأوغندي “موسيفيني”.. هل تتوقع أن يلعب “موسيفيني” مع دولة الجنوب دوراً في إعادة العلاقات ووقف العدائيات خاصة من جانب الحركات المسلحة التي لجأت إلى الجنوب؟
_ الرئيس اليوغندي “موسيفيني” سيكون له دور كبير وتأثير على حكومة الجنوب، ولذلك فإن زيارة “موسيفيني” للخرطوم سوف تختصر كثيراً من المسافات، لذلك أستطيع أن أقول إن زيارة “موسيفيني” لها ما بعدها.. فالآن هناك متغيرات كثيرة حدثت في حكومة الجنوب منها إعفاءات وإبعاد لبعض الصقور، فكلها نتائج مرئية بالنسبة لنا وقد تكون واحدة من نتائج زيارة “موسيفيني” للخرطوم.
{ مرت العلاقات السودانية المصرية قبل فترة بحالة من الفتور.. ولكن نستطيع أن نقول إنها الآن في أفضل حالاتها هل ستلعب مصر أيضاً دوراً في الاستقرار؟
_ العلاقات بين مصر والسودان تحكمها أولويات والآن هي محل انتباه الحكومتين، وهناك ملفات كثيرة بين البلدين، منها ملف مياه النيل وملف الإرهاب ومحاربته والأمن الغذائي، وإذا نظرنا أيضاً إلى العلاقات بين السودان وليبيا ومصر هذا المثلث، نجد أن الملفات بين مصر والسودان تستبق الملفات الأخرى، صحيح ليس لمصر دور كبير فيما يدور في دارفور أو الجنوب، ولكن لمصر ثقلها الإقليمي والدولي ويمكن أن تلعب دوراً مهماً في هذا الشأن إذا فرغت من الملفات العالقة والتي لها الأولوية لحكومة مصر أكثر من الأولويات الأخرى.
{ العلاقة بين السودان والمملكة العربية السعودية لازمها في وقت مضى بعض الفتور.. كيف يمكن أن نطور تلك العلاقات ونعيدها لسابقها؟
_ العلاقات السودانية والمملكة العربية السعودية أعتقد أنها في تطور إيجابي، صحيح كانت هناك أخطاء سياسية بين البلدين في وقت سبق، لكن الآن يمكن أن نقول انه تم تجاوزها بالخطوات الإيجابية التي قامت حكومة السودان بها خاصة فيما يتعلق بأمن البحر الأحمر والتمرد الشيعي في منطقة “اليمن”، والعلاقات التي تربط السودان ودول الخليج بصفة عامة إن كانت اقتصادية أو اجتماعية فكلها معروفة لدينا.
{ ومشاركة السودان في (عاصفة الحزم)؟
_ كان نقطة تحول كبيرة في مجرى العلاقات بين السودان والمملكة السعودية.. فالآن ما يحدث بين السودان والمملكة هو الشيء الطبيعي، ويفترض أن يكون من سنوات لما لهذه العلاقات من دور كبير في الماضي ووحدة الأمة العربية ومواجهة التحديات، ولا ننسى الدور الكبير الذي قام به السودان في إحداث التقارب بين الملك “فيصل” و”عبد الناصر” وقمة اللاءات الثلاثة، فأستطيع أن أقول بأن العلاقات الآن عادت إلى طبيعتها بين البلدين ولها أثرها الاقتصادي والاجتماعي في المرحلة المقبلة.
{ ماذا استفاد السودان من مشاركته في (عاصفة الحزم)؟
_ السودان وقف مع الشرعية في “اليمن”، ثانياً السودان لا ينتظر شيئاً مادياً من تلك المشاركة، لأن هذا ليس من شيم ولا أخلاق أهل السودان أن تكون مشاركتهم في أي عمل عسكري ينتظر منه مقابلاً مادياً، لكن نحن نتحدث عن العلاقات السودانية السعودية والشيء الطبيعي الذي ينبغي أن يكون و ما يحدث الآن هو الطبيعي، لأن البلدين يقفان مع بعضهما في كافة الأزمات، وما حدث في الماضي من أخطاء نعترف بأنها أخطاء تم تجاوزها.
{ هناك حديث يدور من جانب “الولايات المتحدة الأمريكية” حول إمكانية رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب.. هل يتوقع أن ترضى أمريكا عن السودان.. وهل يتوقع تحسن علاقاتها معه؟
_ لا أتوقع أن ترفع “أمريكا” اسم السودان من قائمة الإرهاب بهذه البساطة، ولكن نقول بأن هناك تحسناً في العلاقات بين “السودان” و”الولايات المتحدة الأمريكية”، فالتقارب والعلاقات التي تمت بين وزارتي الخارجية في البلدين هذه خطوات إيجابية لها ما بعدها، فـ”أمريكا” لها أجندتها الخاصة بالمنطقة، والسودان يرغب في تحسين علاقاته مع “أمريكا” لما لـ”أمريكا” من دور كبير في العالم وفي المنطقة بصفة خاصة، فنحن محتاجون لبذل مزيد من الجهد في تطوير العلاقات السودانية الأمريكية وتحسينها، فما يدور الآن مبشر ومشجع، ولكن لا أتوقع انفراجاً كاملاً في العلاقات.
{ قمت مؤخراً بزيارة لـ”سلطنة عمان” ما الهدف منها؟
_ زيارتي لـ”سلطنة عمان” كانت بدعوة كريمة من الوزير الشيخ “خالد بن عمر المرموط”، وخلالها وقعنا اتفاقية بين وزارة تنمية الموارد البشرية وأكاديمية السودان للعلوم الإدارية وبين معهد الإدارة العامة بالسلطنة، حيث نصت مذكرة التفاهم على تبادل الخبرات وتشجيع فرص التعاون في المجال الإداري وتطوير وتنمية الكادر البشري، كما التقينا بسمو السيد “فهد بن محمود آل سعيد” نائب رئيس الوزراء، وتم التفاكر حول أهمية التواصل بين البلدين في تنمية الموارد البشرية والاستثمار في البلدين، وفي المجال الزراعي وتطوير البنى التحتية، وللسلطنة مواقف إيجابية مع السودان خاصة في المحافل الدولية ودعمها لخط السودان وشكرته على تلك المواقف، والتقينا بالسيدة “راوية بن سعيد” وزيرة التربية والتعليم العالي، وقامت بمضاعفة المنحة بجامعة السلطان قابوس من ثلاثة إلى ثلاثة أضعاف، والتقينا بوزير الزراعة بالسلطنة وتم الاتفاق على استيعاب عدد من الكادر الطبي في المجال البيطري، الآن بدأت الإجراءات والتقينا بوزير القوى العاملة.
{ ولكن يقال بأنك لم تلتق بالجالية؟
_ بالعكس جمعني لقاء بمنزل السفير مع معظم أهل السودان والجالية بالسلطنة، وكان لقاءً حاشداً رغم ضغط البرنامج، وما قيل ليس صحيحاً بالعكس أنا حرصت على إجراء اللقاء الذي تم في منزل السفير.